بعيداً عن طنجة !

2014-08-19
تعليقٌ بسيطٌ مني حول ملحوظةٍ وردتْ في الفيسبوك ، أثارَ ما لم أكن أتوقّعُه ، بل  أخشى أن يُحملَ التعليقُ على غير محمله ، أو أن يُحَمَّل فوق ما يُطيق .
كنت زعمتُ إن القصيدة المغربية لم تعد تقول شيئاً الآن.
وسبقَ لي أن  قلتُ إن القصيدة العربية بعامّة لم تعد تقول شيئاً الآن .
وحين سُئلْتُ مرّةً عن الحركة الشِعرية  في إنجلترا ، قلتُ : ليس في بريطانيا شِعرٌ الآن .
أظنُّ أن لي الحقّ في إبداء رأي ، وبخاصة في ما اتّصلَ بالشِعر وأهله.
لا أظنني بعيداً عن الساحة المغربية.
أنا أتابع الشِعر المغربي منذ عقود ، وقد ربطتني علائقُ حميمةٌ مع قائليه ابتداءً من المجاطي ، وليس انتهاءً بمن يحاول كتابة الشِعر من الفتيان المغاربة الآن ...
والناس يعرفون أنني منتظم الإقامة في المملكة المغربية ، وأنني اخترتُ طنجة موئلاً لي ، آتيها حين يرهقني القرُّ والثلج.
كما أن بيت الشِعر في المغرب كرّمني بجائزة الأركانة الرفيعة.
وهناك جائزة للشعراء الجامعيّين الشباب باسمي في جامعة عبد المالك السعديّ .
بل أن ما كتبتُه عن المغرب في مُجْمَل متني الشِعري يفوق ما كتبتُه عن العراق !
إلخ .
سيدة مغربيةٌ كريمةٌ قالت على الفيسبوك إن قوماً قالوا بأن هناك من يكتب لها نصوصها . أنا دافعتُ عنها ، لكني أشرتُ
إلى أن عدم التمايُزِ في النصوص عائدٌ إلى ما تمرّ به القصيدةُ المغربيةُ من أزْمةٍ . قلت : القصيدة المغربية الآن  ، لم تعد تقول شيئاً .
الفنّ ، معارِضٌ بطبيعته .
والشِعرُ فنّ .
وحين يكون الشِعرُ بين وطأتَينِ : المخزن والخليج ...
ينتفي الشِعر .
لأن مبدأ المعارَضة انتفى ضمناً .
*
آمُلُ في أن يتخلّص الشِعرُ في المغرب ممّا يكبِّلُه ، ويعود إلى سمائه الحرّة .


لندن  13/10/ 2013


سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved