كانت " قناةُ الإتحاد "، البُرْءَ، والممشى
ألوذُ بها
وأعرفُ دربَها، وطحالبَ القاعِ
الزهورَ ( كأنّها اللوتسْ )
وأعرفُ فضّةَ السمكِ الصغير
وأعرفُ الصفصافَ إذْ يبكي
وإذْ يحكي ...
" قناةُ الإتّحادِ " ، مدينتي المائيّةُ
البيتُ الأخير ...
لقد مضتْ فيها المراكبُ
مثلَ ما مضت السنونُ، هنا ...
مضتْ بي
غيرَ أنّ الدوحَ ظلَّ
وظلّت البوّابةُ ...
الصفصافُ ظلَّ
وظلَّ ذاكَ الوزُّ
والطيرُ الذي أخطأتُ في أسمائه الحُسنى ...
المراكبُ لم تزلْ تمضي
ولم أزل الـمُـدَوّخَ في المسير .
*
لكنّ ثمّتَ مرْكباً في الجُرفِ
ظلَّ مكانَهُ ...
هو مرْكبُ القنواتِ ديدالوس :
هل قد أغرَقَوا ذاك الفتى الذهبيَّ
إيكاروسَ
في المجرى ؟
وهل أكلتْ أناملَهُ وعينيه، الطحالبُ في القرارِ، إذاً ؟
وكَفّاهُ اللتانِ أضاءتا بالشمسِ، كيفَ نراهما ؟
هل أطبَقَ المجرى العتيقُ عليه ؟
.................
................
................
بلْ
هل كلُّ من يمشي على جُرْفٍ
ولم يسمعْ زئيرَ الماءِ
إيكاروسْ ؟
لندن في 30.09.2020
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* " قناة الإتحاد " Union Canal