النّهود صغيرة هذا الصّباح
كأنّها ضمُرت
أو انكمشت
أو خجلت
فتراجعت
لم تعد تتباهى بانتصابها في عيون الرّجالِ
انطفأت كمصباح خرِب
النّهود الّتي انتفخت أيّام التّبرُّج العلنيّ توارت خلف السّتائر والجدرانْ
حلماتها المغرورة انكفأت قليلًا نحو داخلها الشّقيّ
مساحتها الّتي كانت ممتدّة مثل حقلٍ
لم تنزلق عليها الأصابع منذ شهرين تقريبًا
والخطّ الفاصل كالحدّ السّياسيّ بين الدّول المنهارةِ
يحذّرنا نحن الرّجالَ من المصيدةْ
فليس فيها ما يسرّ البالْ
أو يزيد من سعادة (الهرمون) في الدّماء الكسولة الجريانْ
ربّما نسيت هناك امرأة بين نهديها بعض ما يثير الرّعب أو السّعالَ
أوِ السّؤالَ عن "عواقبنا الوخيمةْ"
لم تنظّف جيّدا تحت ما تهدّل من "نسيج الصّدر" ذاك
ربّما شيء تمترس ههناك شاعرًا بالأمانِ في مكمنه البعيد
ألم تقل العربْ:
"من مأمنهْ يُؤتى الحذر؟"
لكلّ تلك الدّواعي
فالنّهود حزينة
لا تفكّر في مساءٍ أو صباحٍ أو لقاءٍ أو طقوسٍ أو عطورٍ أو ملابسَ أو ظهورٍ أو غناءٍ أو جلوسٍ أو منامٍ أو لعِبْ...
استوت تلك النهود من التعبْ
وانتهى على مساحتها الشّغبْ
وحيدة ستظلّ النّهود يرمّدها في مهدها هذا العتبْ
فكلّ أعضائنا اغتربت
واعتزلت
وتبتّلت
وصارت لا تفكّر في مهمّتها
تحاول أن تعتذر الشّفاه للشّفتينْ
والأصابع للنّهودِ وللجلودْ
أو لحبّات الكرزْ
و"الأشياء" للأشياءِ تغرغر وحدها في "حجرها الصّحيّ"
توثّق كلّ يومٍ حرّها بسريرةٍ جوعى
يعود بها لسابق عهدها جنونُ الهذيانْ
نيسان 2020