عبد الأله أحمد ومنهجية الإتصال بين التاريخي والنقدي

2014-02-27
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/a9b096da-f949-4667-a6f3-c74f46d043a8.jpeg سيكون كلامي وجيزا جدا وهو أشبه بطواف حول كتابين للناقد عبد الأله أحمد :


*الأدب القصصي في العراق،

منذ الحرب العالمية الثانية

اتجاهاته الفكرية وقيمه الفنية.

*في الأدب القصصي ونقده

وكلامي سيتنقل بين الكتابين،حسب ضرورة ورقتي المشاركة..

في مقدمة كتابه (الأدب القصصي في العراق منذ الحرب العالمية الثانية/الجزء الاول) والكتاب نفسه هو رسالة الدكتوراه التي نالت

مرتبة الشرف الأولى في جامعة القاهرة بتاريخ 14آذار 1976..

يعلن الباحث ان منهجه البحثي هوالجمع( بين المنهج التاريخي والمنهج النقدي)..والناقد هنا،يعيدني كقارىء منتج الى أتصالية الصعود المتزامن لكل من الرواية الأوربية وعلم التاريخ في القرن

التاسع عشر..رغم ان الرواية العربية مع بدايات القرن العشرين تزامنت،دون ان يزامنها صعود في(علم التاريخ) أو في غيره من العلوم،هذا الأمر جعل الرواية العربية تولد في(شرط غير روائي) لم تنجز فيه البرجوازية العربية ثورتها /حسب د.فيصل دراج(3)

بخصوص الناقد عبد الأله أحمد،نلاحظ انه لايحيلنا الى تعريف معين للمنهج التاريخي وحسب جيرار جينيت(التاريخ منهج يتلاءم مع كل الموضوعات على أختلافها،وبالتالي فهو يتلائم مع الأدب).وبالنسبة لي كقارىء منتج أتساءل حين يؤرخ اي باحث لفترة أدبية،كم نسبة أتصاليته مع سلطة المؤرخ؟ فالمتعارف عليه ان الأدب له خصوصياته وهذه الخصوصية،هي التي تحصنّهُ من ان يكون نتاجا تاريخيا،بمفهوم علوم التاريخ،ومن ناحية أخرى فأن العمل الأدبي،له أستقلاليته التي تجعلهُ مختلفا حتى عن مجموع مصادره وتأثيراته ونماذجه حسب كليمان موازان(4) أما بالنسبة للمنهج النقدي فالباحث يحدد المنهج النقدي ( في جميع دراستنا لأنتاج القصاصين،الساذج أو الفني منه،حاولنا ان نعتمد جهد الامكان،المنهج الوصفي الذي يسعى الى الوقوف عند العمل القصصي،ليتعرف على خصائصه الفنية والفكرية،كما يعكسها هذا العمل بالضبط/ص14)(5)، ثم يبرر الناقد سبب أستعانته بهذا المنهج :(لأن هذا المنهج في أعتقادنا ،يتيح لنا فهما أدق لطبيعة الطرق الفنية التي أستخدمها القصاصون العراقيون ،كما يكشف لنا عن مستواهم الفني وما أضافوه من جديد في تاريخ هذا الفن في العراق وهو في الوقت نفسه ،يجنبنا أمتحان انتاج هؤلاء القصاصين بمنظور فني مستمد من أنتاج قصصي أكثر تطورا، لايمكن تحمله دون تعسف كبير يجور عليه )(6) .ثم يخطو الباحث نحو القارىء خطوة منهجية الى الامام في قوله( هذا المنهج يقف موقفا حذرا،فيحاول ان ينظرجهده الى النتاج القصصي نظرة نسبية،تسعى الى ان تستوعب واقع الفترة الزمنية التي كتب فيها،ومستوى ثقافة كتابه،الذين تحكمت فيهم الى حد بعيد طبيعة الظروف الموضوعية/ص7)..وفي كتابه(في الأدب القصصي ونقده) يعلن الناقد عن جهده..(..محاولة لرصد الحركة النقدية التي صاحبت القصة العراقية في فترة محدودة من تأريخها تقع بين 1908و 1939ومن هنا فأن منهجه هو منهج تاريخي،يريد ان يتتبع هذه الحركة كظاهرة أدبية،في نشأتها وتطورها،محاولا في الوقت ذاته أن يستخلص بعض النتائج المهمة في تأريخ هذا اللون من النقد في العراق/ص13)(7)..نلاحظ ان ما سيقوم به الناقد هي عملية مسح وأرشفة لما جرى..وفي بحثه(الأدب القصصي في العراق منذ الحرب العالمية الثانية)،يجعل من الحرب العالمية الثانية،نقطة البدء..ولايجعل لبحثه نقطة نهاية،حتى وان توقف البحث عند أوائل الستينات،/ص9..وبخصوص المنهج التاريخي سيكون التاريخي مرتهنا بالتحقيب،والمشار اليه في قوله( واقع الفترة الزمنية التي كتب فيها..) والتحقيب يعني ايضا الشرط الموضوعي في المعادلة،يقابله الشرط الذاتي والمتمثل

بمنتج النص..(مستوى ثقافة كتّابه) والمستوى يشمل المادة الخام لإنتاج النص وكيفية إشتغالها..يركز الناقد في كتابه (في الأدب القصصي ونقده )،على براءة اختراع تعود له وهو أجتراحه لمصطلح(النقد القصصي) موضحا(مدى دقة أختيارنا لمصطلح النقد القصصي) ثم يفسر لنا المصطلح ذاته..(..ينصرف هذا المصطلح الى ماتنهض به القصص عادة من نقد لنواحٍ تتصل بالحياة حولنا/ص5 /في الأدب القصصي ونقده )


*ملاحظات حول(في الأدب القصصي ونقده)

سنّركز على أهم ماجاء في هذا الكتاب..

*غياب الناقد الأدبي العراقي..

لايستهين الناقد بالمحاولات النقدية التي زاولها الأدباء العراقيون،لكن هذه المحاولات كانت متشعبة ومتنوعة،ولم تنجب(ناقدا أدبيا متخصصا واحدا،مقارنة بالعدد الوفير من النقاد العرب الذين لعبوا دورا كبيرا في النهضة الأدبية الحديثة/ص11)..وهذا الغياب سيؤدي الى غياب الاتجاه النقدي كما يرى الناقد عبد الأله أحمد،وفي الحاشية المثبتة في ص12،يبرر ذلك ان الغياب مرتهن بالبنية الاجتماعية آنذاك..(أن مسألة تخلف النقد الأدبي في العراق ترتبط الى حد كبير بواقع تخلف العراق الاجتماعي والسياسي والفكري..)...أرى هنا الناقد عبد الأله أحمد ينتهج نقديا المنهج الاجتماعي،وليس المنهج التاريخي والنقد الوصفي..

*لاتزامن بين النص الأدبي والنقد

يعزو الناقد عبد الأله أحمد،ضعف النقد الادبي،الى(عجزه عن مواكبة الأدب العراقي الحديث في أتجاهاته وتياراته المختلفة شعرا ونثرا/ص12)

*الخطوة النقدية الأولى

يرى الناقد هنا ان الكتابة من داخل التجربة،هي الخطوة النقدية الاولى،ثم ينتخب أمثلة نقدية أنتجها قصاصون وهم:

*الروائي العراقي هو أفضل من توصل لفهم العملية النقدية من الداخل/ محمود أحمد السيد/أنورشاؤل/عبد الحق فاضل

*محمود أحمد السيد في مقالته( فجر القصة في العراق)

ويرى الناقد عبد الأله أحمد في هذه المقالة( تعد من خيرة المقالات التي كتبت في النقد القصصي طيلة الثلاثينات ولمدة طويلة وسيقوم السيد بنقد تطبيقي..

*وعلى منوال السيد،سيقوم أنور شاؤل بنقد تطبيقي على رواية(جلال خالد)للروائي محمود أحمد السيد..

ويرى عبد الأله أحمد في كتابة شاؤل( من أنضج الملاحظات النقدية التي كتبت حولها.وهي لذلك من المقالات المهمة في تأريخ النقد القصصي في العراق،التي حاولت ان تنهج نهجا نقديا ينطلق من أسس فنية،يخضع العمل القصصي له/ص29)

*ملاحظات حول المنهج التاريخي:

*نتوقف عند المنهج التاريخي،هناك من ينظر إليه عبر المناهج الدلائلية والشكلانية والبنيوية، لذا يراه منهاجا غير صالح للأستعمال..وسبب هذه الرؤية يعود الى قصور في متابعة..(التنظيرات والتوجهات والمكاسب الجديدة التي أصبح يضطلع بها البحث العلمي في تاريخ الأدب في أوربا وأمريكا/ص15)..والمنهج الذي ألتزمه الباحث،لم يكن الإبن المدلل نقديا ،فقد عانى هذا التوجه من عسف وأهمال/9ص.إضافة ان معاصرة الطرفين أي الناقد والنصوص المنقودة،تتسبب في تعطيل ما يشترطه البحث الاكاديمي من موضوعية،لكن الناقد عبد الأله

سعى الى توظيف ذلك في صالح العملية النقدية( لايمكن في تقديرنا ان نقلل من أهمية بحث باحث لفترة زمنية عاشها وخبرها جيدا.اذ ان هذه المعاصرة تتيح له،فيما تتيح ان يتعرف عميقا على الكثير من الأسباب والعوامل التي أدت الى مايواجهه من ظواهر في مجرى البحث/15-16)

*في بحثه (الأدب القصصي..منذ الحرب العالمية الثانية)..يخصص

الباحث ثلث الكتاب في قراءة البنية الاجتماعية للمجتمع العراقي بتراتبيتها الاقتصادية/ السياسية/ الأيدلوجية..وهو بهذا يسلط الضوء،على ماقبل كتابة النص،هذا الماقبل الذي يشكل القوة الدافعة لإنتاجية النص بتنويعاته الاجناسية..والناقد يشخص العلاقة الطردية المؤدية الى التخلف المزدوج في قوله..

(ولم يكن ممكنا لهذا الاتجاه الواقعي أن يبرز قبل هذه الفترة في الأدب القصصي،بسبب تخلف العراق الاجتماعي والفكري في مطلع نهضته الحديثة،لذلك كان ماكتب في الأدب القصصي في العراق،طيلة الفترة الاولى من العشرينات،ومنه إنتاج محمود أحمد السيد القصصي في الفترة من حياته الأدبية في أوائل العشرينات

لايتجاوز هذا النمط من القصص الرومانسي الساذج الذي يسعى الى تقليد روايات الغرام والمغامرات أو روايات وقصص المنفلوطي وجبران وهو نتاج يخلو من القيم الفنية ويتسم بعاطفية مسرفة لاتشف عن نضج فكري/185/الأدب القصصي في العراقمنذ الحرب العالمية الثانية) كقارىء منتج لاأجد منهج النقد الوصفي،بل الناقد هنا يغترف من المنهج الاجتماعي وتحديدا مفاهيم ماكان يسمى ب(المادية التاريخية) وفق الفكر الماركسي.وفي تناوله لجهود القاص والروائي ذو نون أيوب،يكرس فصلا كاملا عن جهوده( 195-269) متنقلا من مؤثرات الفكر التقدمي على أيوب،وكيف استعمل الأدب لبث رسالته السياسية،ومشاركة أيوب في المجلس النيابي،ثم ماتعرض له أيوب من أخفاقات ادت الى مغادرته الوطن،هذه المغادرة التي ادى الى تعميق الوعي القصصي لديه والذي جسدته (قصص من فينا) حيث مكث في فينا اربع سنوات..

خلاصة ....بصيغة تساؤل نقدي:

*هل أقترب الناقد عبد الأله أحمد في نتاجاته من كتابة..(تاريخا تأريخيا حقيقيا) وفق مفهوم(دانييل مونيه/1940)..الذي يعني..(ان تاريخا تأريخيا حقيقيا،يعني تأريخا لأدب من الآداب في عصر معين وفي علاقاته مع الحياة الاجتماعية لذلك العصر،لكن لكتابته،ينبغي إعادة تكوين الوسط والتساؤل،عمن يكتب؟وإلى من؟ من يقرأ ولماذا؟/82/ كليمان موازان)..

*اشارة..

كان من المفترض ان يكون هذا البحث ورقتي المشاركة،في الجلسة النقدية ضمن

فعاليات (بغداد عاصمة الثقافة العربية)..لكن ظرفا شخصيا حال دون سفري الى بغداد للمشاركة..

*ثبت..

1- د.عبد الأله أحمد/الأدب القصصي في العراق منذ الحرب العالمية الثانية/ الجمهورية العراقية/وزارة الاعلام/بغداد/سلسلة دراسات/1977/ط1

2- د.عبد الأله أحمد/ في الأدب القصصي ونقده/ وزارة الثقافة والاعلام/ دار الشؤون الثقافية/ بغداد/1993

3- د.فيصل دراج/الرواية وتأويل التأريخ/المركز الثقافي العربي/بيروت/ ط1/2004

4- كليمان موازان/ ما التاريخ الادبي؟/ترجمة وتقديم د.حسن الطالب/دار الكتاب الجديد المتحدة/بيروت/ط1/ 2010

5- د.عبدالأله أحمد/ الأدب القصصي...منذ الحرب العالمية الثانية/

6- المصدر السابق

7- د.عبد الأله/ في الأدب القصصي ونقده

8- كليمان موازان/ ما التاريخ الادبي؟/


مقداد مسعود

مقداد مسعود (من مواليد 15 أكتوبر 1954م البصرة، العراق)، هو شاعر وناقد عراقي بدأ النشر منتصف السبعينات من القرن العشرين ولدَ في بيتٍ فيه الكتب  أكثر من الأثاث . في طفولته كان يتأمل عميقًا أغلفة الكتب، صارت الأغلفة مراياه، فعبر إليها وتنقل بين مرايا الأغلفة، وحلمها مرارًا . في مراهقته فتنته الكتبُ فتقوس وقته على الروايات، وقادته إلى سواها من الكتب، وها هو على مشارف السبعين في ورطته مع زيت الكتب وسراجها بقناعة معرفية مطلقة

مؤلفاته
الزجاج وما يدور في فلكه
المغيب المضيء
الإذن العصية واللسان المقطوع
زهرة الرمان
من الاشرعة يتدفق النهر
القصيدة بصرة
زيادة معني العالم
شمس النارنج
حافة كوب ازرق
ما يختصره الكحل يتوسع فيه الزبيب
بصفيري اضيء الظلمة
يدي تنسى كثيرا
هدوء الفضة
ارباض
جياد من ريش نسور
الاحد الاول
قسيب
قلالي

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved