منذ أواخر عام 1958، تناهت إلى مسامع الكثيرين، أغنية بدت متميزة في كل ما تحمله، فهي تأخذ المستمع إلى عالمها الرحب دون امتناع، فاللحن هاديء وشجي وصوت المغني مفعم بالحنين، لتتصاعد التساؤلات عن اسم هذه الفرقة وسر هذه القوة والثقة التي تؤدي بها مثل هذا اللحن الممتاز ؟
إن إغنية "الأجنحة المتكسرة" أو "بروكن وينجز"* كانت خير تعريف بقريق الروك الجديد (1985) " مستر مستر" وصعدت به نحو عوالم أكثر علواً وأكثر بهاءً، ومن ثم تتضح صورة هؤلاء الأربعة عبر مجموعة غنائية جيدة حملت اسم "مرحبا بكم إلى العالم الحقيقي".
ليس سرا إن الأغنية تضمنت عمقا روحيا في نص كتبه جون لانغ إعتمادا على النص الروائي الملهم لجبران خليل جبران وبالعنوان ذاته الذي جاءت عليه الأغنية، ومن هنا كان تأثيرها الساحق مع إنها كانت لفريق شبه مغمور . وزاد اللحن الأصيل والقوي من ذلك التأثير :
خذ هذه الأجنحة المتكسرة
وتعلّم الطيران مرة أخرى، تعلّم أن تعيش حرا
عندما نسمع الأصوات تغني
كتاب الحب سوف يفتح ودعونا نكون فيه
خذ هذه الأجنحة المتكسرة
جبران خليل جبران (يمين) والفريق الغنائي الأميركي في أغنية "الأجنحة المتكسرة"
تلك الأغنية التي ترددت أصداؤها العميقة أول مرة في بغداد العام 1968 عبر أثير إذاعة "بغداد أف أم" ما لبثت أن صارت واحدة من أغنيات العالم الأكثر شهرة، وتذاع حتى يومنا وهي تحتفظ بكامل تأثيرها المدهش .
أحد أبرز اعضاء الفريق، ستيف جورج، يقول ردا على سؤال حول ( نجومية ) الفريق في عالم الروك :
"نحن نشق طريقنا في هذا العالم الصاخب بالطريقة التي نحاول تأسيسها ونعرفها جيداً، وقبل كل شيء نحن موسيقيون والروك تأتي همومه بعد هذا الاعتبار والعالم الحقيقي الذي ندعو اليه" .
طلباً للرحمة الآلهية
وموسيقى الفريق تنشط في أنواع عديدة من الأشكال والتعابير فمن لحن "الأجنحة المتكسرة" الذي يضج بعاطفة ورقة بالغة، إلى الاستعانة بالايقاع السريع الحيوي ليقدم الفريق عبره رمزا لاتينيا لما يشبه القداس القديم وكان بعنوان "كيري أليسون"، وفيها طلب للرحمة الالهية. وإذ يجد الفريق لمحة تعبيرية تمنحه عبر تلقائيتها وبهجتها فرصة للوصول إلى أصدقاء جدد فهو يجدد تلك اللقاءات المتدفقة مع أغنيته التالية "أهو الحب؟ ... إز إت لوف" وفيها يجد الحب ايماءاته الشفيفة .