الرسالة الواحدة والخمسون/أحبّك رغماً عمّا يعوقُ هذا الحبّ

2021-06-04

الجمعة: 4/6/2021

صباحك كل شيء جميل يا أحلى كلّ شيء جميل، يا لكلك ما أجملك ! لعلك تعلمين أنني مفتون بك، فتنة مركبة، فتنة شهوة لا تطال، وفتنة علم، وفتنة روح وجمال،  فما الذي يجعل المرء أسير الصور سوى الحب والإشيتاق ؟ إنني كلَّ الوقتِ مشتاقُ. وعندما لا أقول ذلك أكون قد كتمت اضطرابي واضطرامي بك . تأتي صورتك هذا الصباح أجمل وأشهى من كل ما عداها . ربما لأنني منذ زمن لم أشاهد لك صورة، إني متعلق بالصور إلى حد الهوس، على كل هذه مشكلة قديمة لا حل لها على ما يبدو، وقد جمعت لك العديد منها في ذاكرة الجوال والحاسوب معا، فلا امرأة أجمل منك . كل شيء يبدو فيك رائقا متسقا جميلا بهياً. هل أمدح أم أتغزل أم أتشهى ؟ إنني كل هذا وأكثر .

هذا الجمال البهيّ يلعب في الشاعر فيّ شمالاً وجنوباً ويؤرجحني على حدين من شوق وحب . إنه يجعل شيطان الشعر، إن كان للشعر شياطين، حاضراً، شرهاً مثلي تماماً، فيأخذ من لغتي ما يأخذه من اقتباسات الشهوة في حضورك "المتحرش" بي حد الجنون. لا بدّ إذاً من حضور الشعر في هذا الصباح المميز ببسمتك اللطيفة وعينيك الرائعتين، وشعرك الكستنائي وذراعك الأسمر الشهيّ. يا لهذا ! هل تعتقدين أنني أستطيع المرور عنه مرور الكرام دون أن أحط الرحال متأملاً متشهيا، متمنيّاً . يا لهذا العذاب أيضاً أن تتمنى شيئا لا يمكن أن تطوله يداك !

هِيَ حَبَّةُ الْكَرَزِ الشَّهِيَّةِ

في الشِّفاهِ

يسيلُ مِنْ بَسَماتِها

الطعْم اللذيذْ

 

هِيَ ما تَكَوَّرَ في الْأَقاحي

وَما تَعَتَّقَ مِنْ نَبيذْ

 

هِيَ حُرْقَةُ الشَّوْقِ الْمُميتِ

كَلَحْمِ طَيْرٍ مِمّا يَشْتَهي

"القلبُ" الْحَنيذْ

إن قلبي حنيذ، بل إن كلي حنيذ . لك أن تتصوري ما أنا فيه من غليان الشهوة في هذا الصباح . فيا ليتنا نلتقي، فلا شيء يطفئ النار المشتعلة غير الإنغماس في هذا البحر اللجّيّ، غرقاً فيك حتى ينتهي مني ومنك كل شيء !

أتمنى ألا تطول المسافة بيننا، ويطول وقت الإنتظار أيتها الشهية والحبيبة والمجيدة والعلية، يا قمراً يضيء ولا ينطفئ .

أحبّك رغماً عمّا يعوق كل هذا الوهم ! والمشتاق لوحشية قبلتك التي تلتهم شفتيّ في ميعاد ما . هل يحدث ونفعلها ؟ يا ليت ! وهل تنفعنا هذة "الليت" ؟

إلى اللقاء أيتها الغنيّة بشهوة الجنون المتقدّ !

ملاحظة عابرة : لقد أعجبني ردك أمس على الرسالة .

فراس حج محمد

‏كاتب فللسطيني عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين. أصدر (18) كتابا في فلسطين والأردن ومصر . نشر في العديد من الصحف العربية

 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved