القدس زهرة المدائن، ويبوس الكنعانية، ومسرى الرسول الكريم ومعراجه، ومدينة السلام، وأيقونة العرب والمسلمين، والمدينة العربية الفلسطينية ذات التاريخ العريق والحضارة، هذه المدينة المقدسة تواجه المؤامرات وتكابد الحصار وتتصدى للمحتلين، وما يجري فيها من انتهاكات وجرائم تقترفها سلطات الاحتلال يشكل انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان، ويجيء في إطار الحرب العدوانية من قبل الحكومة الإسرائيلية اليمينة المتطرفة، المدعومة من القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس .
إننا أمام كارثة حقيقة ومخطط خطير ممنهج يستهدف الوجود الفلسطيني، ويستهدف القدس بكل مكوناتها الجغرافية ومعالمها التاريخية، وهذا الاستهداف يمثل تحدياً للعرب والمسلمين والعالم أجمع، ويستدعي من الأمم المتحدة ومجلس الأمن اتخاذ قرارات وخطوات عملية لمنع سلطات الاحتلال من تنفيذ مشاريعها الاستيطانية ومصادرة الأراضي، التي تتنافى مع قرارات الشرعية الدولية، وكذلك يتطلب من الدول الخليجية والأنظمة العربية المنخرطة في التطبيع مع دولة الاحتلال والعدوان تعليق الاتفاقيات المبرمة وكل أشكال التعاون معها .
أما على الصعيد الفلسطيني فإن المطلوب الخروج من نفق الانقسام المدمر والمسيء لشعبنا وثورته ونضاله التحرري، وإنهاء الفصل الجغرافي والسياسي بين شقي الوطن، وتوحيد الصفوف وتعزيز الوحدة الوطنية وذلك بتشكيل حكومة وطنية تضم جميع الفصائل الوطنية، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وتوحيد الموقف الوطني الفلسطيني، والتخلص من اتفاق أوسلو وملحقاته وآثاره السلبية .
إن الهجمة الإسرائيلية الاحتلالية على القدس، والتي تستهدف عروبتها ومحاولة تهويد طابعها العربي الإسلامي المسيحي الأصيل، مخالفة بذلك كل القوانين الدولية المتعلقة بوضع الأراضي تحت الاحتلال، في ظل ذلك يجب دعم صمود المقدسيين لأجل مواجهة الممارسات والانتهاكات الاحتلالية ومخططاتها الرامية للنيل من عزيمة وصمود المدينة المقدسة وأهلها الصامدين المرابطين، واقتلاع الوجود الفلسطيني ومحو معالمها وتغييرها .
وتبقى القدس قلب القضية الفلسطينية، ودون أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية لن يكون هناك أي سلام .