رغم مرور 47 على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم، إلا أنها ما زالت الغائبة الحاضرة في كل الفعاليات الفنية والوطنية، فبصمتُها واضحة في كل التراث الثقافي الفني والوطني لمصر والعالم العربي .
فالحالة التي صنعتها نادرة، وقد جعلت الفن يعمِّق ويرسِّخ المشاعر القومية ويؤجج العواطف تجاه القضايا الكبرى . ولا تحضر أم كلثوم من دون حضور القائد العروبي الخالد جمال عبد الناصر، وذلك الزمن الذي كان يضج بالأفكار القومية، واستطاعت أن تكون رأس حربة في أحلام الكثير من العرب في ذلك .
وهي أنيسة العشاق والعاشقين والمحبين في ليالي الحب والصيف والشتاء، وخير معبر عن أحاسيسهم ومشاعرهم الوجدانية والعاطفية .
لا ريب أن هناك صوتًا استثنائيًا، وقد لا يكون هناك ميزات وصفات هذا الصوت الكلثومي المتفرد، لكن الحالة بحد ذاتها لن تتكرر .
أم كلثوم كانت موسوعة غنائية، والصوت الوحيد الذي أجمع العرب جميعًا على حبه، وظل أيقونة لوحدتنا العربية، في وقت عزَّت فيه هذه الوحدة، بل ما زلنا نحتاج إلى كل ما يعززها .
وتبقى أم كلثوم أيقونة فنية وسياسية وقومية ووطنية، وذكراها لن تنسى أبدًا .