كان الناس في بغداد، يعرفون تمامَ المعرفةِ، أنّ الودَّ مفقودٌ بين الجواهري والبيّاتي، حدّ أنّ أحدَهما كان يسمّي الآخرَ، بغيرِ اسمه، ويخلع عليه أسوأَ الألقاب .
ظلَّ الحال، على هذا المنوال، كما يُقال ...
لكنّ أمراً عجَباً حدثَ، في التسعينيّات، حين صارت خططُ غزوِ العراق واستعمارِه، تأخذ أبعادَها المختلفة، عربيّاً ودوليّاً .
في العربية السعودية، كان الراحل عبد الله، ملِكاً .
ومفهومٌ للجميع، دَورُ المملكة، في آليّات الغزو الأميركي .
لكنْ كان للملك عبد الله، دَورٌ أيضاً، في شِراء ذِمم العراقيّين، ساسةً ومثقفين .
وأوضحُ مثالٍ لذلك، محطة الإذاعة الموجّهة إلى المستمِع العراقي، هذه المحطة التي كان يديرها مثقفون عراقيون معروفون .
الملك عبد الله، استقبلَ الشيوعيّ العفيفَ جدّاً، فخري كريم زنكَنه، مثَلاً !
إلاّ أنّ الأمرَ العجبَ، هو أن يكونَ الجواهري والبياتي، معاً، في ضيافة الملك عبد الله !
بل أن البياتي اصطحبَ معه، ابنتَه، مع بورتريت رسمتْه هي للملك عبد الله، حُبّاً بالملك، لا طمعاً !
قلتُ إن ذلك حدثَ في التسعينيّات !
*
الملكُ رحلَ ...
الرجُلان رحلا،
لكن التاريخ يظلُّ يُكتَبُ .
لندن في 06.12.2020