1- لغة الرجل : اللغة ليست فقط وسيلة للتواصل لكن لها إرتباط ضرورى وجوهرى بالفكر فلغتنا نحن الرجال تكشف مدى إحتقارنا للمرأة حين ننعت رجل ما بأنه امرأة، فهذا يدل على أن هذا الرجل ليس له رأى ثابت وشخصية ومبدأ، وهذا يوضح أن اللاوعى الإجتماعى الذى شكل عقلية الرجل يلصق هذه التهم بالمرأة فبالتالى المرأة حسب الضمير الثقافي ماهى إلّا كائن ملىء بالنقائص والعيوب واللاشخصية والتردد وكأن الرجل فقط هو من يملك الرأى والشخصية والمبدأ فلغتنا التي شكلت أفكارنا طعنت في المرأة وقتلتها دون أن ندرى ونشعر .
2- الحب : في مجتمعنا المريض الذى يكيل بمكيالين يبرر الحب للرجل ويعتبره حق أصيل من حقوقه، بل يُعطيه الشرعية أن يتزوج بمن يحب لكن المرأة ليس من حقها أن تُحب وتختار وتتزوج بمن تهواه، المجتمع يمنعها عمداً من الزواج بمن تُحب لأن هذه العقلية المريضة لاتعترف أن المرأة إنسانة مثل الرجل فكم بالأحرى أن تؤمن بمشاعرها وميولها وأمنياتها ؟
3- الجنس : في نفس ذات المجتمع المريض تُمَجد غريزة الرجل، وتصبح مصدر للفخر، وكلما زادت العلاقات كلما زاد التباهى والإحساس بالرجولة حتى أصبحت الرجولة تُقاس بمقدار الغريزة وكأن الرجولة تتلخص في الجنس وهذا في حد ذاته إحتقار للرجل لكن العقل المريض لا يعرف كيف يُفكر، أما بالنسبة للمرأة فهى تخاف أن تُعبر لزوجها عن إحتياجها الجنسى حتى لا تعطي لزوجها إنطباع سىء عنها كى لا ينظر إليها كعاهرة، ولو أقامت علاقة خارج إطار الزواج فلا يغفر المجتمع لها هذه الخطيئة بل يأمر بقتلها وأنظروا إلى جرائم الشرف وإن لم تُقتل تعيش طيلة حياتها مُحتقرة مُهانة حتى وإن تابت وندمت، والعقوبة لا تتوقف عندها فقط بل تنال أبنائها وسُمعة أهلها بالكامل ففي كل الحالات هي مقتولة، في حين أن خطيئة الرجل ينساها المجتمع ويغفرها وكأنها لم تكن، وأحياناً تكون هذه الخطيئة مصدر للفخر والرجولة، وحتى في قضية التحرش الجنسى، دائماً نُلقى اللوم على المرأة وملابسها وجسدها ونتجاهل أن الرجل هو السبب في هذه الجريمة .
4- العقل : بكل تأكيد مجتمع يرى المرأة بهذا الشكل المُهين كيف يعترف ويُقر بأن المرأة لها عقل وفكر ؟ طبيعى مثل هذا المجتمع لا يؤمن بوجد عقل مستقل لها بل يختزلها في الجسد والنتيجة ليس من حقها إختيار أي شيء بل كل شيء يُفرض عليها من قبل الأسرة والمجتمع سواء " الزواج، التعليم، الملابس، الأصدقاء .... ألخ " والسؤال هنا كيف يمكن أن يكون للمرأة عقل خاص بها وكل شيء تقريباً مُحدد لها سلفاً ؟
4- الحقوق : من الواضح أن مظاهر قتل المرأة كما ذكرتها كفيلة بأن تُخبرنا أن المرأة ليس لها حقوق لأننا لا ننظر إليها كونها إنسان ولها نفس طبيعة الرجل الروحية والعقلية فالنتيجة الطبيعية أيضاً لا تتمتع بنفس حقوق الرجل حتى في الميراث تأخذ نصف الرجل رغم أن المسيحية لاتُعلم هذا الأمر لكن الأغلبية من المسيحيين يتجاهلون هذا الأمر وفى مجال اللاهوت نجد عند بعض الطوائف المُنغلقة تمنعها أن تكون مثل الرجل وتُعلم داخل الكنائس بل الأمر وصل عند بعض المتشددين من الكهنة يمنعون المرأة من التناول أثناء فترة "الدورة الشهرية " رغم أن " السيد المسيح "لا يُعلم أن النجاسة تكمن في الجسد بل في الشر الأخلاقى الذى ينبُع من داخل الإنسان، كل هذا يؤكد على أننا إغتصبنا حقوق المرأة.
والسؤال هنا إذا كان كل هذا لا يُعد قتل فما هو القتل إذن ؟ تخيل أنك تعيش لا تستطيع أن تختار بل كل شيء يُفرض عليك من الخارج وعليك أن تتحمل كل الأعباء والخطايا ويسرقون عقلك وحقوقك ولا يعترفون بمشاعرك وميولك ولا يرون فيك الإنسان بل الجسد أليس كل هذا قتل ؟ ونطرح سؤالاً آخر ماذا نتوقع من المرأة التي تعيش في هذا الوضع المأساوى هل نتوقع أن تصبح عالمة، فيلسوفة، روائية ؟ بالطبع لا لأننا قتلنا كل مواهبها وملكاتها بل نتوقع نساء حاملات لأمراض نفسية وروحية معقدة جداً .
لذلك علينا أن نُدرك أن طبيعة المرأة هي من نفس طبيعة الرجل الروحية فكلاهما مخلوقان على صورة الله وأى تقليل من المرأة هو تقليل من صورة الله و طبيعة الرجل أيضاً، فالمرأة إنسان ولاتختلف عن الرجل إلا فى التكوين الجسدى فقط .