تمهيد:
يعتبر الوعي الحضاري مركبا وصفيا من مصطلحي الوعي و وصف الحضارة كمكون بنيوي، و هو أحد الأُسس الرشيدة التي يقوم عليها الذهن و التصور و الفكر الخلاق تجاه رسالة الإسلام الحضارية و التي تهم كل جوانب الحياة العامة للإنسان من عبادات، عمران ثقافة فكر في أي زمان و أي مكان و أي لسان أنه مشروع خطاب العقل الذي به يتم تجديد قراءة الدين و تمتين أوليات تأويل أهل الإجتها وفق هذا الشرع الحكيم الذي يؤطر كافة الظواهر الإنسانية الشائكة بطرح علاج لمشكلاتها أملا في النهوض بالأُمة نهضة علمية تتجدد بها مسيرتها ألى ما بعد الحداثة حيث كمال نظامها واكتمال رسالتها الرامية إلى تحقيق فاعلية البناء المشترك للصرح الحضاري الإسلامي السليم
اولا ----ما الوعي الحضاري اصطلاحا ومفهوما,؟
يقصد بالوعي وفق ماجاء في لسان العرب الحفظ و الفهم و الضم ضمن وسيلة تحقق غاية في صون الشيء و حفظه سواء كان ماديا أو معنويا أما في الحاضر فلقد اقتصرت بعض المعاجم على تفسيره كونه يدل على سلامة الإدراك و شعور المرء بما في نفسه و ما يحيط به فضلا أن علماء الشرع يجعلون الوعي كل ما أُريد عقله إيمانا و عملا .
لقد أصبح مصطلح الوعي في الزمن المعاصر كبحر لا ساحل له من كثرة توظيفاته في مختلف العلوم و الحقول الإنسانية.. هذا بطغيان مفهومين بارزين كالفقه ضبطاً للذات و المحيط و المجال كما يعني بالموازاة أيضاً نوع الإدراك المحدد للزمان و المكان، يقابله في ذلك مصطلح اللاوعي أي الإنفصام عن العالم اختصاراً / أنه إدراك للذات و الأشياء في ديمومتها و انفتاح على الحاضر الماضي و المستقبل حسب زعم برغسون .
أ-- ما مفــــــــهوم الحضارة…؟§؟؟
ليس هناك من تعريف أشمل و أعم مما ورد في قول ابن خلدون :
الحضارة إنما هي تفنن في الترف وأحكام الصنائع المستعملة في وجوهه ومذاهبه من المطابخ والملابس والمباني والفرش والأبنية وسائر عوائد المنزل وأحواله، فلكل واحد منها صنائع في استجادته والتأنق فيه تختص به ويتلو بعضها بعضاً، وتتكثر باختلاف ما تنزع إليه النفوس من الشهوات والملاذ والتنعم بأحوال الترف، وما تتلون به من العوائد . فصار طور الحضارة في الفلك يتبع طور البداوة ضرورة، لضرورة تبعية الرفه للملك .
أما مفهوم الحضارة اليوم فقد اجمع عليه كونه : –كل تقدم مادي ومعنوي وسم به أي مجتمع من المجتمعات على اعتبار انه أرقى محطات التطور الإنساني الذي قابل عهود البربرية التوحش و الهمجية ...
ب-- ثقافة الوعي والحضارة اية علاقة؟؟؟
في سياق تحديد البعد الوظيفي للوعي الحضاري، قال أحد العلماء :
--- الوعي هو الوقود الحقيقي لحركة العمران التي انطفأت في الأمة منذ قرون . ولابد من إشعال الوعي الحضاري الذي يدركه كل مسلم، وينطلق من خلاله إلى الإصلاح والتغيير . و عليه فان أهمية الوعي بخرائط الواقع المادي و الرمزي تسهل ملمس المسارات التي تحقق الإرتقاء و التحضر و لا يتأتى ذلك الّا من خلال المنهج الرباني القويم الذي هو أساس التخطيط و التدبير المعقلن إذ يمنح روح البناء للقيم الأصيلة المنفتحة على نقائضها التي أنتجها صخب الحضارة لتصطفى سلوكًا كامل المواصفات البنيوية إذا هي قيم لطالما نصبو إليها لتمجدنا حضارياً فكرياً و ثقافياً و اخلاقياً و بفضلها قد نعرض عن الماضي بعد أن يسّرت لنا حضوراً مشرفًا من الأمجاد لهذا بات من الضروري امتلاك ناصية الوعي في جليل ثقافاته المتنوعة درءاً لموت العقل و الحس وكيلا تعم الواقع فوضى السكون الهادرة لهذه القيم المجيدة ....الوعي قيم تنتضذ روحاً تحرك الإنسان .....فلا غنى من كون ثقافته مطلباً حضارياً يعزز الإنتماء إلى حيث مسارات الإرتقاء... في عمق الوعي تنطبع الصور الإجتماعية مقعرة محدبة سوية أو في أشكال شتى و لا بد أن تقترن هذه الصور باسئلة تفسر من خلال آلية الوعي نفسه في التاويل و اإاستشراف لممكنات المستقبل أوصافا و أصنافا أنه السلوك الأمثلة للحفاظ على التوازن في خريطة الزمان كأُمة تستحث السير قدما نحو الأمام مدججة بالوعي الأخلاقي القيمي الجمالي والروحي الفلسفي و التاريخي السياسي . بكل هذا الدعم قد نكسر أغلال الحياة الشائكة فنجاري اكراهاتها رغم اختلاف الرؤية إلى المسلمات و الفرضيات و كل الأولويات و كذا نأتلف في أهداف و أن كانت لا تخضع لمبدأ أو منفعة ...إنه سبيل التمكين رغم المفارقات الضاجة بالإختلاف ،اذ ا لن يتحقق الشرط الحضاري تربية و سلوكاً الّا بالوعي الحضاري تاصيلاً و منهجاً و اية ذلك أن الشكل الحضاري اليوم لأُمتنا يستوجب ارتفاع في صبيب الوعي حتى نلامس اتجاه البوصلة نحو الضوء، هذا الذي سيحطم أطواقا من الظلام التي تغل ممشانا في هذا المجال .
يتحرك الوعي الحضاري كمصطلح لاجل الإصلاح النظمي لكافة المؤسسات الحية زمكانيا و لا يتاتى أيضاً الّا باستقراء المعطيات الواقعية سياسياً، اجتماعياً، اقتصاديًا، روحياً، نفسياً، و تاريخياً فبحراك هذا المصطلح نؤهل الرأسمال البشري لصناعة مستقبل باسم ، زاهر .
ثانيا /: هل الوعي التاريخي شرط اساسي للاقلاع الحضاري؟
التاريخ روح لايخضع لدين او زمن في تجدده، و لسلامة الوعي بأدواره، وجب على العقل العربي و الإسلامي خصوصا فحص مشكلاته المنهجية وآلية تحليل الخطاب التاريخي على أساس أنه الراصد لحركية الظواهر الإجتماعية و السياسية و الإقتصادية موظفاً في ذلك وجاس المقارنة الموضوعية رغم سنن المغايرةالتي قد تسم بعض العوامل المفصلية للظاهرة الإنسانية و لئن كانت فهي تشكل أرضية النقد و البناء و التقويم ..
فالتاريخ كحفريات في مقبرة الرموز لا يقتصر دوره فقط على التأريخ و توثيق الأحداث بأُسلوب الذاتية الشوفينية أو الموضوعية العلمية حتى يضحى سجلاً مرهقا مفخخا بالعبر التي تتكرر حسب أهل الرأي البسيط و لا يجب أن يعتد به شاهداً للإستدلال أيضاً، هذا لأنه رزمانة من الخرافات و الأساطير والمواضعات الداعمة لفكر ديني أو مذهب فقهي أو مقصد سياسي، وفي ظل الأقلام الماجورة و الصراعات الإلكترونية المسعورة التي تجيشت لخدمة أولياء نعمتها فقد فقد المؤرخ وظيفته الجليلة في نقل الصور الواقعية بكل صدق و أمانة، فاعدم بذلك الحبل السري بين التاريخ في نبل رسالته و ووفائه و الأجيال الوافدة و التي سترتمي بين أحضان معارف كاذبة تؤثث تنشئتهم العامة لأنها جراحات غائرة في المعنى لا تؤول اّلا بمنطق الزور و التسفيه ...أي أن لعبة التاريخ التي يبدع انتاج رقعتها الكبار، خيانةعظمى تعرقل شرط التطور الحضاري بين الأُمم العربية و الإسلاميةاّلا أن القاعدة الضاجة بالحقيقة الوجودية تعتبر أن كل من امتلك التاريخ فقد امتلك أصالة الهوية و صفاءها فكان له به الإمتداد و العمران و التطور و بناء الإنسان الذي هو صرح حضارة اليوم اّلا ان المؤسف حقا كوننا أُمة ذات تاريخ بطولي معلمي ورغم ذلك لا ترانا نمتلك فنية استقراء بنيوية المنهج التاريخي بالسلامة المنشودة اشتغالاً توظيفا مقارنة و بفهم شمولي أعمق ووعي علمي عقلاني تفكيكي لكل تفاعلات الماضي و جدليات الحاضر الهادرة لغواً فيما ذره المعمر في العيون من ثقافات هدامة للعروة الوثقى .
انها الحساسيات القاتلة للإيمان بحاكمية الإنسان العادلة الذي يؤمن سير الحشود إلى جسر يفضي إلى عوالم حضارية حداثية ... و لكي يتأتى لنا ذلك علينا أولاً فهم الإنسان داخل محيطه الخاص و العام و رصد تفاعلاته وسلطة القوانين الطبيعية الدينية و الأعراف الإجتماعية التي تحتويه، و من ثمة نسأل هل يمتلك هذا الإنسان التاريخ كسلوك مشبع بروح فكرية و طاقةدينية تلطف من إرث عصبيته القبلية و احترام القواعد الأساسية لكل من الدين، السياسة، و الدولة اذا كان الأمر كذلك فيتحقق وجوباً فعل الرنو إلى أشواط التمدن التي يجب أن يقطعها من أجل كونيته عالميته بعد تحصين ذلك الجسر من الإنفجار جراء الغام الغرب المزروعة في الدين، السياسة، الاقتصاد، الاخلاق، و في كل حقل حي يعترف بادمية الإنسان .... و لاجل بناء الوعي كهذا فالأمر يدعو فقط إلى الإلتزام بالحس النقدي عند قراءة التاريخ لاستنباط القوانين و السنن المساعدة على ذلك .
ثالثا: ما تاثير الاخلاق على البناء الهرمي للحضارة؟؟؟...:
لقد اقتحمت التكنولوجيا الرقمية بمعجزاتها الرهيبة عوالمنا الحميمية وقد أحدثت انقلابات صاعقة في منظومات قيمنا التربوية المهيبة، فكان الزيغ عن المحجة البيضاء واضحاً، و التحلل من ضوابط الشرع أمرا مستباحا، مما فجر كل أشكال الإنحراف الجارفة لإرثنا و سنن الأخلاق أخلاقنا التي حفظتها عهدئذ التنشئة الإجتماعية هوية بكامل المعايير الشكلية و الموضوعية، و اليوم فلم يعد للآداب من حضور باهت إلّا في أذهان المخضرمين من الكبار الذين عايشوا مجد الألق الأخلاقي ممن قدروا حق قدره كون التحضر كقيم بهية بتوازناتها الروحية و النفسية إنما هو شكل حميائي للموروت التربوي أدباً، علماً، فناً،فقهاً، و ديناً،
و من أسباب التجهيل و التضليل و الإتلاف عن مواضعات المدنية المحركة لانشطة الإنتاج و البناء فقد دمرت الأم تدميرا شاملا فانهارت مدرسة المجتمع حيث صارت انقاضها لا تقوم الّا في عمق الدرك الأسفل من الإمتهان و الإبتذال، إذاً هل يرجى في ظل هذه المباءات الضليلة و التفريغات الوبيلة من المجتمع العربي و الإسلامي أن يشق جاهداً وبكافة مؤسساته سبيل التحرر والتقدم و المعاصرة و المنافسة الحضارية لطمس الهوة الرقمية التي تبعدنا عن الغرب بمليارات السنين الضوئية ؟؟؟
بحكم العلاقة الجدلية، ستتدمر البنى التحتية لازماً و سيعم خراب العمران جملة و تفصيلاً لهذا فالقيم و الأخلاق الكريمة إنما هي قطعا جملة من اللبنات الأساسية التي يقوم عليها صرح الحضارة المجيدة بكل مؤسساتها الوظيفية الحية و ذلك بعد أن يتم تاهيل الراسمال البشري مع تجنيبه الفراغ الروحي أو غرس مقاصد الإيمان بمسؤوليته الكاملة نحو مستقبل بلاده و تأمينها بكل أشكال الأمن التي تحفظ صيرورة النسل و تقيه شر الإقتتال و الدمار و الإنقراض و اية ذلك فعليه أن يعتقد أن الأخلاق أساس الحضارة البشرية ...
فالمفاهيم الوافدة الدخيلة التي تناقض أُسس أصالتنا تفقدنا كل مسؤولية أخلاقية لرصد هذا الخلاف الذي يترجمه السلوك الهدام بأبعاد سياسية و اقتصادية محضة ....
يجب من باب اولى التحصين بالاخلاق و العقيدة كدرع واق مع تحديث محاولات التوفيق المستمرة عند كل ابتكار علمي مؤثر بين القيم .فهذا الاجراء اضحى واجباً اجتماعياً يراعى فيه منطق الإستدلال بشقيه الإستقرائي و الإستنباطي من أجل الحفاظ على فرص التعايش و التفاعل بين الأفراد، فلا حضارة بدون أخلاق حميدة ... و على هامـــــــــــــــــــــــــــــــش ما ذُكـــــــــــــــــر :
فان انحدارنا اخلاقيا يعني تضعضعنا حضاريا بين الامم ، مما يتعين معهما طرح السؤال التالي:
--- كيف تم استهدافنا حتى صرنا امة تابعة ذليلة مستهلكة بعد ان كانت قائدة عالمة منتجة كيف انزلقت الى مزالق الانحطاط بعد ان كانت تمسك بيدها مشعل الحضارة التنويري الكاشف لكل ما يقبع وراء سدف ظلام الجهل المرير ؟؟؟؟
---أإلى تدمير خلية الاسرة المقصود كأن تخلت المرأة عن مسوؤوليتها العظام و الاحساس بها عقلا و عاطفة للاهتمام فقط بكل اشكال المغريات التي هي منبهات قد تفننت مؤسسات القرض الدولي و بالقانون من احكام بذورها أمام إرادتها المختلبة / المستلبة فيما وراء البيت و قوامة سيد البيت ؟؟؟؟ ام ألى فشل مؤسسات الدين الذي حلق في حمام وزارتها القيم عليها شاربه و اللحية ارضاء للغرب ؟؟؟؟
---- و كيف تم هدم المدارس رمزيا حتى لا تستطيع في اطار اجتهاداتها التربوية من تقديم اجابات وافية لأزماتنا الاخلاقية المعاصرة؟؟؟
ما احوجنا الى ضمير الأخلاقي يجدد نفسه على قاعدة التوفيق بين قيم الماضي و معايير حداثة اليوم؟؟؟ فالاخلاق ببنية الوعي التاريخي الذي يمكننا من اجل التحدي كسبا للرهان سلطة منفتحة و متطورة على كل جديد سيوقع حضور مشعلنا اإانساني الوهاج المبدد للظلام الذي يعم كل المتاهات العالقة .....
رابعا : العقلانية و ازمة القيم الحضارية أي تفاعل بنيوي متكامل بينهما ؟؟؟؟
الجميع يعي حق الوعي أننا نفتقر اليوم إلى مقومات الحضارة العقلانية الرشيدة التي تقوم على وعي علمي بناء إذ نلتمس من خلاله سبيل الرشاد و العزة و الكرامة، و لكي يتأتى لنا ذلك فلابد من أن يلتزم خطاب الوعي بتفاصيل خريطته الذهنية في الثقافة السياسة العقيدة و الإقتصاد و في كل أشكال القطاعات الحية التي هي الصرح المؤسساتي للدولة و المجتمع، موظفاً في ذلك أسلوب الإدراك الدقيق إحاطة بتفاعلات الظواهر الإنسانية السلبية و الموجهة عن بعد قصد تحريرها من كل المعيقات التي تحول دون تطورها و تقدمها في الأُفق المفتوح على مدنية مشرفة، و لرصد الأسباب و العوامل المانعة، نتساءل :
--- ترى هل الدين بسلطة النقل مانع لاستعمالات العقل أم هناك تنظيمات سرية تطمح إلى تكريس الهوة بين الإنسان العربي على الخصوص و التكفير بالتفكير الحضاري العقلاني العلمي كي لا تبصر الأُمة نور اليقين إلى الله و الإنسان و روح الزمان الذي يغشى المكان... فكان بفعل الخيانة السياسة المؤدلجة أن تم قلب المصطلحات إلى نقيضها منها أن الوعي و العقل أصبح تطرف فكري رهيب مدمر للثقة في هذا الدين العظيم الذي حكم عليه بالجمود و التخلف لغة و مقاصد .،
فازمتنا اليوم هي أزمة عقل حنطناه بتلقي القيم الماسخة لهويته فاتلفنا بذلك البوابة الحضارية الثاوية فوق أهرامات الإجتهاد و البحث العلمي، لننغمس ركضا و لهاثا خلف قشور سطحية هي حصيلة منتجات الفكر الغربي لنا و المسممة للّب المدنية في السلوك و العادات وتكريس شراهة استهلاك منتجاتهم التي ترهق ميزانياتنا و طاقاتنا الشرائية و بهذا السلوك أيضاً تتعطل آلية- شعور الكائن بما في نفسه، و ما يحيط به"" لتتجمد تحت الصفر كل قيم الرمزية و الروحية الداعمة للتحول إلى أُمة منتجة متقاسمة لكل العوائد النفعية حضاريا و باقي الأُمم الأُخرى .
أما ارتباطا و المجال السياسي نجد أن الوعي الحضاري لدى القادة، إنما يقتصر دورهم الوحيد الأوحد في تكريس كل الوقت اللازم للحفاظ على مناصبهم و تجديد كافة ألوان الثقة المستعارة لتجديد الإرث السياسي مجددين ولاء تبعيتهم لامرائهم في الخارج ... و لعل هذا ما يعتبر ثقافة القيمة السياسية الموجبة دون أن يشعروا بالنهاية الحقيقية للحضارة و التي هي وعي بقداسة السيادة و الهوية، حتى الأشخاص في ظل هذا الوضع البئيس، يركنون إلى ثقافة مضادة ضماناً لسلطة الحوار الجاف و الذي قد يحقق و لو بالتقطير بعض قيمه بالتسويف و الوعود الكاذبة هذا إذا ما فتح حوار جدي مع النخبة المتسلطة، مما يتولد معه الشعور بالنقص و الدونية فتنحدر بذلك الثقافة العامة إلى حضيض التهميش، فضلاً عن ذلك فان الهياكل السياسية تراها بمنطق الدستور تتجدد نخبها و لا تستطيع أمام سلب الإرادة العامة أن تتكيف و أهداف التحرر أي الإلتزام بأهداف الوعي والأزمة الحضارية التي تجعلها بقوة الإستعلاء و اللامبالات أكثر جفافاً و أشد هشاشة، إنها النخبة التي لا تعدو أن تكون سوى وسيط لوبي داعم للتخلف و التقهقر على جميع المستويات الحيوية .
إننا أمام أزمة قيم التي لم تعد على السنة الهياكل السياسية و المؤسسات العموومية تجري غير شعارات لاغية واهية من منطق الموضوعية، فيا لجبروت الوعي المعولم الذي أنتج الغاء الدين و اقصاء السيادة و أجج الفتنة بصراع الحضارات .... و لم يتات له ذلك الّا بنسف الدعامات الفكرية التي يبنى عليها المجتمع و الأُمة .
وأمام صمتنا عن الحملات العسكرية الصليبية على بعض دولنا العربية الجائرة مع وعينا بتعاقب الدور إنما ذلك ينبري كشكل من أشكال تحنيط وعي الأُمة الحضاري المتعددة مما يؤهل للآخر الإستحواذ على موارد الطاقة و كل خيرات الامة السليبة فاين نحن اذا من خريطة الأُمم العالمية موقعاً ووعياً حضارياً مضاداً و صادماً لفرسان الدائرة المستديرة في كواليس ما وراء البحار ؟؟؟؟
لتاسيس الطريق إلى حيث تأكيد الذات العربية يجب تأهيل الإنسان العربي و المسلم بحفظ كلياته الخمس من دين و عقل ومال و نفس و نسل بهذا قد نحقق رسالتنا الإسلامية من خلال قوله تعالى : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً...} [البقرة:143]. و نواصل التساؤل حرجين لكن وثيقين من أزمتنا الحضارية التي دمرت قيم الوعي فينا و العقلانية :----- أما زال شاس بن قيس راهنا تتكرر مكائده و اقنعته حجبا لنور الله الذي يغشى الأُمم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---متى نستيقظ ؟؟؟؟ متى ....؟؟؟؟