فراشتي تُغردُ بجناحيها
كعصفورٍ متيّمٍ بالأناشيدْ
يتموّج جناحاها الرقيقانْ
بلونِ الشّفق البرتقاليّ
يبدو لها من البعيد.. البعيدْ
يتناثرُ الضوءُ منها
تتألقُ فوقَ الرّوابي والحقولْ
تبدو برقّةِ ريحِ الصّبا
وهي تنسابُ في لطفِ النّسيمْ
تعبرُ النبعَ الصّافي
وتغيبُ في أحشاءِ الزّهورْ
فراشتي.. مُدَلّلتي
ترفرفُ في صدى الليل
ثملى بخمرِ الشموعِ
وقواريرِ العبيرْ
تحطّ على غصنٍ مُبْهجٍ
وعلى الشرفاتِ المغمورةِ
بدفءِ الضوءِ
والوريقاتِ الناضراتِ
ونسيماتِ الغروبْ
فراشتي... حبّة قلبي
تتوسدُ النّدى
تفترشُ النرجسَ
ورحيقَ الياسمينْ
تهدهدُها النجومُ عروسةً
لضحكةِ الطفلِ الغريرْ
فراشتي
أميرةُ المراعي والحقولْ
ترقصُ فوقَ السّهوبِ
تتحرّى أبهى الصباحاتِ
وبتلاتِ الزّهورْ
وتعرّجُ في الجَوّ
نحو المراعي والمروج
تتنفسُ الأحلامَ
من شذا البرعمِ والنّدى
وترتشفُ الرحيقَ
من شفاهِ العاشقينْ
فينتفضُ اللونُ
أنيقاً على الجسدِ الرّهيفْ
فراشتي ضوءُ عيني
لا يتّسعُ لها المَدى
تَوَلاّها الله في أناقتِها
ولون جناحيها البديعْ
تشدو بالغناءِ
يترددُ صدى صوتها
بموجاتِ الأثيرْ
الفراشاتُ الخادراتُ
النائماتُ
على ضفافِ النهرِ
وسقسقةِ أنغامِ الخريرْ
فراشتي توأمُ روحي
تضفرُ خيوطَ الشمس
تعانقُ ارتعاشَ روحي
ويذوبُ رنينُ
أجنحتِها بهجةً
في قلبي
فراشتي.. يا صغيرتي
افردي جناحيك عالياً
وطيري فأنتِ
في فصلِ الربيعْ