ذبحنا منذ الطفولة

2014-04-13
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/5a72c9cc-82b4-40c2-b972-75ec76755afd.jpeg
ذبحنا منذ الطفولة, حين صدقنا

بأن الخراف رغم الدماء تظل نبيلة

وأن الذئب شرير

وبأن الرعاة  ينحازون للخرفان

فكيف تراها خراف الوادي أضحت قتيلة ؟

ذبحنا حين وقفنا نشاهد

عند الحدود أخا لنا يجاهد

بعزم يعاند

يواجه جندا و ما له حيلة,

سوى وجه حق و علم

بأن التحدي سلاح

وبأن إصطبارا يساوي الجيوش عند الشدائد,

ذبحنا صغارا,

نزفنا الدموع,

سكبنا الدماء,

سكتنا مرارا,

رضينا الهوان,

قالوا أصمتوا,

لا تشتكوا لا تزعجوا بأصواتكم هدوء الحضارة,

ذبحنا تباعا,

إذ الأسد في الأقفاص تمسي جياعا,

و الحكاية طويلة,

والزمان يدور,

والمحنك صانع المعجزات,

يزيد إندفاعا,

و نقول جهارا,

ليفعل ما يشاء,

ألسنا رعاعا و عبيد القبيلة ؟

ذبحنا من الوهلة الأولى,

حين عرفنا بأن لنا في الحياة حق,

و أن المصير بأيدي الشعوب,

و أن الطريق ليست قصيرة ,

فخذ بالوسيلة و ضمخ رداءك

بدماء الرجولة,

و إن سألوك فقل فداء إنعتاقي

دمائي حليلة ,

سنفني الزمان بكد و جهد ,

ليصير المحال من المنجزات

و غدا إن تذكرنا هذي الفعال ستكون بطولة,

ذبحنا و نحن في مخادع النسيان,

غافلون,نضاجع وهما جعلناه خليلة,

نعيش سرابا و عمر يمر,

و وحش يراود فكرا عليلا يقول ...لن تمروا

و نشرب كأسا مذاقه مر ,

و نصحو قليلا,

و نعود إلى النوم عمرا طويلا ببيت الخليلة,

ذبحنا لأننا كبش الفداء,

فلماذا العناء ؟

أ لم نرتض ذل هذا الجفاء ؟

الحياة عندنا تخلو من كل حياة,

فما جدوى أي حياة طويلة ؟

ما جدوى إن بقينا أم رحلنا ؟

فهم سواء ..

و لن يذكر الطفل غدا ما فعلنا ,

و هل حقا فعلنا سوى الإستياء ؟

سيذبح الطفل مثلنا  لأننا سمحنا ,

أن نكون القتيل و ما وجدنا السبيل ..

ذبحنا لأنهم علمونا بأن إحتلال البلاد حماية ,

و زوروا كل التفاصيل الصغيرة,

و جردونا من حلم الطفولة..

كأن نصبح الأفضل في النهاية ,

كأن نرسم البسمة لهذي الحكاية,

لكنهم قيدوني بإحدى الزوايا و قالوا كفاية,

قالوا مكانك بين الكهوف,

فصرنا خفافيش نهوى الظلام,

نخوض مع الخائضين بغير دراية,

زوروا الزمان القديم,

إتهموا ذاك الشريف,

بدلوا لون الخريف,

أقفلوا تلك البناية,

أعلنوا حربا على النور ,

و إحتجزونا في الدور فلبسنا العباية,

و بعد أن تسممنا بجهل غريب

تطايرنا في الأرض كأبناء جن ,

و هذي الحكاية..

ذبحنا منذ الطفولة,

لأننا لا نصلح إلا كي نكون القتيل ,

ذبحنا منذ الطفولة ,

حين تركنا الكيان الهزيل

يعيش طويلا..

و نحمل في القلب هذا العبء الثقيل,

ذبحنا منذ الطفولة,

و منا رجال و منا نساء مشوا بالطريق

أرادوا السبيل..

فطوبى لمن سعيه في الحياة

كمن عرف الحق و أراد الوصول..

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved