امرأة من عنق الزمن العتيق، نحتت إسمها في جدار الأبداع والتفوق، حملت قيح نساء أمتها المفجوعات في الوطن، فترجمته نجاح وتميز وشموخ في محافل أوربا، انها عربيةَ الجرح، فلسطينية الدم، نمساوية التحدي، عرفها العالم سيدة سياسة وشهدت لها النمسا كسيدة تأتي بالحق بمطرقة القانون والعدالة ...
لم تغيرها تيارات المهجر بل زادتها أبداعاً، ففرضت نفسها على منابر سياسيِّ النمسا . كانت بداياتها عندما كانت في ربيعها السادس عشر، وعندما لمع اسمها في منظمة شبيبة حزب كيرن، حيث كانت السكرتير الدولي العام للشباب في الحزب الاشتراكي الدمقراطي، ومنها بدأ اسمها يظهر في اروقة السياسة الدولية الاوربية عامة والنمساوية خاصة ...
انها السياسية منى فضل دزدار، ولدت بمدينة فيينا في 22/8/1978، كبرت فيها وارتادت مدارسَها، وهى ابنة لعائلة فلسطينية هاجرت من فلسطين إلى النمسا . حصلت على درجة الماجستير من كلية علوم الحقوق ( جامعة فيينا ) ، 1966- 2004
مارست تمرينها العملي في بروكسل ( بلجيكا ) مقر البرلمان الأوروبي عام 2004-2005، حصلت على درجة الماجستير في القانون الدولي ( جامعة السور بون - فرنسا ) ، 2005-2006 .
تجيد التحدث، باللغة الألمانية، الانجليزية، الفرنسية، والعربية وهي نائبة في البرلمان الاتحادي النمساوي منذ 28/1/2010
آراؤها :
* لأن هذا الحزب ( الاشتراكي الديمقراطي ) يحمل المبادئ التي أنا أؤمن بها ( لا اختلاف على أساس خلقي أو ديني، فالجميع هنا كأسنان المشط بغض النظر عن الوطن الأم واللغة والدين ) لذا فانا منتميةٌ اليه .
* عندما نعيش في وطن ما لا بد أن ندرك كيف يفكر أبناءه، والنمسا وطني كما هي فلسطين، ولكي نتعايش بسلام لا بد أن نتبادل المحبة والثقة كي نستطيع أن نخطو إلى الأمام دون أن نتراجع، فربما هناك خطوة تنقلنا لتخطي عقبات شاسعة في مرة واحدة والعكس كذلك . وربما خطوة تعيدنا إلى نقطة الصفر، عندما نفهم المقابل سياسيا، سنتمكن من استيعابه”.
* من الواجب محاربة التطرف في كل المجتمعات ومنها المجتمع النمساوي و”علينا أن ننقل رسالة لهم بأن المسلم ليس إرهابيا، ولا بد من تقبل التعددية وهذا يقع بالدرجة الأولى على عاتق منظمات المجتمع المدني في النمسا”.
* تعتقد منى دزدار ان الديمقراطية العربية الحقيقية تمارس في تونس وبذا تقول “أنا اعتبر تونس هي البلد الذي وقف فيه الرجل كتفا بكتف مع المرأة، وأتمنى أن تحذو حذوها باقي الدول العربية .
* "فلسطين هي جرحي وجرح كل العرب، لي فيها أحبة وجذور وأفتخر أني من تلك الأرض المعطرة بحناء الشهداء، كعربية سأبقى أحملها وتحملني مهما وصلت من مراتب ".
* لفلسطين مكانة خاصة في ذاكرة النمسا بدليل كرايسكي هو أول سياسي أوروبي اعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية، وقد دعا الرئيس الراحل عرفات للنمسا فالكثير كان ينظر للفلسطيني في أوربا كأرهابي، لكن كرايسكي أستطاع ان يعطي جدار احترامي للقضية الفلسطينية، فغيّر هذه الفكرة في اوربا، والنمسا تحديدا، وهذا موقف يشهد له التاريخ .
* عندما تختلط ترقبات السياسة بمحور الدين تسير دفة الحدث الى منعطف خطير، فمن الضرورة أن نفصل بين السياسة والدين، لأن علاقة الدين علاقة فردية للشخص مع نفسه هي علاقة روحية بين الخالق والمخلوق والسياسة امر اخر تماماً
أنا اعارض ان يكون الدين اساس في برنامج سياسي .
* علينا اعادة الدين الى جذوره الحقيقية من خلال المساجد، والمنظمات، لقد تحول رجل الدين الى سياسي ونسى نفسه ومهامه، وتحول المنبر الديني الى منبر خطب سياسية، وهذا خطير جداً، عندما نفرق بين الدين والسياسة سندرك أهمية ذلك الدين، الدين أتى لنعيش فيه بسلام، لا لنعتاش به، والفارق كبير .
* منذ 30 عام وعالمنا العربي يعيش في فوارق أجتماعية كبيرة غني وفقير جاهل ومتعلم، الناس أصبحت تأكل بعضها البعض لماذا كل ذلك، لانكيد الأ بعضنا البعض، نكره بعضنا البعض، ونتربص ببعضنا البعض، لأننا حصرنا افكارنا في حجرة لا تطور فيها للفكر العربي تحديدا .
* الأشتراكية أن ترى الأخرين بعين الأنسان، كلنا افراد في هذا المجتمع كلنا مسؤول لنا حقوق وعلينا واجبات النمسا تضم الكثير من الطوائف والاديان والكل يعيش بمودة، لكن هذا لا يخلو من احزاب لاتحبذ هذا الفكر وتعتبر هذا الفرد دخيل .
نسوا أن هذا الجيل الجديد هو من سيبني الوطن، هو من سيضع حجر الأساس للقادم .
* الحرية في المجتمعات عامة، والمجتمع العربي خاصة، لابد ان تتوجها حرية الرجل والمرأة، كي نخلق عدالة أجتماعية لابد أن نسعى لها، ولن تعم العدالة الأجتماعية وسط مجتمع يتربعه الأرهاب، لأن الجهل في العلم موجود واحتقار الفرد للفرد نفسه هو من يخلق جو الأرهاب، وخير سلاح نتصدى به للأرهاب هو العلم المتوج بالثقافة لابد من منح حقوق التعليم وابراز دور المرأة وفسح المجال للشباب من هذه الأمة ليساهم في وضع مستقبل قادم ...