المناطق الفلسطينية حبلى بالأحداث اليومية، وهجمات المستوطنين واعتداءاتهم على الفلسطينيين باتت حدثاً يومياً، ومقاومة أهل برقة وأخواتها، وقبلها بلدة بيتا أيقونة مقاومة الاستيطان، غدت العناوين العريضة لنشرات الأخبار ووسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والعالمية .
ما يجري في الأراضي الفلسطينية هي جرائم احتلالية ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، والحكومة الإسرائيلية توفر الحماية لعصابات المستوطنين في هجماتهم المتواصلة على أبناء شعبنا الفلسطيني وعلى أراضيهم واتلاف محاصيلهم الزراعية، واستهداف الشبان الذين يواجهون عنف هؤلاء المستوطنين وإطلاق النار عليهم، حيث استشهد أكثر من 80 فلسطينيًا منذ بداية العام الجاري في الضفة الغربية برصاص سلطات الاحتلال الإسرائيلي .
لقد فتحت بلدة برقة باب المقاومة واسعًا، وقادت هبة شعبية ضد الإرهاب الاستيطاني، وأشعلت محيطها، وقلبت الموازين، وغيرت المشهد الفلسطيني، ورسمت معادلة مواجهة جديدة، وشكلت تجسيدًا حيًا واستحضارًا لروح الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي انفجرت في العام 1987، وبثت روح المقاومة في نفوس وصدور الجماهير الفلسطينية ومنحتها طاقة جبارة هائلة لتحدي عصابات المستوطنين، ما جعل وفرض على سلطات الاحتلال منع وصول المستوطنين لمستوطنة حومش خشية على حياتهم .
برقة عصية على الكسر، وتحولت لنموذج ورمز للنضال والمقاومة ومواجهة المستوطنين، وصارت بؤرة حدث، ولا تقل أهمية عن بيتا وغيرها من القرى الفلسطينية التي لبت النداء والسير على خطى المقاومة .
ما يجري على الأرض يتطلب ردود فعل أكثر حزمًا وشدة في التعامل مع اعتداءات المستوطنين وعدم التراخي معها لخطورتها، ولا يمكن أن تظل السلطة الفلسطينية صامتة ومتفرجة، والاكتفاء بإصدار بيانات شجب وإدانة، بل عليها التحرك من أجل توفير الحماية للدولية للشعب الفلسطيني ووقف الانتهاكات الاحتلالية والقيام بخطوات عملية للتصدي لعربدات المستوطنين وجرائم الاحتلال، والعمل على تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية .