دخلت الأزمة الأوكرانية الروسية مرحلة جديدة من التصعيد الخطير باعتراف روسيا بالإقليمين الإنفصاليين في أوكرانيا دوغتسيك ولوغانسك الواقعين في شرق أوكرانيا على الحدود مع روسيا، وذلك في خطاب متلفز للرئيس بوتين الذي قال أكثر من مرة أن أوكرانيا هي جزء من روسيا التاريخية .
وهذا التصعيد والتطور الكبير والدراماتيكي للأزمة قاد ويقود إلى ردود عقابية تقوم بها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بما فيها الدول الأوروبية، وأول قرار أمريكي هو حظر التجارة والاستثمارين في الإقليمين المذكورين، والأمريكيون توقعوا اجتياحًا روسيًا شاملًا لأوكرانيا وتحدثوا عن ذلك بلغة الواثق .
الآن بدأت المواجهة الحقيقية بين روسيا والغرب بقيادة أمريكا، وأصبح على المؤسسة الإسرائيلية تحديد موقفها من الأحداث الجارية، وكلّ موقف تحدده وتتخذه بهذا الشأن أو ذاك سيترتب عليه خسارة لإسرائيل التي تفاخر رؤساء وزرائها وخارجيتها بأنها تحتفظ بعلاقات ممتازة مع أمريكا حليفتها الأقرب والأهم، ومع روسيا وزعيمها بوتين من جهة ثانية .
ومنذ تفجر الأزمة الأوكرانية الروسية امتنعت إسرائيل عن اتخاذ أي موقف بخصوصها، وعمم رئيس الوزراء نفتالي بينيت على كل المسؤولين بعد الادلاء باي تصريح حول هذه الأزمة باستثناء القلق الإسرائيليين المتواجدين في أوكرانيا وترتيبات إعادتهم للبلاد أو توفير الأمن لهم .
الموقف بات أكثر تعقيدًا وخطورة، فمن جانب هناك عقوبات ستفرض على روسيا لا يمكن لإسرائيل أن تنضم لها، ولا يمكنها أن تكون في الجهة المقابلة لأمريكا، وفي الوقت نفسه تعي وتدرك ماذا يمكن أن يترتب على موقف روسيا تجاهها في المنطقة، فمن حيث المبدأ تساهم الأزمة الأكرانية في توطيد وتعزيز موقف إيران التي تحظى بدعم روسيا في المفاوضات حول الملف النووي، وإسرائيل تخشى أن تدفع في تسريع تقديم تنازلات أمريكية لصالح إيران للتوصل إلى اتفاق مع إيران، ويبدو أن قلقها وخوفها يتحقق، والأطراف المعنية تقترب من التوصل الشامل مع إيران يأخذ بالاعتبار والحسبان مواقفها ومصالحها بالعودة للاتفاق السابق .