كلٌ منا يعرف "يوليوس قيصر" من خلال انتصراته العسكرية وأمجاده وفتوحاته شرقا وغربا، حتى صار أعظم قائد شهدته روما وإنتهى به الأمر أن أصبح دكتاتورا مدى الحياة .
ولكن هنا أريد أن أُذكّر بشأن اهتمامه الأدبي....وبالرغم من أنه كان يتمتع بشخصية طاغية لقوتها وتفردها في عالم السياسة فان مؤلفاته هي أيضا تتمتع بسحر خاص وآخاذ..
كتب يولوس قيصر "عن القياس" دفاعا عن النقاء اللغوي الذي تميز به اسلوبه، وقد تم تأليف هذا الكتاب اثناء عبوره جبال الألب عام 54ق.م . وفي طريقه إلى اسبانيا عام 46ق.م نظّم قصيدة شعرية بعنوان "الطريق" .. وللقيصر كتابان بعنوان " ضد كاتو".. وهما يردان على مديح شيشرون و بروتوس لكاتو الرواقي (الأتيكي) غريم قيصر، وكخطيب وضعه كونتليانوس ندا لشيشرون نفسه.. أما الأخير فيمتدح نقاء لغة قيصر وصقلها علاوة على قوة تأثيرها ثم ينوه على نحو خاص باسلوبه الساخر في الإلقاء .
ومن العجيب أن القيصر نفسه لم يأخذ عطاءه الأدبي مأخذ الجد، فبالنسبة له كانت المسألة مجرد تسلية وقت الفراغ من جهة و وسيلة للدعاية السياسية من جهة أخرى ..وهكذا يجب ألا نغفل رأي قيصر وهو يتحدث عن أعماله التي وضعته بين الأدباء، عندما ترك الكتب الآتية :
" مذكرات عن الإنجاز " و "عن الحرب الغالية (سبعة كتب) " و"عن الحرب الأهلية (ثلاثة كتب) ".
وفي الأدب اللاتيني كله لا مثيل لإسلوب قيصر من حيث النقاء والصفاء ، فهو صاحب الأسلوب الشهير : " تجنب الكلمة غير المسموع بها من قبل وغير المعتادة كما تهرب من صخرة تبدو لك عن بعد وأنت في عرض البحر " .