وجودي داخل مجتمع لديه حد ملحوظ من العنصرية تجاه الأجانب يجعل التحدي أكبر، كانت ستراتيجيتي بدايةً أن أحافظ على شعري الأسود وبشرتي السمراء، ومن ثم الإبتعاد عن فكرة الدونية تجاه الغربي والرجل الأبيض، انتمائي لبلد عريق مثل العراق يجعلني أقوى في نقاشاتي وعملي ودفاعي عن وجودي، أما فيما يخص العوامل التي ساهمت بناء هذه الأفكار، فهي تكمن بالأساس في الوعي والإدراك، لمن أنت، ومن هم حولك، وللبيئة التي تعيش فيها .
تركت ندى الربيعي العراق بشكل قسري مع عائلتها عام 1980 والوجهة الأُولى كانت دمشق، حيث قضت فيها عدة سنوات ودرست فيها المرحلة الإبتدائية، لتتوجه عائلتها فيما بعد إلى يوغسلافيا ( السابقة ) بسبب عمل والدها الصحفي . بعد عدة سنوات توجهت العائلة إلى قبرص .. ومن ثم وبدعوة من وزارة الإعلام السورية توجهت العائلة إلى دمشق مجددا، وبقيت فيها إلى أواخر عام 1996 . حيث جرى في نهاية العام اعتقال والدها من قبل المخابرات السورية .
وبعد تدخل الإمم المتحدة تم إطلاق سراح والدها فاضل الربيعي، وتم نقل العائلة إلى هولندا ومنحها اللجوء السياسي بشكل فوري .
كانت الربيعي تبلغ حينها 17 عاما . بدأت بدراسة اللغة الهولندية، ومن ثم اكمال المرحلة الثانوية في إحدى المدارس الهولندية، لتلتحق فيما بعد بالجامعة الملكية في لادين وتحصل على بكالوريوس بحوث علمية بامتياز .
ومن ثم حصلت على درجة الماجستير في الصيدلة من الجامعة الملكية في أوتريخت الهولندية .
اثناء دراستها في الجامعة، كان للربيعي نشاطات عديدة في الصحافة والعمل السياسي ..
بدأت الربيعي عملها في مجال الصيدلة، مترافقاً مع عملها التطوعي الإنساتي، كمكافحة الأمية وخدمة الطبقات الفقيرة ومساعدة المسنين ... وتمكنت من خلال دمج العمل الإنساني والإقتصادي في أن تصبح خلال بضعة سنوات صاحبة شركة تدير ثلاثة مراكز صحية وتعالج اكثر من ٢٠ الف مريض .
للربيعي كذلك براءتي اختراع مسجلة في الإتحاد الأُوروبي وتعكف الآن على تحضير هذه المنتجات في المعامل لتدخل الأسواق هذا وهي عضو في نقابة الصيادلة الهولندية...
وقد كرمت ندى فاضل الربيعي من قبل وزيرة الخارجية ليليان بلاومن، بلقب ((سيدة الأعمال الهولندية من أصول اجنبية لعام 2015 من )). جرى التكريم في إطار حفل كبير أقيم في مدينة روتردام في مقر مركز التجارة العالمي وشارك في التكريم إلى جانب وزيرة التجارة، أعضاء من البرلمان الهولندي والحزب الديمقراطي وممثلين عن العائلة الملكية .
تقول ندى الربيعي :
يسألني الأوروبيون على الدوام عن انتمائي الغريب للعراق رغم أني لم أسكن فيه، لكني وعلى مدى السنين استطعت تطوير إجابة شافية لنفسي، وهي أنني مجبولة بماء دجلة حتى لو لم أشرب منه، انتمائي للعراق متأصل في داخلي وأُعبر عنه بحبي لبغداد التي ولدت فيها، ولميسان-العمارة- التي ينتمي إليها أجدادي، أعلم أن كلامي هذا ربما يكون ضربا من المغالاة أو الأحلام، مقابل كمية الحزن والتعب الذي يشعر به من يسكن العراق، وأعلم أن الحياة المعقدة في العراق بكل ما مرت به البلاد من حصار وحروب ودمار، كفيلة بأن تكسر روح الإنتماء والولاء، لكن الوعي الكافي بقيمة العراق وتاريخه كفيل بإحياء روح الوطنية ومشاعر الحب تجاه هذا البلد العظيم .
من الناحية العملية، وبعيدا عن المشاعر كنت أحلم دوما بالعودة للعراق وأن أقدم شيئا للبلد الذي انتمي إليه، لكن الواقع يختلف، حاولت التواصل مع وزارة الصحة وقدمت مشروعا متكاملا لإخراج العراق من الأزمة التي يمر بها على الصعيد الصحي والدوائي لكنه جوبه بالإهمال وعدم التقدير .