الإرهابيّ الدّوليّ فخري كريم زنكَنه/ كيف أطاحَ " الجبهة الثقافية الديمقراطية "

2021-01-26

بعد أن طردتْنا دروعُ آرييل شارون من بيروت  1982، غادرْنا إلى منافينا الجديدة .

كنتُ في " شمس المتوسِّط " السفينة اليونانية التي أوصلتْنا إلى طرطوس السوريّة .

كانت آخر سفينة تغادر بيروت .

ربما في الحادي عشر من أيلول ذاك العام .

سلّمتُ سلاحي الفرديّ  ( غدّارة باريتّا إيطاليّة ) ...

على السفينة كان أبو إياد . ليلى خالد . سعد صايل .

*

على  أي حال .

قال لي عبد الله الحنَكي ( كان  هو نائب السفيرلجمهورية اليمن الديمقراطية في بيروت )، وكنا  معاً في خطوط التماسّ، حيث أسرَ جنود اليمن الثورية  ، " أسير الضاحية " الإسرائيلي ...

قال لي عبد الله الحنَكي تعالَ إلى عدن !

وقد ذهبتُ، لأعيش هناك، فترةً من أبهى ما عشتُ في حياتي المرتبكة .

*

لكن القصّة التي أرويها الآن مختلفة !

ربما كان ذلك في  1983 أو العام التالي .

بعد أن فقدت الثقافة العربية الحرة، قاعدتَها الثورية، في بيروت، جرى البحثُ عن بديلٍ ما .

وفي مصادفةٍ عجَبٍ، كان في عدن، معاً، أربعةُ أشخاص :

حسين  مروّة

محمود أمين العالِم

محمود درويش

سعدي يوسف

*

فكّرْنا في حالنا، وفي ثقافتنا العربية، في ما نحنُ فيه، وفي ما نطمح إليه .

وأصدرْنا  بيان عدن  الذي دعونا فيه إلى "  الجبهة الثقافية الديمقراطية " .

صحيفة " الثوري " نشرت البيان .

وقد تبعتْ  ذلك دعوةٌ لعقد اجتماعٍ أوّل، في العاصمة الثورية، عدن .

جرى اختيار الأسماء وبدأَ توجيه الدعوات .

*

في الضحى العالي، وأنا في مسكني بـ" المدرسة الحزبية " في عدن تلقّيتُ هاتفاً من الصديق  الكريم سالم صالح، وزير خارجية اليمن الديموقراطية، يرجوني فيه أن ألقاه في مكتبه بوزارة الخارجية .

ذهبتُ إليه . قال لي بالحرف الواحد : نحن بدأنا نرسل الدعوات، لكن أمراً حصلَ . قال لي إن فخري كريم جاء من دمشق، ومعه ضغطٌ من دمشق لإلغاء الإجتماع، أي إلغاء فكرة " الجبهة الثقافية الديمقراطية " .

قلتُ له : ما الأمر ؟

قال إن رئيس اتحاد الكتّاب العرب، علي عقلة عرسان، يرى أن هذه الجبهة المقترَحة تهديدٌ لاتحاد الكتّاب العرب .

فهمتُ الأمر .

لكني لم أقلْ لطيّب الذِّكْر سالم صالح، ما دار في ذهني .

لم أقُلْ له إن الداعر فخري كريم زنكَنه، كان في خدمة علي دوبه، عميد الجلاّدين في أمن القصر الدمشقي . إن زنكَنه عميلٌ لألف جهاز مخابرات ...

*

المضحك في الأمر أن الإرهابي الدولي زنكَنه، زارني في منزلي العدنيّ ، آنَها .

لم يقُلْ كلمةً واحدةً  عمّا فعلَ .

دخلَ

وخرجَ

و " براءةُ الأطفال في عينيه " !

 

لندن في 23.04.2019

 

 

 

 

 

سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved