دابيب امراة اهلاً للتحدي\ فاء

2016-02-21
في احلك الظروف التي تعيشها بلدها، استطاعت ان ترفع صوتها عالياً، وتجعلهم  يسمعون رأياً مغايراً للسائد.
 
بعد 25 سنة، عاشتها بعيداً عن بلدها، رفعت صوتها عالياً، مطالبة ان تكون أول امرأة في منصب رئيس الجمهورية في بلدها، وبالتالي اول رئيسة في القرن الإفريقي بأكمله .
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/b981ae2d-e235-4ffa-8843-c1dce642a5b2.jpeg
 
من أهم أولوياتها تحسين واقع المرأة، التي تتعرض في بلدها كل يوم لأنواع مختلفة من العنف الجسدي والنفسي، فحسب تقرير الأمم المتحدة، بلغ عدد حالات العنف الجنسي ضد المرأة ٨٠٠ حالة في أول ٦ أشهر من عام ٢٠١٣ وذلك في العاصمة لوحدها .  
 
حافزها في التحدي، ان المرأة في عموم البلد، هي التي تدير حركة الاقتصاد، هي التي تدير ميزانيات الأسر، ولديها موقعها الفاعل في المجتمع، لذا، فانها تؤمن وبقوة، ان المراة لا يمكن ان تظل بعيدة عن السياسة، ولذا تجد ان  حان الوقت لتكون في موقعها الحقيقي، وتبدأ مهامها في قيادة البلاد .
 في بلدها المحافظ، يعتبر ترشح المرأة لمنصب رئيس الجمهورية مدعاة للسخرية والضحك، لكن بالنسبة لها فإن التمييز على أساس الجنس وعدم المساواة لن يقود نحو النجاح والتطور. ولن تثنيها التهديدات بالقتل عن الترشح، فانها مؤمنة بأنها قد تصنع ما لم يصنعه الرجال .. وانها واثقة بأنها ستكون أداة التغيير التي تتلمس الحرية، في بلد لم يختبر شبابه في حياتهم سوى الحرب"، سوى الدمار، ولا بد انهم يحملون امل بالتغيير .
 
انها فادومو داييب، المرأة الصومالية الطموحة، المرشحة لانتخابات الرئاسة للعام 2016 . ولدت في كينيا لأبويين أميين  وعاشت جزءاً من طفولتها في الصومال، ثم انتقلت إلى فنلندا، ومنها إلى الولايات المتحدة حيث تتابع الآن دراسة الماجستير في الإدارة العامة في جامعة هارفارد . كانت طفولتها صعبة، حيث تركهم والدها في سن مبكرة، ووقع على عاتق أمها الكفاح لتأمين لقمة العيش، وفي خضم أحداث الحرب الأهلية. عندما بلغت السابعة عشرة لجأت مع اخوتها الصغار إلى فنلندا، حيث تمكنت من الإستفادة من البرامج الدراسية هناك، اذ إنها وبسبب ظروف حياتها، لم تصل الى محو أميتها تماما حتى بلغت ال١٤ من عمرها .
 
تقول فادومو لتختصر افكارها بعد تراكمات 25 سنة من الإغتراب :
 
"أنا مرشحة لرئاسة الصومال في انتخابات 2016، عمري 42 عاماً، وبعد 25 سنة من العيش في الشتات، فهمت أخيراً معنى السير بعيداً، ومن ثم العودة من أجل حلً الصعاب، سأعود إلى بلدي من أجل استعادة الصومال".
 
انها تخوض المعركة رغم انها تعرف جيداً ان تاريخ الصومال الدموي، والظروف الكارثية التي يعيشها النشطاء والسياسيون على حد سواء بشكل يومي، يجعلان من خيارها، خياراً في غاية الصعوبة، وخاصة انها امرأة تكافح ضد التيار في مجتمع ذكوري بحت .
 تعتبر فادومو نفسها أنها تمتلك مهارات البقاء. حيث كانت أول طفل يعيش لأبويها، بعد موت أخوتها ال١١ لأمراض مختلفة. فتجرأت على خوض سباق الإنتخابات، بالرغم من عدم امتلاكها المال، الخبرة السياسية، أو الدعم المناسب. ووسط هجوم وتهديدات واعتراضات . ولعل أهم مشكلة تواجهها هي كونها امرأة، بالرغم من إنها  ليست الاولى؛  فقد سبقتها أمل عبدالهادي ابراهيم قبل 40 عام والتي شُهد لها بحملتها.
 
هي اليوم في الولايات المتحدة،  تتابع دراسة الماجستير ولتختص بالرعاية الصحية والتنمية وتعمل على علاج مشكلات اجتماعية وسياسية مثل الهجرة القسرية، قضايا المساواة وقضايا المرأة، بالإضافة الى خبرتها المهنية الغنية في الأمم المتحدة. حيث عملت لمدة عشر سنوات .
 
في الختام، ترى فادومو داييب نفسها أداة التغيير التي ستوصل الصوماليات إلى الحرية. وبكل أمل وعزم وإصرار تتابع مسيرتها، لتصل إلى وطنٍ يعمه الخير والعدل والسلام,. وبالرغم من كل ما تتعرض له من ضغط وانتهاكات وتهديدات، فإنها ترى أن ألم الصوماليات أقوى وأكبر من أي انتهاك قد تتعرض له.
 
 
 

عالية كريم

رئيسة تحرير "معكم"

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved