بلقيس اليمن الجديد..ممن يحملن نصف السماء»!\ لا

2012-09-24

 قادت كرمان أولى المظاهرات التي شهدها حرم جامعة صنعاء ضد حكم علي عبد الله صالح . وقد ظهرت باعتبارها واحدة من قادة الحركة الاحتجاجية التي لا تزال مستمرة حتى الآن، وظلت  الصحفية والناشطة السياسية تقضِ مضجع الحكومة اليمنية بدعوتها المتواصلة إلى التظاهر ضد حكم الرئيس علي عبد الله صالح، رغم أن بعض قادة المظاهرات الطلابية في اليمن اتهموها بأنها تريد "اختطاف حركتهم" لتحقيق مطامح شخصية ...

في يناير/ كانون الثاني الماضي أعتقلت السلطات اليمنية كرمان لمساهمتها في الإعداد للمظاهرات المضادة للحكومة ودعوتها للخروج في احتجاجات تشبه ما حدث في تونس .

هي قيادية بارزة في الثورة الشبابية الشعبية، ترأس جمعية "صحفيات بلا قيود" وعرفت بنشاطها الصحفي، حيث كتبت مقالا تحليليا مطولا في صحيفة الغارديان البريطانية خلال الحركة الإحتجاجية في اليمن .

تواصلت كرمان الإنخراط في العمل السياسي اليومي، حيث اجرت في سبتمبر/ أيلول الماضي مشاورات مع قيادات في الحراك الجنوبي بمحافظة حضرموت والشخصيات القبلية والتجارية لوضع خطة تصعيد ثوري بالمدينة، وقالت في مقال لها :"ثورتنا تفعل ما لا يستطيع صالح فعله وهوتوحيد اليمن، إن نضالنا من أجل الإطاحة بالرئيس قد يجلب الإستقرار والسلام لبلاد مزقها الصراع، وهذا سيكون إنجاز تاريخي بحق  ."

"يضاف الفوز بجائزة نوبل للسلام لسيرة كرمان باعتبارها أول امرأة عربية تتلقى هذه الجائزة .

تبلغ توكل كرمان، الفائزة بجائزة نوبل للسلام لعام 2011 بالمشاركة مع رئيسة ليبيريا الين جونسون سيرليف والناشطة الليبيرية ليما غبوي، 32 عاما من العمر وهي أم لثلاثة اطفال وعضو في حزب الإصلاح الإسلامي المعارض .

ولدت توكل عبد السلام خالد كرمان (أو توكل كرمان كما اشتهرت إعلامياً) (7 فبراير 1979 بمحافظة تعز، اليمن -) كاتبة، صحافية، رئيسة منظمة صحفيات بلا قيود وناشطة حاصلة على جائزة نوبل للسلام في 2011، وكانت قبل ذلك أديبة وشاعرة . وهي أحد أبرز المدافعات عن حرية الصحافة وحقوق المرأة وحقوق الإنسان في اليمن وبرزت بشكل كبير بعد قيام الإحتجاجات اليمنية 2011 . وهى عضوة مجلس شورى (اللجنة المركزية) لحزب التجمع اليمني للإصلاح اللقاء المشترك الذي يمثل تيار (المعارضة) .

تنحدر كرمان من أسرة ريفية، من منطقة بني عون مخلاف شرعب في محافظة تعز، وفدت أسرتها مبكرا إلى العاصمة صنعاء مهاجرة من محافظة تعز، تبعاً لعمل والدها القانوني والسياسي المعروف عبد السلام كرمان . تخرجت من جامعة العلوم والتكنولوجيا في صنعاء بكالوريوس تجارة عام 1999، وبعدها حصلت على الماجستير في العلوم السياسية ونالت دبلوم عام تربية من جامعة صنعاء، ودبلوم صحافة استقصائية من الولايات المتحدة الأمريكية .

عرفت بشجاعتها وجرأتها على قول الحق ومناهضة انتهاكات حقوق الإنسان والفساد المالي والإداري، ومطالبتها الصارمة بالإصلاحات السياسية في البلد، وكذلك بعملية الإصلاح والتجديد الديني، كانت في طليعة الثوار الذين طالبوا بإسقاط نظام علي صالح بدعوة مبكرة بدأت في العام 2007 بمقال نشرته صحيفة الثوري وموقع مأرب برس، دعت فيه توكل كرمان إلى إسقاط النظام اليمني بشكل صريح .

ترأس منظمة صحفيات بلا قيود، شاركت في الكثير من البرامج والمؤتمرات الهامة خارج اليمن حول حوار الأديان، والإصلاحات السياسية في العالم العربي، وحرية التعبير، ومكافحة الفساد، عضوة فاعلة في كثير من النقابات والمنظمات الحقوقية والصحفية داخل وخارج اليمن .

حازت توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام للعام 2011 بالتقاسم مع الرئيسة الليبيرية إلين جونسون سيرليف والناشطة الليبيرية ليما غوبوي، وبهذه الجائزة أصبحت توكل أول امرأة عربية تحصل على جائزة نوبل . وحصول الناشطة اليمنية توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام هو صورة أخرى للتحولات الكبرى التي تعيشها اليوم منطقتنا العربية . فبالإضافة إلى أنها أول امرأة عربية تحصل على نوبل للسلام فهي أيضاً أصغر من حصل على هذه الجائزة في تاريخ نوبل .

اختارتها مجلة التايم الأمريكية في المرتبة الأولى لأكثر النساء ثورية في التاريخ، واختارها قراء مجلة التايم الأميركية في المرتبة 11 في تصويت قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم 2011 كما تم تصنيفها ضمن أقوى 500 شخصية على مستوى العالم، حصلت على جائزة الشجاعة من السفارة الأمريكية وتم اختيارها كأحد سبع نساء أحدثن تغيير في العالم من قبل منظمة مراسلون بلا حدود .

تم تكريمها كأحد النساء الرائدات من قبل وزارةالثقافة اليمنية . وتم اختيارها في المركز الأول ضمن قائمة افضل 100 مفكر في العالم من قبل مجلة فورين بوليسي. حصلت على كثير من التكريم من قبل مؤسسات ومنظمات مجتمع مدني محلية ودولية .

كتبت مئات المقالات الصحفية في العديد من الصحف اليمنية والعربية والدولية، كان أهمها ماكتبته في عام 2006، و2007، من دعوة مبكرة لإسقاط نظام صالح، ودعوتها له للخروج من السلطة .

أخرجت العديد من الأفلام الوثائقية حول حقوق الإنسان والحكم الرشيد في اليمن منها فيلم «دعوة للحياة» حول ظاهرة الإنتحار في اليمن، وفيلم «المشاركة السياسية» للمرأة في اليمن، وفيلم «تهريب الأطفال» في اليمن .

ساهمت في إعداد تقارير عديدة حول الفساد في اليمن لصحفيين لمناهضة الفساد، والشبكة اليمنية لحقوق الإنسان . وحول حرية التعبير والحريات الصحفية في اليمن، وكذلك شاركت في وضع الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان والإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد .

قادت العديد من الإعتصامات والتظاهرات السلمية والتي تنظمها اسبوعياً في ساحة أطلقت عليها مع مجموعة من نشطاء حقوق الإنسان في اليمن اسم ساحة الحرية - وذلك قبل بداية الثورات العربية - وأضحت ساحة الحرية مكانا يجتمع فيه عديد من الصحفيين ونشطاء المجتمع المدني والسياسيين وكثير ممن لديهم مطالب وقضايا حقوقية بشكل اسبوعي . فقادت أكثر من 80 اعتصاما في 2009 و 2010م للمطالبة بإيقاف المحكمة الإستثنائية المتخصصة بالصحفيين، وضد إيقاف الصحف، وضد إيقاف صحيفة الأيام، ولا زالت الإعتصامات مستمرة و5 اعتصامات في 2008 ضد إيقاف صحيفة الوسط، 26 اعتصام في عام 2007 للمطالبة بإطلاق تراخيص الصحف وإعادة خدمات الموبايل الإخبارية . وشاركت في العديد من الإعتصامات والمهرجانات الجماهيرية في الجنوب المنددة بالفساد على رأسها اعتصام ردفان، الضالع، كما أعدت العديد من أوراق العمل في عديد من الندوات والمؤتمرات داخل الوطن وخارجه حول حقوق المرأة، حرية التعبير، حق الحصول على المعلومة، مكافحة الفساد، تعزيز الحكم الرشيد . وتعد توكل كرمان أول من دعت إلى يوم غضب في 3 شباط/فبراير المماثل للثورة المصرية في عام 2011م المستوحاة من الثورة التونسية .

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/c757e31b-44dd-424e-8058-215948bb75cf.jpeg

إنها مثال لما يمكن للمرء إنجازه عندما يكون على يقين تام بقضيته وإيمان صادق بقدراته . ومن قال أن المرأة في الجزيرة العربية قاصرة عن التأثير و القيادة ؟ في الجانب المغيب من تاريخ الجزيرة العربية، لا تخلو تجربة مماثلة لنساء ملهمات ومؤثرات في الحروب والسلم والقيادة والشعر والإنجاز . إننا حينما نغيب المرأة عن أي مشهد فكأنما نخسر -عن جهل - نصف (أو أكثر) طاقاتنا ونهدر - عن عناد - نصف (أو أكثر) ثرواتنا وإمكاناتنا . هذه الشابة اليمنية جديرة بما حازت عليه من جوائز وتقدير واعتراف . ومثلما ضربت لنا مثالاً بإنجازها فهي كانت وما زالت تبهرنا بوعيها وخطابها وفهمها لظروف التغيير في محيطها . إنها من جيل يصنع مستقبل أوطانه !.
و هي - كما قال رئيس جائزة نوبل - في صف النساء اللاتي «يحملن نصف السماء»!

عالية كريم

رئيسة تحرير "معكم"

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved