بينَ المواطنةِ واللّجوء خيطُ كذبة!

2011-08-20
بعيدً//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/253fe887-3a53-4560-be02-400242c38760.jpeg ا عن يوم اللاّجئ العالميّ الذي يُصادف تاريخ 20-6 مِن كلِّ عام، بدا عام 2011 وكأنّه يأخذ المنحى الاستباقيّ عن غيره من الأعوام التي أحيى بها العالمُ هذا اليوم، كتعبير عن الضميرِ المتستّرِ وراءَ دبلوماسيّة التعايش مع الظرف والحدث والمكان والزمان، ومع حالةِ النّزوح التي تشهدُها شعوبُنا العربيّة عن بلدانها، في قطاعاتٍ كبرى شهدت تغيّرات ومتغيّرات استبقت الاحتفال السّنويّ لبعض بلدان إفريقيّة دأبت عليه منذ عشراتِ السّنين.
اللاّجئون!
هُم مَن تُشرّدُهم الطّرقُ رغمًا عن إراداتِهم مِن قراهم ومدنِهم، وتؤدّي الصّراعاتُ وممارساتُ الاضطهادِ إلى تشتيتِ شمْل أُسَرِهم!
فهل هروب رؤوس الأموال العربيّة إلى خارج أوطانها، طمعًا في الاستقرار والبحث عن البيئة المناسبة للاستثمار، يدخلُ في إطار اللّجوء؟
ما الفرق بين اللّجوء الاقتصاديّ وبينَ اللّجوءِ السّياسيّ؟
المفوضيّة العليا للأمم المتحدة جسمٌ دوليٌّ معترفٌ به عالميًّا لرعاية المُهجّرين؛ تعملُ على احتضانِ اللاّجئين ومعالجةِ قضاياهم ، وتوفير أبسط الحقوق الأساسيّةِ والمتطلّباتِ الإنسانيّة، لضمان الحمايةِ الدّوليّةِ للاّجئين في كافّةِ أنحاءِ العالم، وإيجادِ الحلول المؤقّتة لمشاكلِهم!
لكن؛ هل تمكّنت المفوضيّةُ فعلاً مِن استيفاءِ شروطِ الرّعايةِ ولكافّة اللاّجئين؟
وماذا عن 1.2 مليون لاجئ أفغانيّ فرّوا إلى دولٍ ناميةٍ مثل باكستان، وليس فيها وسائل رسميّة لحمايتهم؟
وكيف ستعالجُ مفوّضيّة الأمم المتحدة شؤونَ اللاّجئين الجُدد من عالمنا العربيّ، الّذين فرّوا من دمارِ الصّراعاتِ الدّاخليّةِ والانقسامات الحزبيّة والجغرافيّة؟
لماذا يُقيمونَ يومَ اللاّجئ العالميّ؟
هل هو ذكرى العار الإنسانيّ، والتّذكير بالمواجع المأساويّة والأحزان البشريّة، أم محاولةٌ للملمةِ الماضي العاثر في ثوبِ استقرارٍ جديد؟
هل هو احتفالٌ بعزيمةِ المضطهَدين اللاّجئين لإقبالهم على الحياة، وانتصارهم على الاضطهادِ والمضايقاتِ والمصاعب؟
هل يهدف إلى زيادةِ التوعيةِ عندَ اللّاجئين، وإتاحةِ فرَصِهم في الخلاص؟
هل يحاولُ إبرازَ أسبابِ اللّجوءِ وعلاجِها على المدى البعيد؟
إذًا؛ كيف نفسّر الازديادَ المطّردَ لعدد اللاّجئين في العالم؟
ما هي أسبابُ اللّجوءِ الدّوليّ؟ ومَن هي شرائحُ اللاّجئين الدّوليّين؟
كيف يحتفلُ اللاّجئون الفلسطينيّون في الشّتات بذكرى يوم الأرض، الّتي تصادف في 30-3 مِن كلّ عام؟
ماذا يمكن تسميةُ هجرة العائلات التّجاريّة ورجال الأعمال، الّذين سعَوْا إلى نقل مزيد من ثرواتهم الشّخصيّةِ إلى ملاذاتٍ وأصول آمنة خارجيّة، بعدَ موجةِ الاضطرابات الأخيرة التي اجتاحت الدّول العربيّة وبعض الدّول الخليجيّة؟

صحيفةُ "القبس" الكويتية كشفت عن حجم المبالغ نقلاً عن صحيفة "الفايننشيال تايمز" البريطانيّة يوم 26-3-2011، وقالت أنّ حجمَ الأصول السّائلة للمستثمرين الأفراد الخليجيّين 1200 مليار دولار، وفق تقرير لمؤسسة بوز آند كومبني، ومعظمها يُدار مِن قِبل شركات خاصّة، تديرُ استثمارات وأموال عائلةٍ ثريّة واحدة، تُعرف بـ "مكاتب عائليّة" لتجّار الخليج!
دوافع عديدةٌ تضطرُّ اللاّجئينَ إلى مغادرةِ بلادِهم، واللّجوءِ إلى بلدٍ آخرَ يحميهم ممّا يُهدّدُهم إمّا؛ عِرقيًّا، دينيّا، وطنيًّا، اجتماعيًّا، بسبب الجنسيّة وغيابِ العدالةِ والتّهميش، أو بسبب الانتماء لفئةٍ اجتماعيّةٍ معيّنة، أو لحزبٍ وخطٍّ سياسيٍّ مُعارض، أو بسبب التّغيّر البيئيّ وتضاؤل المواردِ الطّبيعية، أو بسببِ الفرار مِنَ القتال في مناطق النّزاع المسلّح، كما حدثَ في المملكة المتحدة، و 74% ممّن طلبوا اللّجوءَ إلى أوروبّا والولايات المتحدة، أتوْا مِن بلادٍ تُعاني مِن مشاكلِ النّزاع المسلّح!
نجدُ ثلاثةَ أنواع مِن اللّجوءِ الدّوليِّ الرّسميِّ المشروط:
لجوءٌ سياسيّ: الشّخصُ يترك بلدَهُ لأسباب سياسيّةٍ واضطهادٍ وتهديدٍ بسببِ معارضتِه السّياسة القائمة، ويحصلُ على جنسيّةٍ تمكّنُهُ مِن حرّيّةِ السّفر إلى أيّ بلدٍ سوى بلده.
لجوءٌ دينيّ: أي اضطهادٌ دينيٌّ وطائفيٌّ يهدّدُ كيانَهُ وحياتَه.
لجوء إنسانيّ: يحصلُ اللاّجئُ على جنسيّةٍ تُمكّنُهُ مِنَ السّفر إلى بلدِهِ وأيّ بلد، لأنّ الأسبابَ بعيدةٌ كلّيًّا عن السّياسة والدّين، والنّزوحُ قسريٌ لأسبابٍ اقتصاديّة، عدم توفّر حياةٍ كريمةٍ في ظلّ تدهور الوضع الأمنيّ، أو بسبب التّهجير والحرب والفقر، أو الهرب مِن مخاطر كوارث طبيعيّة كالزّلازل والبراكين والهزّات الأرضيّة!
إذا كانتِ الحروبُ البشريّة والطّبيعيّةُ تتركُ الانسانَ مُشرّدًا محطّمًا على حافّةِ ضياعٍ، بينَ الحاضر المأساويِّ وبين المستقبل المجهول، فهل اللّجوءُ الدّوليُّ يؤمّنُ وطنًا آخرَ للمُهَجَّر، يوطّدُ شعورَهُ بالأمان والاستقرار، وتخطّي شعورِهِ بالضّياع؟
هل مِن فروق بين لاجئٍ وطالبِ لجوء؟ وهل كلُّ مَن فرَّ مِن بلدِهِ إلى بلدٍ آخر يدعى لاجئًا؟ وهل من شروطِ انتسابٍ لتعبئةِ طلبِ اللجوء؟
كم تشكّلُ نِسبُ اللاّجئين في كلِّ فئةٍ وأخرى؟
90% من ضحايا الحروب والنّزاعات هم مدنيّون، يفرّون تحت ظروفِ القصفِ والخوفِ واستحالة الاستمرار في البلد الأمّ، بحثا عن مأوى آمن، وقد بلغ عددُ اللاّجئين الرّسميّ زهاء 42 مليونًا، بزيادة مقدارها 20 مليونَ لاجئٍ خلال أقلّ مِن عشرة أعوام!
هل يتمكّنُ اللاّجئون مِن التأقلم والاندماج في أوطانٍ جديدة، رغمَ ما لديها مِن ثقافةٍ وعاداتٍ مغايرة ولغةٍ مختلفة وظروفٍ أخرى؟
وهل يمكنهم حقّا الالتزامَ بقوانين الوطن الجديد برضا، بعد الحصول على الجنسيّة؟
ما الّذي يدفعُ الدّول الغربيّة المتسبّبة بالحروب والنّزاع بشكلٍ ما، وفي شقاءِ الأبرياء من أبناء الإنسانيّة في مناطق العالم، إلى التسابق في التبرّع وحماية اللاّجئين، وهم ضلعٌ أساسٌ في التّسبّب بنزوحهم ومآسيهم والعبث بأمنهم واستقرارهم؟
هل هو الطمع في الهيمنةِ الاقتصاديّة على ثرواتِ البلاد، أم هو شكلٌ من استعباد اللاّجئين وتشغيلهم قسْريًّا في بلادٍ احتوتْهم وفضّلتْ عليهم، أم أنّ اللاّجئين في البلاد الغربيّة، هم المفاتيح السّحريّة القابلة للمساومة والمقايضة؟


آمال عواد رضوان

كاتبة ، شاعرة وصحفية فلسطينية، محررة الوسط اليوم الثقافي 
 لها : *1- بسمةٌ لوزيّةٌ تتوهّج/ كتاب شعريّ/ آمال عواد رضوان/ عام 2005. *2- سلامي لك مطرًا/ كتاب شعريّ/ آمال عواد رضوان/عام 2007. *3- رحلةٌ إلى عنوانٍ مفقود/ كتاب شعريّ/ آمال عوّاد رضوان/ عام 2010. *4- أُدَمْوِزُكِ وَتَتعَـشْتَرِين/ كتاب شعريّ/ آمال عوّاد رضوان/ عام 2015. *5- كتاب رؤى/ مقالاتٌ اجتماعية ثقافية من مشاهد الحياة/ آمال عوّاد رضوان/ عام 2012. *6- كتاب "حتفي يترامى على حدود نزفي"- قراءات شعرية في شعر آمال عواد رضوان 2013. *7- سنديانة نور أبونا سبيريدون عواد/ إعداد آمال عوّاد رضوان/ عام 2014 *8- أمثال ترويها قصص وحكايا/ إعداد آمال عوّاد رضوان/ عام 2015 وبالمشاركة كانت الكتب التالية: *9- الإشراقةُ المُجنّحةُ/ لحظة البيت الأوّل من القصيدة/ شهادات لـ 131 شاعر من العالم العربيّ/ تقديم د. شاربل داغر/ عام 2007 *10- نوارس مِن البحر البعيد القريب/ المشهد الشّعريّ الجديد في فلسطين المحتلة 1948/ عام 2008 *11- محمود درويش/ صورة الشّاعر بعيون فلسطينية خضراء عام 2008 صدرَ عن شعرها الكتب التالية: *1- من أعماق القول- قراءة نقدية في شعر آمال عوّاد رضوان- الناقد: عبد المجيد عامر اطميزة/ منشورات مواقف- عام 2013. *2- كتاب باللغة الفارسية: بَعِيدًا عَنِ الْقَارِبِ/ به دور از قايق/ آمال عوّاد رضوان/ إعداد وترجمة جَمَال النصاري/ عام 2014 *3- كتاب استنطاق النص الشعري (آمال عوّاد رضوان أنموذجًا)- المؤلف:علوان السلمان المطبعة: الجزيرة- 2015 إضافة إلى تراجم كثيرة لقصائدها باللغة الإنجليزية والطليانية والرومانيّة والفرنسية والفارسية والكرديّة. * 
الجوائز:
*عام 2008 حازت على لقب شاعر العام 2008 في منتديات تجمع شعراء بلا حدود. *عام 2011 حازت على جائزة الإبداع في الشعر، من دار نعمان للثقافة، في قطاف موسمها التاسع. *عام 2011 حازت على درع ديوان العرب، حيث قدمت الكثير من المقالات والنصوص الأدبية الراقية. *وعام 2013 منحت مؤسسة المثقف العربي في سيدني الشاعرة آمال عواد رضوان جائزة المرأة لمناسبة يوم المرأة العالمي 2013 لابداعاتها في الصحافة والحوارات الصحفية عن دولة فلسطين. وبصدد طباعة كتب جاهزة: *كتاب (بسمة لوزيّة تتوهّج) مُترجَم للغة الفرنسيّة/ ترجمة فرح سوامس الجزائر *كتاب خاص بالحوارات/ وستة كتب خاصة بالتقارير الثقافية حول المشهد الثقافي في الداخل *ستة كتب (تقارير ثقافيّة) حول المشهد الثقافي الأخضر 48: من عام 2006 حتى عام 2015

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved