تمثال كيوبيد وسايكي
للنحات الايطالي انطونيو كانوفا
يعتبر هذا العمل من افضل واشهر الاعمال النحتية في العالم . وهو للنحات الإطالي انطونيو كانوفا .
كان انطونيو كانوفا نحاتا ورساما كبيرا . وفي عصره كانت النزعة السائدة هي إحياء التراث الإسطوري القديم وإعادة إنتاجه من جديد على هيئة أعمال تشكيلية ونحتية . وهذا التمثال يصور اسطورة العاشقين كيوبيد وسايكي التي ورد ذكرهما لأول مرة في رواية لاتينية لأبوليوس .
كان كيوبيد (او ايروس) هو إله الحب والرغبة عند الرومان، بينما كانت سايكي (التي تعني الروح بلغة الإغريق) امرأة فائقة الحسن والجمال .
تقول الاسطورة ان كيوبيد كان يزور سايكي في الليل فقط وانه كان قد منعها من النظر الى وجهه . وفي إحدى الليالي وبدافع الفضول حملت بيدها مصباحا وتسللت إلى الغرفة التي كان ينام فيها محاولة اختلاس نظرة إلى وجهه .
وكانت تتوقع أن ترى شخصا قبيح الخلقة، لكنها رأت مخلوقا راعها جماله وحسن هيئته . وما فعلته سايكي استحقت عليه غضب افروديت آلهة الجمال التي حكمت عليها بالنوم الأبدي، الذي لم يخلصها منه سوى عناق كيوبيد لها .
وكانوفا يصور في التمثال لحظة العناق تلك بأسلوب شاعري جميل .
كان كانوفا أحد مناصري المدرسة الكلاسيكية الجديدة التي كانت تعنى بتصوير الإنفعالات البشرية وإبراز كل ما يرمز للطهر والنقاء .
أنطونيو كانوفا / نوفمبر 1757 - 13 أكتوبر 1822 ، هو نحات ورسام ايطالي، اشتهر بنحته للرخام، وركزت أعماله على التماثيل العارية، تعود أعماله للمدرسة التقليدية .
لقد تربّع على عرش النحت الإيطالي في عصره، ولم يبزّه في أوربا إلاّ هودون Houdon (1471 - 1881) الذي حظي في هذه الفترة بالتوقير، وكان من رأى بايرون الذي كان أكثر ألفة في إيطاليا منه في فرنسا أن أوروبا والعالم ليس فيها إلاّ كانوفا واحد وأنه يضارع نحّاتي العصور الكلاسية القديمة وربما كان أحد أسباب الإحتفاء به هو موجة الكلاسيّة الجديدة التي جعلته - كما جعلت ديفد David (ساعد نابليون كليهما) يتبوأ مقعد الريادة في فنّه• لكن أوروبا لم تكن لترضى لفترة طويلة بتقليد (أو نسخ) الأعمال الفنية القديمة أو بتعبير آخر لم تكن لترضى - لفترة طويلة - بتقليد الآثار، لذا فسرعان ما أخضعت الحركة الرومانسية للخط والشكل واللون والمشاعر وهكذا ذوت شهرة كانوفا •
كانوفا كان رجلا طيبا معروفا بتواضعه وتقواه وحبه للإحسان كما كان قادراً على تقدير منافسيه وعدم بخسهم حقهم، وكان يعمل بجد، وعانى من جو روما المسبب للملاريا ومن نحت الأعمال الضخمة، فغادر روما في صيف سنة 1281 طالبا هواء أنقى وحياة أهدأ في مسقط رأسه بوسّاجنو (بوسّانو) وفيها مات في 31 أكتوبر 1281 وهو في الرابعة والستين من عمره فبكاه كل المثقفين في إيطاليا •