من مولهاوزن إلى فايمر
في عام 1707، انتقل باخ إلى مدينة مولهاوزن كعازف أورغن في كنيستها. وبعد مغادرته مولهاوزن وعودته إلى فايمر ، كتب أول أعماله الشهيرة للأورغن. وفي عام 1716، تقلد باخ منصب قائد فرقة موسيقى الحجرة التي عزفت في بلاط الأمير ليوبولد. وفي هذه المدينة، استطاع باخ أن يتحرر من الخدمة الكنسية متابعا التأليف الموسيقى للآلات، فكتب معظم الأعمال المهمة له ومنها ست حوريات براندنبورغية عام 1721. سميت هذه المعزوفة بهذا الاسم لأنها كانت مكرسة لأمير براندنبورغ.
فترة لايبزيغ
انتقل باخ إلى مدينة لايبزيغ واستقر فيها لمدة ربع قرن. ولأن الإبداع يتطلب دائما الاستفادة من خبرات الآخرين ومواكبة آخر التطورات في مجال ما، قام باخ بعدة رحلات قصيرة إلى بعض المدن الألمانية تعرّف أثنائها على أشهر الموسيقيين فيها آنذاك. ولأن الموسيقى في ذلك الحين كانت حكرا على البلاط وأهله، فإن التحليق عاليا في عالم الموسيقى كان يتطلب دائما رضاء البلاط، فقد التقى باخ الملك فريدريك الكبير عام 1747 وقدم له قطعة موسيقية. وقبل نهاية حياة باخ بوقت قصير، بدأ بصره يضعف تدريجيا حتى فقد البصر تقريبا حتى وفاته في عام 1750.
الموسيقى الكنسية ...
أهم ما أنتجه باخ ويجزم المهتمون بسيرة الموسيقار ومؤلفاته بأن المذهب البروتستانتي كان أساسا لمعظم أعماله الموسيقية. ولأن آلة الأورغن تعتبر ركيزة مهمة في الموسيقى الكنسية، فإن هذه الآلة حظيت عند باخ بعناية خاصة، إذ ألف الكثير من القطع الموسيقية التي عزفت وما زالت تعزف على الأورغن. ولا يقتصر اهتمام باخ بآلة الأورغن، فقد ألف عددا لا بأس به من الكونشرتو. ومن أعمال باخ المهمة للآلات أيضا كتاب فن الفوغ الذي ألفه في أواخر حياته ولكنه لم ينجزه. وتعد الفترة التي عمل فيها باخ في لايبزيغ من أهم الفترات التي شهدت إنتاجا موسيقيا غزيرا، حيث كرس 15 سنة منها للموسيقى الدينية.