السنة ُ كلها كانون الأول

2020-12-03

(زهرة البر)

تحاشتْ

 أفخاخنا الخضر الظليلة

وهطلتْ في برية ٍ آمنة ٍ

تمرُ العصافيرُ والغيمُ والرعاة الحكماء

يلقون السلامَ على هدأتِها  الملكية

والذئبُ : يستطيع ُ إليها سبيلا

يتأملُها مبتسماً في خشوع ٍ

ثم ...

يواصلُ

البحثَ عن رزقه في الفلاة

فتدعو له زهرة ُ البر : بالهداية ِ

مِن الليل ِ تهبط ُ مركبة ٌ

وتطوّف زهرة َالبر

تحومُ حول أفخاخِ المدينة

تهبطُ في خفرٍ

تصطدمُ بمقبرة ٍ معدنية ٍ  في شارع تنبح فيه النفايات

تلملم مِزقا ً ملونة ً من جثامين شقيقاتها الحدائقيات

 وتؤوب إلى خلوتِها محمرة ُ العينين

 

(ورد لسان الثور)

بِلا ذنب ٍ

نجففُ أزهارَ لسانِ الثور

بلا ذنبٍ

نحجرُها في حاجور

بِلا ذنب

نقبص ُ قبصة ً .. قبصتين

ونرميها في كوب ٍ من خزف ِ

بِلا ذنب ٍ

نسكبُ ماءً يلهث ُ بخاراً

في الكوب.

مَن منا سَمِع صراخَ الثور

وهو يرى بناتَ لسانه ُ في ماءٍ حارٍ

 

( السنة ُ كلها كانون الأول)

لم يذهب إلى رحمِها الصامت

 عاد إلى حديقته ِ المائية

الولدُ الذي علّمني

 زراعة َ الزوارق   

  في الأنهارِ

سألته في سنة ٍ كلِها كانون الأول

هل الخشبُ من الهراطقة ؟

نذبحه ُ بالمنشارِ الكهربائي

نهشمُ أضلاعه ُ بالفأس والساطور

ولا نتوقف

نقشرّهُ رقيقات ٍ ونحشرهُا في عمليةِ تدويرٍ مكهربة ٍ

فنحصلُ على ورقٍ صالحٍ للكتابة

وبمزاجِنا البرتقالي نمزقهُ أو نطعّجه ُ

أو ندنسهُ بكتابة ٍ تهجم البيوت على أهلها

أي ذنوب ٍ لهذا الخشب الجبان

نشويه بِلا سببٍ!!

نقطّع ُ مفاصله ونرتبُها ملونة ً في الغرف

خشبٌ مورقٌ مثمرٌ وبهيج

يتناغم زقرقة ً ونواحَ فواخت

لا يرفس  العشاق َ وهم يحفرون خاصرتهُ

بسكاكين صغيرةٍ

ليؤرخوا عشقا وامضا

أقصر طولا من كورنيش البصرةِ

 

( ظلها : عويل)

أيُّ شرٍ في هذه الريح!!

تنبشُ الصحراء

وتهلُيها على القرى والمدنِ

بمجارفٍ أسطورية ٍ تكسحُ الأمواجَ المتعالية َ

وبها تصفعُ السفن َ

تخضُ الأشجارَ فتساقط ُ الأجنحة ُ

في أفواهِ القطط

تنبشُ الشوارع َ

فترتطمُ المركباتُ بالمركباتِ وينبجسُ القاني

أيّ شريرة ٍ

ترفس ُالهواء فتتطاير الملابسُ من السطوح

أيُّ شريرة ٍ

أيُّ...

أيّ...

شريرةٍ

هذه الريح!!

 

 

 

مقداد مسعود

مقداد مسعود (من مواليد 15 أكتوبر 1954م البصرة، العراق)، هو شاعر وناقد عراقي بدأ النشر منتصف السبعينات من القرن العشرين ولدَ في بيتٍ فيه الكتب  أكثر من الأثاث . في طفولته كان يتأمل عميقًا أغلفة الكتب، صارت الأغلفة مراياه، فعبر إليها وتنقل بين مرايا الأغلفة، وحلمها مرارًا . في مراهقته فتنته الكتبُ فتقوس وقته على الروايات، وقادته إلى سواها من الكتب، وها هو على مشارف السبعين في ورطته مع زيت الكتب وسراجها بقناعة معرفية مطلقة

مؤلفاته
الزجاج وما يدور في فلكه
المغيب المضيء
الإذن العصية واللسان المقطوع
زهرة الرمان
من الاشرعة يتدفق النهر
القصيدة بصرة
زيادة معني العالم
شمس النارنج
حافة كوب ازرق
ما يختصره الكحل يتوسع فيه الزبيب
بصفيري اضيء الظلمة
يدي تنسى كثيرا
هدوء الفضة
ارباض
جياد من ريش نسور
الاحد الاول
قسيب
قلالي

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved