يعود الفضلُ في كتابة هذا التقرير إلى الوثائق والدراسات والمجلات التي وفرها لي مشكوراً المركز الثقافي في مدينة (الخُمس) بليبيا طوال فترة إقامتي في ذلك البلد العزيز علي, هاشم.
تعتبر الطرق الشفاهية للدعاية أكثر الطرق انتشاراً، لأن التنظيمات الإسلامية السياسية المعارضة تنشط عادةً في الأوساط التي لا تتمتع. بمستوى تعليمي عالٍ. ولهذا السبب يلجأون لاستخدام الوسائط السمعية والبصرية في الدعاية، التي تبدو لأول وهلة أنها تنتمي لمستوى ثقافي عالي. كما يقوم نشطاء هذه التنظيمات ببيع أو توزيع أشرطة تسجيل، مسجل عليها خطب ومحاضرات لدعاة دينيين ذوي شعبية عالية. وهذه الطريقة تطبع الدعاية بطابع عربي شامل, وإلى حد بعيد تساهم في توضيح وشرح المواقف السياسية والأيديولوجية لهذا التنظيم أو ذاك على كامل رقعة الوطن العربي. فعلى سبيل المثال، في المغرب والجزائز وتونس توزع أشرطة تسجيل دعاية صادرة عن مصر، فيها خطب ومحاضرات لأحد أعضاء الأخوان المسلمين المشهورين _عبد الحميد كشك. ترد هذه الأشرطة بطرق غير شرعية من أمستردام. كما تنتشر هذه الأشرطة بين العمال المهاجرين العرب في مختلف مدن فرنسا. ولغرض الدعاية أصبح شريط االفيديو من الوسائط الهامة، التي تستخدمها هذه التنظيمات، حيث يُعرض في هذه الأشرطة خطب وأفلام ذات مواضيع دينية (نبذات من حياة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)) وغيرها.
أما فيما يخص الدعاية بين الطلاب والمتعلمين، فيكفي استخدام الأدبيات المطبوعة. وتسعى هذه التنظيمات أن تكون حصتها أعظمية من الأدبيات الرسمية والسرية. وتاريخ الطباعة والنشر الخاص بتنظيم الأخوان المسلمين في مصر، هو مثال بارز على ذلك. فمنذ عام 1928 وهو العام الذي تأسس فيه التنظيم، استخدم الأخير بنشاط كبير إمكانيات الصحافة المتاحة. وأول ناطق رسمي باسم التنظيم، أصبحت المجلة الأسبوعية "الإخوان الحسلمون", التي صدرت في القاهرة بين عامي 1933-1938. وقبل ذلك (1928-1933) كانت تنشر مقالات حسن البنا وسواه من الأخوة في مجلات "الفتح" و"الشبان المسلمون" التي كانت تعود ملكيتها لأشخاص مقربون من التنظيم.
وقُدمت مجلة "النذير" (1938-1939) لتحل محل الدورية الأسبوعية "الإخوان المسلمون". ومنذ عام 1939 حتى 1941، وبعد فترة قصيرة من موت المصلح الإسلامي رشيد رضا، نقلت مُلكية مجلة "المنار" التي كان يترأس تحريرها إلى الإخوان المسلمين.
ومنذ عام 1942 وحتى 1948 أصدر الإخوان المصريون مجدداً الدورية الأسبوعية "الإخوان المسلمون" (فترة إصدار ثانية), وفيما بين عامي 1946 و 1948 _الصحيفة اليومية، التي كان لها نفس التسمية. ومنذ عام 1947 بوشر بإصدار مجلة "الشهاب" لصاحبها حسن البنا، التي لم تداوم على الصدور أكثر من عامٍ واحد.
في عام 1951 ظهرت إلى الوجود الدورية الأسبوعية "الدعوة"، وفي عام 1954 الدورية الأسبوعية "الإخوان المسلمون" (فترة إصدار ثالثة).
في عام 1976، وبصمت متفق عليه مع أنور السادات، أعيد إصدار مجلة "الدعوة", التي أصبحت شهرية (فترة إصدار ثانية)، إلا أنها مُنعت من الصدور في عام 1981.
ومن الأهمية بمكان هنا التأكيد على أن الإخوان المسلمين على التوازي مع صحافتهم العلنية, التي كانت تصدر باسمهم، كانوا يملكون صحافة أُخرى "شُبه علنية"، أي التي كان معروفاً أنها تُعبر عن وجهات نظر التنظيم، من قريب أو من بعيد, وكان يُسمح لها بالصدور بسبب عدم وجود صلة عملية بينة بينها وبين الإخوان. ففي بداية الأربعينات, حينما لم يكن لدى الإخوان إمكانية إصدار دورية صحفية باسمهم العلني، كانوا ينشرون موادهم في مجلات "التعارف"، و"النضال" و"الشعاع". وبعد الحرب العالمية الثانية كانت مواد الإخوان المسلمين تنشر في مجلة "الكشكول الجديد _1948" وفي صحيفة "منبر الشرق 1950-1951" وفي الدورية الأسبوعية "المباحث 1950-1951" وفيما بين عامي 1977 و 1981 كان الإخوان ينشرون موادهم في المجلة الأسبوعية "المختار الإسلامي" وفي مجلة "الاعتصام 1976-1981.
وفي خارج البلاد صدرت دوريات صحفية كانت صفحاتها مفتوحة لكتاب الإخوان المسلمين، وكانت تدخل إلى مصر بسهولة كبيرة (على سبيل المثال، تلك الصادرة في السعودية، منها الدورية الأسبوعية "أخبار العالم الإسلامي"). ومنذ عام 1981 وحتى نهاية القرن الماضي تصدر مجلة "الدعوة" في النمسا وتوزع في مصر من خلال الأقنية التنظيمية للإخوان.
وأخيراً، نحا الإخوان لاستخدام الصحافة السرية. فبين عامي 1966 و 1971 صدرت إحدى المجلات السرية التي تنطق باسم "القطبيون" (أنصار سيد قطب) _المجلة السرية "الشباب الاسلامي".