بعض دعوات الإستشهاد في سبيل ألله, كيف فهمها وأدّاها السلفيون في القرن الماضي ((3)

2015-07-04
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/d7ee1bde-80fe-4547-a123-e098d361ca44.jpeg
 يعود الفضلُ في كتابة هذا التقرير إلى الوثائق والدراسات والمجلات التي وفرها لي مشكوراً المركز الثقافي في مدينة (الخُمس) بليبيا طوال فترة إقامتي في ذلك البلد العزيز علي, هاشم.


وفي البلدان, التي لا يمكن فيها القيام بالإعداد العسكري بسبب ظروف ما، يجري القيام بها تحت غطاء النوادي والفرق الرياضية. ويشير المراقبون, على سبيل المثال, إلى انتشار نوادي الكاراتيه والجودو في المغرب لهذا الغرض، حيث يتم إعداد أعضاء التنظيمات الإسلامية السياسية فيها، وذلك للعمل في حالات الطوارئ.
ومن هنا نستوعب الأهمية التي تعطيها هذه التنظيمات للإعداد البدني ولتأسيس النوادي والفرق الرياضية. ينصح "الإخوان المسلمون" السودانيون في أدبياتهم الداخلية "بتوجيه الأخوة للانتساب إلى نوادي الرماية والفروسية والسباحة والأشكال المشابهة الأخرى من الهوايات الرياضية"، "والبحث لتدريب الأخوة على هذه الأنواع من الهوايات الرياضية حسب الطرق الحديثة"، تشكيل فرق رياضية من الأخوة للمشاركة في المعسكرات الرياضية المحلية، لاستغلال الإمكإنيات التي تقدمها وزارة الشباب، والقيام بأعمال تدريبية وتمارين رياضية مشتركة مع الأخوة.
يوجه نظام التجنيد ومبادئ بناء التنظيمات الدينية السياسية المعارضة لعزل الأعضاء عن المجتمع على شكل "الانعزال عن العالم" أو رفض عاداته وتقاليده. 
يجب أن يباشر أعضاء هذهِ التنظيمات العيش حسب قواعد "مجتمعهم الجديد", ولا يجب أن يقلقهم نقد المجتمع لهم أو اضطهاد النظام, الذي يناضلون ضده. (السجن _ يؤكد عمر تلمساني، _ ليس ذلك الأمر المخيف، كما يتصوره كل من لم يُجربه). ويجب أن يُنظر إلى الحُكم بالسجن, الذي يصدر بسبب النشاط المؤيد للإخوان المسلمين على أنه فخر كبير.
وهذا هو سيد قطب يطلق على "التحرير الوجداني" تلك الحالة، التي عندها يتحرر ضمير المؤمن - عضو التنظيم. وهو تحرير من كل ما هو لا ينطلق من الله، من الخوف من الحياة أو الملكية ومن "عبادة القيم السائدة". ويؤسس هذا الوضع السيكولوجي على الإيمان بالقدرة الإلهية المُطلقة. وفي الحالة التي يكون فيها التحرير كما نوهنا عنه, يؤكد سيد قطب، (يدخل الفرد في اتصال مباشر مع خالقه, فالإنسان القوي والضعيف، على السواء, يدخل في صلة مع كلي القدرة الأبدي, منتزعاً منه بعض القوة, موطداً بذلك قوته الروحانية ورافعاً درجة جرأته. فالإيمان يوطد من العزيمة، كما يزيد الثقة بالنفس).
طبعاً، لا يعتبر الله مصدراً للقوة, لحن إذا انطلقنا مما تعتقد به الدعوة الدينيه الدنيوية بأن علاقة المؤمن بالمعبود هي عبارة عن علاقة تخيل عملي -تخيلية بقدر ما يكون المعبود غير محسوس، وعملية لأن هذه العلاقة تتحقق في الأفعال والنشاطات والأوضاع المعنية للموضوع (المؤمن)، -عندها يصبح من الواضح أن الحالة السيكولوجية المدروسة تستطيع أن تزيد من قوة العضو في هذه التنظيمات, كما أنها أي الحالة ترفع من سوية شجاعته وتزيد من مقدار اشمئزازه من القيم الاجتماعية السائدة، وبهذا ترفع من دور "التحرير الوجداني" لأعضاء هذهِ التنظيمات. 
 
تعتبر مسألة العمل السيكولوجي مع أعضاء هذه التنظيمات عبارة عن تربية مقدرة التضحية بالنفس لديهم من أجل تحقيق الأهداف، التي يضعها قادتهم نصب أعينهم. الجاهزية للشهادة - هذا الشعار يُعبَّر عنه عند "الاخوان المسلمون" على الشكل الآتي: ("الله –هدفنا, محمد (صلى الله عليه وسلم) -قائدنا، القرأن -دستورنا، الجهاد -الطريق إلى الاستشهاد في سبيل الله، هذا هو طموحنا الأسمى"). (الاستشهاد -أعلى درجات عبادة الله)، -هذا ما صرح به عمر تلمساني. أما المحور المختلف في الأدبيات الدعاوية للتنظيمات السنية السياسية المعارضة فهو -وصف البطولات, وإبرازها على شكل نماذج مقتدية بمؤسس جماعة "الإخوان المسلمون" حسن البنا (قتل عام 1949)، والذي يدعى في أدبياتهم بـ "الامام الشهيد", ويُطلق على سيد قطب (أُعدم عام 1966) "القاضي الشهيد"، ويطلق على مروان حديد وهو واحد من قادة "الإخوان المسلمون" في سوريا (أُعدم عام 1975) "المناضل الشهيد".

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved