أعلام الرواية اليابانية في القرن العشرين"

2020-02-06

مقالة أعلام الرواية اليابانية مع خواطر "ذات علاقة":

 ملخص معرفي مركز ( بقيمة مضافة ) يغني عن قراءة الكتاب الشيق (242 صفحة) الصادر عن دار التكوين السورية/2018 :

* تعلم فن كتابة الرواية الشيقة التي تشد القارىء وتمتعه وتفتح آفاق خياله وتفكيره وربما تستفزه وتستحق القراءة بجدارة بلا ندم ... وليست مجرد تكرار واجترار لهواجس شخصية نرجسية ونمطية انشائية سردية مملة كمعظم الروايات العربية الحديثة المنهمرة كالسيل الجارف والتي لا تواجه نقدا صارما موضوعيا وكاشفا : صرخة نقدية لإيقاظ الإبداع الحقيقي وكشف الجوهر ووضع حد للهراء الإنشائي السردي الكاسح السائد !

*ان زائر اليابان في اواخر القرن العشرين يفاجأ بأن العملة الورقية من ذات الألف ين، تحمل صورة الروائي الشهير ""سوسكي" صاحب رواية "وسادة العشب" .

*تتمتع الرواية اليابانية الحديثة بخصائص تميزها عن نظيرتها في الغرب : مثل الإيجاز والتكثيف  والغموض، فهي لا تصرح بكل شيء بل تترك للقارىء الفطن أن يستخلص لنفسه اكثر مما يعطيه النص المكتوب، فالكاتب يرصد رغباته بدقة ويكمح تماديها فلا يسمح بالإنفلات، ولا يعلن الحقيقة كاملة، وبذلك يزداد التاثير الشعري غموضا وجمالا وامتاعا .

*ربما لم تكن الكتابة ضرورية الاّ حين لا يحدث اي شيء !

*وفي نصوص السرد الياباني، نجد أحيانا إشارات إلى رموز وأماكن وشخصيات معينة مثل : رجال الساموراي، فتيات الجيشا، جبل فوجي، الساكورا، أو مقامات الشنتو والمعابد البوذية...

*قالت له زهرة مدارية "يمكنك ان تأكلني إذا احببت"!

*انهم أبطال راحلون، لكن أطيافهم ومآثرهم ما زالت حاضرة ومشرقة في ذاكرة "تشوكو".

*حيث اضطر أحد الجنود المشردين في أدغال الفيلبين إلى اقتناص زملاءه مدعيا إنه يقتات بلحم القرود !

*ان طائر الكركي او الغرنوق يعيش ألف سنة حسب اعتقادهم ( الروائي الخيالي )، فيما تعيش السلحفاة عشرة آلاف سنة !

*فكرة الإنتحار تعني لدى اليابانيين شيئا من الأمل، بالوصول إلى حالة أسمى، إلى تغيير  وتجربة روحية جديدة، إلى فضاءآت أبعد، وإن كان ذلك يبدو أحيانا كدرب من الهروب !

*كذلك من خصائص الرواية اليابانية تحاشي التوتر الدرامي حتى في أكثر المواقف التي تستدعي ذلك، فالقارىء يحس برغبة الكاتب بتفكيك تلك المواقف المتوترة : فالرواية اليابانية تعبّرغالبا عن الصراع الداخلي الذي يعانيه الفرد في مواجهة المشكلات، التي يقف عاجزا عن حلها، حيث قد يكون الإنتحار أحيانا هو الحل !

*فقد درس الكاتب الفذ "علي كنعان" تجربة أكثر من اثني عشر مبدعا يابانيا، وقد بدا بأولهم سوسكي كرائد للرواية اليابانية الحديثة، ثم كاوباتا كأول روائي ياباني يحصل على نوبل في العام 1968، ثم يليه رائد القصة القصيرة "آكوتانمارا": الذي لمّح لقصص الجنس وغشيان المحارم في الرواية اليابانية...

*إنه فن التقاط نقاط السرد المبهرة والغريبة والمدهشة "الخيالية" والواقعية الصبغة في أي عمل روائي والتركيز على مناحي الإبداع فيها : ليس كمثل القاصة الساذجة التي أتحفتنا بقصة "دفن النهر" كمجاز سياسي- سيريالي بلا تفاصيل ولا مغزى ولا دلالة او كالميت الذي تلقى مكالمة هاتفية خلوية واعتذر لأنه "ميت" والتي صفق لها النقاد المجاملين بحماس كاذب، أو كالقصة المصطنعة الأخرى التي سمع فيها ماسح أحذية فقير تاجر سلاح وهو يعقد "خلسة" صفقة ( بالموبايل ) فهدده بالفضيحة والإبتزاز لاعطائة 20 الف دينار على الفور... فهلل نفس النقاد لهذا الهراء اللاواقعي فانهالوا بالثناء على الكاتب الذي صدق نفسه وانتفخ غرورا ! 

*ليس غريبا أن كثيرا من اليابانيين يعتقدون أن هنك أرواح حيوانات معينة تحرسهم وتجنبهم المكاره والأخطار، لكنهم يتحاشون الإعلان عنها !

*اتهم سوسكي بالجنون لأن الكتاب كان صديقه الوحيد ( وهذا شيء غريب ) ولأنه كذلك لم يكن متعاطفا مع المرأة، وقدعاش محروما حنان الوالدين وهو في بيتهما : فالصبية ( في روايته الشهيرة ) تود أن تعيد أسطورة عذراء ناغارا التي هامت بعشق إثنين، ولما عجزت عن اختيار آثرت ان تلقي  بنفسها في نهر فوتشي، بعد أن تركت خمسة أبيات شعرية تقول فيها :

-من اوراق خريفية تتورد متوهجة بالحب/لؤلؤة من الندى تترنح طليقة/ثم تهوى لتتناثر على الأرض/ وهذا ما يتبقى لي أيضا/ فعليَّ أن أنسحب من العالم...لكي أفر من أشراك الحب الخانقة !

*ومن صفات بعوضة الساعة ( يويكاتشيا ) هذه أنها تدور في مكانها وتتجه في حركتها دائما نحو الشمس، لأنها بلا قوائم، لكن الغريب أنها تقتات على ما تفرزه هي من فضلات، وتغري فتاة صديقها  لشراءها لأنها فال خير: ثم يتبين انه شبيه بتلك الحشرة، فهو يعمل سرا مع صديقه في تصريف فضلات المقلع والمتاجرة بها...(ص.205) .

*... لكن المرأة الجميلة التي اختارها الطاغية وقام باحراقها هي إبنة الرسام ذاته، حيث يرسم الفنان المغرور اللوحة غير مكترث بهول الجريمة، ولما أنجز عمله السادي في رسم لوحة الجحيم لم يكن أمامه إلّا أن ينتحر! (ص.37) .

*ان "وسادة العشب" تعني أن تبتعد عن كل ما يشغل البال ويعكر المزاج، وأن تضع رأسك في حضن الطبيعة/الأُم الأُولى بدعة وطمانينة وأمان . (ص.59).

*ان فكرة "الخواء" البوذية تبدو جلية في نسيج هذا العمل الرائع : إنها السكينة الكونية والإنشراح الوجودي المطلق الذي يشعر به الرحالة الذي أزمع على التخلي عن شتى هموم الدنيا ومشاغلها، والمتخلي بحزم وتجرد عن مسراتها وأحزانها وأعبائها كافة... وهي قريبة من مفهوم الوجد والذوبان والفناء في محبة الله بالمفهوم البوذي الصوفي ...(ص.60) .

*انه الخوف من الآخرين وإيثار الإنطواء على الذات، بعيدا عن الناس وأهوائهم الطفيلية وعيونهم المترصدة وألسنتهم اللاذعة، ثم الإستغراق في عالم الكتب وجمال التراث وروعة الابداع . (ص.80) .

*كاواباتا : الحاصل على جائزة نوبل وسيد المراثي والأناشيد الجنائزية : كان يتميز بعادة السكوت والنظر في وجوه الناس وكأنه يقرأ في كتاب جعلت كثيرين ينفرون منه : لأنه لم يكن يتفوه مع زائريه بكلمة، بل يكتفي بالنظر في وجوههم وكأنه يتصفح ملامح تلك الوجوه مستطلعا ما وراءها . (ص.91) .

*الأدباء في الغرب يمكن أن يعودوا بجذورهم إلى الإغريق والرومان، وفي ميسور الكتاب العرب أن يرجعوا الى التراثين العباسي والأموي، وصولا إلى شعراء المعلقات، وربما أوغلوا إلى ملحمة جلجامش السومرية-البابلية، أما كاواباتا فسيعود إلى تراثه القديم مستمتعا باستلهامه، وهو يولي هنا اهتماما خاصا ب"حكاية غنجي للسيدة موراساكي"، فهذه هي أول نص سردي مكتوب في الفضاء الروائي الياباني... كما أن القارىء هو عنصر مهم في استكمال العمل الروائي أو ما يدعوه النقد الحديث "إعادة إنتاج العمل الفني" ( وهذا عادة ما يتم تجاهله "كعنصر مثقف شغوف" كليا في منهجية الأدب العربي الحديث عموما ) . (ص.98/99) .

*والليالي الخمس التي أمضاها ايغوتشي، في جوار الجميلات العاريات، لم تكن ساعاتها كلها سارة ممتعة تماما، ولكنها مرت حافلة باسترجاع خليط من الذكريات العائلية والمغامرات الجنسية والإستغراق في خضم مضطرب من الأحلام والكوابيس...(ص.116) .

*آبيه كوبو: كيف تحول المعلم، جامع الحشرات إلى حشرة محبوسة في قفص من رمال !

*ان دولة إسرائيل اختراع حديث : فالشعب اليهودي هو شعب غيتو يحب العزلة  بالفطرة، ويكره الزراعة أساسا...لذا فاسرائيل الغاصبة تقيم الأسوار، مثل جدار الفصل العنصري، وتسعى بسعار لإتلاف كروم الزيتون وتخريب سهول فلسطين الخصبة/حسب طرح الكاتب "آبيه كوبو" ! (ص.212/211) .

*وحين يلحق بها ويضع يده على كتفها الأيمن محاولا اجتذابها نحوه بوقاحة فظة، تلتفت إليه فيرى الجانب الأيمن من وجهها مشوها تشوها مرعبا بفعل كارثة هيروشيما . (ص.199) .

*لن أكون قادرا على أن أعيش حياتي مرة ثانية، لكننا نستطيع أن نستدعي أحداث حيواتنا من جديد .

*يزداد الرجل تازما لأن صديقه الذي يعاني من اضطراب عصبي شنق نفسه بطريقة غريبة كمشهد من كوميديا سوداء، بعد أن دهن وجهه بلون قرمزي وشك "خيارة" في مؤخرته . (ص.174) .

*كما أن تعامله مع الجثث أكسبه وعيا مدهشا، إذ يرى أن هذه الأجسام التي فقدت الحياة بلغت في هدوئها وطيبتها ومعاملتها الموضوعية حد الكمال، خلافا للأحياء  المشحونين بالحقد والأنانية والغطرسة ! (ص.165) .

*حين يسمع المضيف ماء الإبريق وقد بلغ درجة الغليان ( تمهيدا لعمل الشاي )، يؤخذ بغتة كمن سمع الريح تتنهد في غابة صنوبر خرافية ! (ص.145) .

*ويمر الفتى بتجربة رهيبة قاسية حيث تقوده إحدى النساء خفية بعد انتصاف الليل، في سراديب القلعة المحجوز فيها، ليرى نساء يغسلن رؤوسا مقطوعة من جنود الأعداء القتلى، ثم يعود في الليلة التالية، ليشاهد الفتيات يغسلن رؤوس القتلى ويسرحن شعورهم، ويرى فتاة جميلة تمسك برأس مجدوع الأنف... (ص.138) .

*...وبدت كتلة وراء كتلة ترتفع وتتهاوى ( تأثرا بزلزال ماحق )، كنت أضغط وجهي على أمي، فانحسر الكيمونوو عن العنق، وحجب بياض ثدييها المشهد المخيف أمامي...فجاة أدركت ان يدي اليمنى تمسك بفرشاة كتابة... فبدأت أحرك الفرشاة راسما خطوطا بالحبر الأسود على صدر امي . (ص.122) .

مهند النابلسي / كاتب وناقد وملخص كتب وروايات (سمة خاصة في الكتابة النقدية)

هوامش لافتة ذات علاقة :

*انهيت قبل مدة قراءة رواية جورج أورويل "متشردا في باريس ولندن" الذي يتحدث فيها عن معاناته كمتشرد فقير في المدينتين في ثلاثينات القرن المنصرم كاشفا خفايا التشرد والمعاناة أثناء وجوده مع رفاقه مسلطا الأضواء على تفاصيل غسل الصحون في المطاعم الباريسية القذرة وحياة التشرد البائسة بلندن القديمة ولا مجال لمقارنة متعة القراءة التفاعلية الطريفة الصريحة الفريدة هنا مع ملل وتصنع قراءة معظم الرويات العربية التي تحفل باللاواقعي والمفتعل والسماجة والرسائل الباطنية المضللة ... فتبا لأي كاتب يتجرأ وينشر رواية بلا مهارة سردية ولا موهبة وصفية وصراحة كاشفة وامتاع للقارىء ...

*سبحان الله للمفارقة فقد تحسرت روائية شهيرة لعدم فوز روايتها عن القدس بالرغم من فوز روايتها العادية عن كابول بجائزة "كاتارا" المرموقة  وهي التي لم تزر أفغانستان في حياتها فكيف تتجرأ وتكتب رواية مستمدة من الخيال الإفتراضي... ثم تقدم شهادة إبداعية تحفل بالتحسر والإستغراب بينما قدم زميلها المبتدىء في الكتابة الروائية شهادة ابداعية آخاذة تدل على نبوغه واستحقاقه للجائزة الشهيرة : فيا للمفارقة بين ناس متعالية بطرانة وناس مبدعة متواضعة فيها إشراقة ! حيث يبدو لي أن معظم لجان الجوائز العربية لا يتعمقون كثيرا بتفاصيل الروايات المرشحة للفوز والله اعلم !

* أنهيت تقريبا قراءة رواية جورج أورويل في الهواء الطلق حيث أنصح معظم الروائيين العرب بقراءتها ليتعلموا الإنسيابية والشفافية وبلاغة الوصف العميق اللافت للأشخاص والأمكنة والأهم كيف تتجنب أن تكون مملا وثقيل الظل... كذلك يقودك "جورج أورويل"  لروعة الصدق والصراحة بسرده الخلاب لانطباعاته وعلاقاته بدون تزييف وتجميل وادعاء وتصنع !

*على فكرة الغرب وفي خضم الحرب الباردة سلط الأضواء بقصد على نمط روايات محدد لأرويل لمقارعة الإتحاد السوفيتي ونظامه الشمولي ونسي أو تناسى بقصد رواياته اليسارية الممتعة الفاضحة للنظام الرأسمالي المتعفن وانجررنا كعرب وراء ذلك كالعادة !

*أكاد أُنهي رواية الطلياني (التونسية) الفائزة بالبوكر، ولم اجد فيها إلّا مشاهد جنسية سافرة لا تنتهي على خلفية تواترات ونقاشات سياسية وقمع من فترة بورقيبة وابن علي في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، وأساس الرواية غير مقنع يتحدث عن شاب وسيم متمرد وشقيقه الأكاديمي الطموح ومسار حياتهما المتناقض، كما يتحدث عن فتاة ريفية جميلة جامحة تتعرض للإغتصاب معا من قبل والدها وشقيقها بطريقة همجية غير مفهومة... إذا كانت هذه الرواية واقعية لحد ما فيكمن لنا أن نفهم إذن أسباب تذبذب المجتمع التونسي الصارخ ما بين الداعشية السلفية والفلتان الأخلاقي، حيث يبدو انعدام الحلول الوسط ... والله اعلم .

*سمعت طرفة واقعية تتحدث عن روائي غربي بحث عن قارئة انتقدت روايته الأخيرة بشدة ثم قام بضربها... ورفعت عليه قضية... هذه ما أُسميه "الضرب الإنفعالي بمواجهة النقد الموضوعي"، وعند العرب لا يحدث هذا إلّا قليلا مع كثرة السحيجة والنقاد "المنافقين الغير- موضوعيين" ومع كثرة عقد النرجسية والإنتفاخ التي يعاني منها معظم الروائيين العرب !

*أما اسلوبي في التلخيص الفريد الجديد ( القديم ) للكتب والروايات فيستند في وضع أهم الفقرات والجمل المعبرة الوصفية المدهشة والفريدة بلا تدخل وتعليق وتحليل ( من وجهة نظري طبعا وكما فعلت أعلاه بتلخيصي للكتاب )... تاركا للقارىء النبيه الفرصة ليطلع ويبدي رأيه وفضوله إن وجد وليوفر على نفسه قراءة رواية مكونة أحيانا من حوالي ال300 صفحة وأكثر وربما تزيد رغبته بقراءة الكتاب عندئذ، وخاصة وأن معظم العرب "لا يقرأون" كما هو معلوم إحصائيا ...وهذا الأُسلوب "الريادي - المبتكر" الخاص قد لا يلقى أحيانا الرواج لدى بعض النقاد والكتاب والمحررين في الصحف وبعض المواقع الألكترونية والناشرين بالتأكيد وهم على اي حال قلة محدودة وهم  أحرار فهذا اسلوبي من من منطلق "قل كلمتك وامشي"...او "ضع ملخصك وامشي"...ولكم خالص تحياتي و "قراءة سعيدة تفاعلية"، وقد فوجئت بروائيين مشهورين يعجبهم هذا الأُسلوب الريادي فيضعون مقالتي الملخصة لروايته على صدر صفحتهم في الفيسبوك مما سرني كثيرا...

*بصراحة فخلال حولي الخمس سنوات لخصت وكتبت عن خمسة روايات عربية ولا أحد من هؤلاء يستحق ( من وجهة نظري الخاصة ) أن يقضي المرء الساعات الطوال لقراءة روايته المليئة بالملل والتكرار والإجترار والإقتباس والتطويل واللاواقعية مع خيال "متواضع-واهن"... ومقابلها يحصد الجحود والنكران من هؤلاء الكتاب المتعالين "المغرورين" بمعظمهم، وربما اختياري لهذه الروايات لم يكن موفقا من أصل تشكيلة ضخمة فيها "الغث والسمبن" بالتأكيد... لذا لن اكرر ذلك لرواية إنسان عربي إلّا نادرا، علما بأني لخصت رواية خيال علمي لكاتب مصري يعيش في المهجر وقدر ذلك كثيرا مع إني انتقدت بعض الطروحات بكتابته، وكذلك فعل الروائي الجزائري المبدع "واسيني الأعرج" صاحب رواية العربي الأخير ( وهي كذلك خيال علمي رائع ) فهو يستحق التقدير والتبجيل لإبداعه وعمق كتابته التي تحمل نفسا روائيا عالميا لافتا : حيث عنده رأي لافت يبرر فيه ضعف السرد والحبكة في الرواية العربية وينسبه لما يسمى النص "الأملس": الذي يقول كل شيء، إلّا ما يجب قوله : لهذا يعاني النص الروائي العربي اليوم من كثير من المعضلات الثقافية والإجتماعية التي لا يملك لها حلولا : وهذا ما اكتشفته بالبديهة وبالذائقة الأدبية والحس الجمالي تجاه النصوص الروائية والقصصية !

*يمكن القول بسهولة إن قراء الأدب يمتلكون حسًا راقيًا وقدرة على فهم شعور الآخرين، وقدرًا من الذكاء، لكن ولفترة طويلة لم يتمكن العلماء من حسم الإجابة حول السؤال عما إذا كان الأذكياء يجدون شغفًا بقراءة الأدب أم أن قراءته هي التي تزيد معدّل ذكائهم، وعما إذا كانت قراءة الروايات مثلًا تزيد قدرة الأشخاص على التعاطف مع الآخرين أم أن الأشخاص الذين يميلون للتعاطف مع الآخرين في الأصل، هم من يحبون قراءة الشعر والأدب كثيًرا !

علي كنعان

تاريخ الميلاد : 1936م

الشاعر علي كنعان  من مواليد 1936 في قرية (الهزة): محافظة حمص- سورية·  درس الأدب الإنكليزي في جامعة دمشق· وهو عضو مؤسس في اتحاد الكتاب العرب بدمشق منذ 1968· عمل نحو 30 سنة في الصحافة الثقافية في سورية، محررا ومشرفا··· أمضى ثلاث سنوات مدرسا للأدب العربي في جامعة طوكيو باليابان · 
مقيم في أبو ظبي منذ تسع سنوات· يسهم في تحرير مشروع ارتياد الآفاق الخاص بآثار الرحالة العرب والمسلمين ·

مؤلفاته:

له مسرحية شعرية بعنوان السيل وتسع مجموعات شعرية منشورة هي:
دربُ الواحة- أنهارٌ من زبد- أعراسُ الهنودِ الحمر- مرايا لآخر المماليك- أسئلة للرياح - أطيافٌ من لياليها- نخلة اسمها فاطمة - برزخ للجنون - أبجدية الينابيع·
له عدة ترجمات كان آخرها:
- يوم سادت الصين البحار (أسطول الكنز في عهد المينغ)
- فن الحب وقصائد حب للشاعر الروماني أوفيد، صدرا في مجلد واحد بعنوان:
قيثارة حب - منشورات المجمع الثقافي في أبو ظبي·

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved