ألبنزين و"خطاب الأمين !؟"

2021-07-06
تكرار ظهور أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بمناسبة ومن غير مناسبة لتبرير سوء الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية داخل القطر العربي اللبناني هو خروج لم يساهم في تهدئة الناس وأن كان هو ك "شخص" يحمل تقدير واحترام و "قداسة" عبادة شخصية لدى عدد كبير من اللبنانيين منتوج تاريخه النضالي والجهادي السابق وهو رصيد واضح إنه تأكل وسيتأكل أكثر مع وجود الحزب في واقع "سيطرة" و "تحكم" و "قدرة" في الدولة اللبنانية وهو "وضع" يضعه ك "شخص قائد لحزبه"
وك "شخص فرد" في موقع المسئولية، وهذه المسئولية لن يفيد معها خطاب إعلامي "عاطفي " أو "حماسي" او "بكائي" أو "تبريري" أو "ترقيعي" لأنه إذا كان هناك من يقبض بالدولار الأمريكي ليردح للوضع الحالي واستمراره فأن هناك آخرين رواتبهم المدفوعة بالليرة اللبنانية أصبحت لا تنفع لهم في أي شيء مع انهيار العملة المحلية وفقدانها للقدرة الشرائية المطلوبة لاستمرار معيشة "آدمية" أي عائلة .
 
لقد قدم الأمين العام خطاب إعلامي "تبريري" لا يتحدث عن الأسباب الحقيقية، وهذا بعيد عن شفافية مطلوبة من أي حزب او تنظيم أو دولة صاحبة رسالة تغييرية إذا صح التعبير .
 
الحزب ليس هو من كان موجود في التسعينات ولا الثمانينات والمجاميع المنتمية للحركة الإسلامية الثقافية "الحقيقية !؟" إذا صح التعبير إما مهمشين أو متقاعدين أو محبطين أو تم استبعادهم لأنهم يمثلون حالة من "إزعاج" لأي انحراف أو خطأ أو حتى "وجهة نظر" بشرية تخالف حالة "عبادة الشخصية" وتقديس الزعامات أو تأليههم كمقدسات لا تمس وواضح أن الخطاب الإعلامي لأمين عام الحزب هو يخدم حالة تبريرية لجزء من مشكلة داخلية بحتة ورميها على الخارج وعلينا القول إننا بالتأكيد لا ننكر أن هناك تأمر خارجي موجود ضد أي حالة مقاومة ضد الصهاينة وهذا أمر موثّق، ولكن ما هو معروف أن جزء كبير وأساسي من الأزمة الإقتصادية والإجتماعية والسياسية اللبنانية وجزء "مهم" من تلك الأزمة هو يأتي من الطبقة المليشياوية وتجميع مجرمين الحرب الأهلية اللبنانية الحاكمة والتي أصبح الحزب جزء منها بل هو من هو مسيطر عليها و "حاكم عليها" ونفس "الحزب " هو من لا يريد أن يتغير موقعه فيها وأن يظل الحال على ما هو عليه وهذا واضح من موقف الحزب ومجمل الطبقة المليشياوية وتجميع مجرمين الحرب الأهلية اللبنانية الحاكمة والمسيطرة من الموجة العربية الثورية الثانية التي انطلقت في أُكتوبر الماضي داخل لبنان وداخل العراق الجريح . 
 
وهو موقف ضد "الم الناس" وضد "شباب لبنان العربي الغاضب" وتم اعتبار ذلك الغضب كما جاء في نفس الخطاب الحالي لأمين عام الحزب إنه تأمر خارجي و...الخ من "العدو" وهو تكرار لأكليشيهات مرشد الثورة الإسلامية الحالي للجمهورية السيد علي الخامنئي وهو نفس "صندوق التفكير" الذي لا يعرف الأمين العام للحزب أن يخرج منه وأن يقول شيء "عقلاني" حقيقي" يعكس الواقع، لا هو ولا منتسبين حزبه الذين يقبضون رواتبهم بالدولار الأمريكي!؟ ، نقول أنهم لا يستطيعون الخروج من هكذا "صندوق للتفكير" لذلك إذاً قال لهم أي منتسب أو مؤمن أو مؤيد للحركة الإسلامية الثقافية "الحقيقية" غير ما هو موجود داخل هذا الصندوق فأنهم يغضبون كالأطفال ويستخدمون "العنف" أو الإبعاد او الإتهامات في الإنحراف !؟ او الأسو أو "الأقذر" هو ضرب الناس وإهانتهم وإخراجهم في فيديوهات مهينة تجرح كرامتهم ومثالها فيديوهات "سامحنا يا سيد !؟" وفيديوهات "كلنا فداء حذائك !؟" وهذه ليست حالة تعامل إسلامية أو حتى إنسانية مع أي نقد بشري طبيعي او غضب إنساني اعتيادي، بل هي بكل وضوح "تعامل" مافيات ومليشيات لأوباش بشر ومجرمين وقطاع طرق بدون وازع أخلاقي ناهيك عن التزام ديني او اهتمام في تكليف شرعي !؟
 
الحزب لديه مشكلة انحراف عن خط الإمام الخميني ولديه مشكلة عدم التزام "ديني" ولديه مشكلة أنه أصبح منظمة أمنية عسكرية مغلقة الولاء والإنتماء لمن يدفع الراتب وهذه كارثة ستؤدي بهم إلى هزيمة معركة "أحد" بعد أن انتصروا في معركة "بدر" إذا صح التعبير .
 

د.عادل رضا

طبيب باطنية وغدد صماء وسكري
كاتب كويتي في الشئون العربية والاسلامية

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved