وراء كل مصيبة أو كل حرب في العالم هي أمريكا، فهي من تحاصر كوبا وفنزويلا، وتعادي الصين والقوى الثورية التحررية، وهي من غزت واحتلت العراق، وتثير القلاقل في أوكرانيا وقبلها جورجيا، ومن خلقت الإرهاب في أفغانستان خدمة لأجندتها ضد السوفييت، وتمد قوى الإرهاب والتطرف في سوريا والوطن العربي بالعتاد والسلام والدعم اللوجستي .
وأمريكا هي الداعمة لإسرائيل والاحتلال والمصالح الامريكية في المنطقة، وتمارس حق النقض الفيتو ضد أي قرار يدين إسرائيل، وما تطرحه من حلول هو لصالحها، وصفقة القرن التي رسم خطوطها الرئيس الأمريكي السابق ترامب هي تصفية للقضية الفلسطينية وهدفها قبر الحق الفلسطيني إلى أبد الآبدين، وأي مفاوضات برعاية أمريكية تعني النتيجة لصالح إسرائيل .
أمريكا كما علمنا الحكيم جورج حبش وقال إنها رأس الحية، فهي عدو للشعوب المكافحة والمناضلة المتطلعة للتحرر والاستقلال، ويجب عدم الرهان والارتكان عليها، ولا الاعتماد على نصرتها أو دعمها، فسياستها لا ولن تتغير . والآن تقف على رأس الدول المعارضة للغزو العسكري ضد أوكرانيا ومع شعبها الذي يعاني الويلات والتهجير ويدفع ثمن الحرب .
الشعب الفلسطيني يتعرض للاحتلال بكل موبقاته وممارساته القهرية اليومية وجرائمه الدموية المتواصلة، ولكن أين كل هؤلاء المتباكين على أوكرانيا والرافضين للغزو الروسي، وأولهم أمريكا، من الاحتلال الإسرائيلي وممارساته في الأراضي الفلسطينية، التي تلقى رفضًا واسعًا . إنه النفاق والعهر السياسي بعينه، والتعامل بالمعايير المزدوجة بين الرفض للغز الروسي والصمت تجاه الاحتلال الإسرائيلي وما يعانيه شعبنا الفلسطيني من قهر وظلم وعسف أكثر من الشعب الاوكراني، ولا أحد يحرك ساكنًا .
الموقف الأمريكي ليس بالأمر الجديد، فواشنطن تقف مع دولة الاحتلال والعدوان، وعلى حساب مصالح شعبنا الفلسطيني الذي يقوم بذلك، ومن هنا نعلنها للملأ : لتتوقف مؤامرات واستفزازات أمريكا ضد شعوب العالم، وفي مقدمتها شعبنا الفلسطيني الذي لا يكل ولن يتراجع عن الكفاح والمقاومة الشعبية حتى ينال حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته الحرة المستقلة .