دلمون ارض الحياة والخلود

2017-09-04
 
 
عرفَّها السومريون بأرض الفردوس، وأرض الخلود، شكلت مركزا استراتيجيا مهما، فهي حلقة الوصل بين بلدان الشرق الأوسط والأدنى حيث كانت في الشمال حضارة بلاد ما بين النهرين ( العراق ) وفي الشرق حضارة ميلوخا في وادي السند ( الهند ) وفي مصر حضارة الفراعنة .  
 
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/33732e4b-6bf9-4f46-a4e3-8ae6f028ba30.jpeg  

أتقن اهلها فنون الرسم على جدران المعابد والمقابر، وكذلك التصوير على القطع الفخارية، فعثر المنقبون فيها على الكثير من الأواني الفخارية المتنوعة مرصوفة في القبور كما عثروا أيضا على آنية نحاسية للاستخدام المنزلي وتماثيل كانت لها مكانة دينية في نظر أصحابها وأختام كانت تستخدم لإثبات الملكية والتوقيع على الاتفاقيات وعلى كثير من العقود في آنية فخارية .

نقش ذكرها على ألواح، في الكتابات المسمارية القديمة التي تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، والتي وجدت في بلاد الرافدين، وذكرت على انها أرض الخلود، حيث أن النصوص المسمارية القديمة بمراحلها التاريخية المتعاقبة تذكر انها كانت تعج بالنشاط والحيوية، ففيها بنيت المستوطنات من مدن وقرى كثيرة وفيها المعابد المقدسة كما يوجد فيها مئات الآلاف من المدافن على مختلف الأشكال والأحجام . وتدل الأواني الفخارية والحجرية والأختام الدائرية واللقى الأثرية الأخرى على تطور نمط الحياة وتقدم الصناعة والتجارة، وتطورالحياة لسنين عديدة على ارضها . كما انها لعبت دور الوسيط التجاري بين حضارات وادي الرافدين ووادي نهر السند، وأنحاء الجزيرة العربية الأخرى ..
 
 
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/f14ecff9-78cb-4a5b-aa4f-9ccbb72dbff6.jpeg
 
 قبل ذوبان الجبال الجليدية كانت هذه المنطقة من أخصب البقاع على الأرض تسقيها أربع أنهر عظيمة بحسب الأكتشافات الأثرية، وهي: نهرالكارون القادم من أراضي بلاد فارس ( أيران )، نهر البطين الذي كان يجري في الجزيرة ماراً بسهل جنة عدن، نهر دجلة ( حداقل )، نهر الفرات ( فراتو ) .
 
هي ديلمون، التي اطلق عليها السومريون اسم أرض الخلود، وان اسطورة الطوفان التي يرد ذكرها كثيرا في حكايات السومرين الدينية وحكايات البابليين، والتي  قد وردت في نصوص اسطورة ( أتو نوبشتم السومري)، و( زيوسدرا البابلي )، تحدثت عن الاسباب التي ادت الى حدوث الطوفان وعن كيفية نجاة بطل القصة، ومن ثم رحلته الى ارض الخلود دلمون .
 
 ديلمون هي حضارة قامت في جزيرة البحرين وشرق الجزيرة العربية وكما ورد في ألأساطير، انها ارض الله المقدسة، حيث لا يفترس الأسد الحمل، وحيث لا ينعق الغراب، ولا صبح المرءُ عجوزا . ديلمون، ارض المياه العذبة، ومبدأ تكوين الآلهة السومريين، وارض القمح والحبوب، وميناء العالم كله، ولقد تتابع على حكم ديلمون – المملكة، خلال هذه الحقبة الممتدة من الألف الثالث قبل الميلاد، ملوك عظام، والهة أسطورية جليلة، وتماهت في جزء من هذه الحقبة، العلاقات بين الآلهة والملوك، وبين المعابد والقصور ... وبين الحقائق التاريخية والأساطير تشكلت سيرة ديلمون أرض الحياة … 
 
 
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/41541793-3f2c-4d53-aadb-5b0aed4a1ea8.jpeg
 
 امتدت حضارة الديلمون على طول الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية من الكويت عند جزيرة فيلكا حتى حدود حضارة مجان في سلطنة عمان وحضارة أم النار في إمارة أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة . وعرفت ديلمون بهذا الاسم عبر التاريخ لأنها: محاطة بالماء من كل ناحية . 

 
في عهد حمورابي بقيت مملكة ديلمون تحافظ على وضعها المستقل وان كانت ارتبطت مع عاصمة البابليين بعلاقات تجارية وثيقة، وتكفلت هذه بدورها بحماية مملكة ديلمون من أي اعتداء خارجي وظل الحال على ذلك حتى عهد الملك “بال-اوستور” أو الملك بالتزار كما جاء في العهد القديم – الذي شهد عهده اضمحلال الإمبراطورية البابلية ووضع نهايتها على يد الفرس الذين بدأوا بالظهور إلى العلن كمملكة قوية ذات جيوش جرارة احتلت أراضي الإمبراطورية البابلية عام 539 قبل الميلاد وبدأت تبسط سيطرتها وهيمنتها على الشرق، منفتحة على عصرا جديدا من عصور الحضارة ترافق إلى حد ما، مع مولد المسيح وبدء انتشار الديانة المسيحية في بقاع الأرض .
 
 
اطلق على ديلمون اسمي “ماغان” و”ملوكخا”  قبل اسم “ديلمون” أما في النصوص السومرية المتأخرة فقد ورد الاسم “ديلمون” أو “تيلمون” بوضوح . ففي النصوص الدينية السومرية توصف “ديلمون” بأنها “ارض الآلهة المقدسة” وأنها مقام اله المياه السومري “انكي” وزوجته “نينورساغ” كما تؤكد قصيدة الطوفان السومرية القديمة أن الآلهة أقاموا بيوتهم على ارض “ديلمون” وان كبيرة الآلهة السومرية “انانا” اختارت ديلمون موطنا أصليا لها قبل أن تجيء إلى “أور” عاصمة السومريين الأكثر قدما في التاريخ وتقيم فيها معبدها الذي عرف باسم “بيت ديلمون” .
 
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/7c87942c-beac-4118-ab5e-60d0e2fe625f.jpeg  
 
 بنى أهل ديلمون المعابد المقدسة ومئات الآلاف من المدافن على مختلف الأشكال والأحجام، مما يدل على إيمانهم بعقيدة الخلود ويدل على ذلك تشييد المقابر الضخمة ووجود مخلفات مادية وجنائزية في القبو، بالإضافة إلى اكتشاف بعض المعابد التي عثر فيها على أقداح مخروطية الشكل مثل التي عرفت في العراق في العصر السومري ومن أهم هذه المعابد ( معبد باربار ) 
لقد نشأت  على ارض ديلمون ( البحرين ) حضارة مبكرة مبتكرة في حوالي الألف الثالث قبل الميلاد، وكانت هذه الحضارة متقدمة نوعيا وماديا إلى درجة أهّلتها لتبادل المعارف مع حضارات أخرى عريقة كالهندوسية وحضارة السومريين في بلاد ما بين النهرين . وفي هذه الفترة أي بداية العصر البرونزي لم تكن هناك ثمة فوارق بين الآلهة والملوك . فمن خلال التنقيبات السومرية تبين انه حتى عصر السلالات القديمة الأولى والثانية لم تتشكل القصور التي تعني مكان إقامة الملك بل كان كهنة المعابد هم الملوك الذين يحكمون الشعوب بموجب سلطة إلاهية، وفي حوالي سنة 2700 قبل الميلاد ظهر أول بناء لقصر مستقل عن المعبد في “كيش” السومرية وحمل كاهن “كيش” واسمه “ميبارا جيزي” لقب “لوگول” أي الملك . في هذه الفترة نفسها ظهر لقب لوغال ( أي الملك ) في “ديلمون”  وثمة روايات تشير إلى أن اسم هذا الملك هو “ملوكخا”.
 
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/456a30c2-23e8-4b1c-9e5a-e1801bf10402.jpeg
وبذا فان الفترة حوالي عام 2700 قبل الميلاد شهدت تأسيس أول مملكة في ديلمون وكانت هذه المملكة مشتعلة وترتبط ارتباطا وثيقا مع السومريين الذين تشكلت حضارتهم من عدد من المدن الممالك هي: اور، اوروك، لگش، اوما، أدب، ماري، كيش، وأريدو . ان هذا يدل في الواقع على وجود ذلك الاتصال بين حضارات وادي الرافدين المتعاقبة وبين هذه الجزيرة المهمة .
 
 ومن ملوك هذا الطور الملك ريموم الذي ورد اسمه منقوشا على “حجر ديوراند” التاريخي وقد جاء اسم هذا الملك مقرونا بالإله “انزاك” سيد الآلهة في ديلمون الثانية. وكان هذا الملك واسع الثراء أشاد القصور لنفسه وبنى المعابد للإله “انزاك” حارس ديلمون. ثم جاء بعده الملك اجاروم والملك “أوسيا نانورا” والملك “ايلي ايباسرا” وجميع هؤلاء الملوك حكموا ديلمون الثانية في الفترة بين 1600 إلى 1200 قبل الميلاد مع أن بعض الإشارات التاريخية المكتشفة دلت على أن من هؤلاء الملوك كانوا نوابا لملوك عظام في بلاد الرافدين، وهذا يشير إلى أن ديلمون – المملكة مرت في حقبة من التبعية للإمبراطوريات التي قامت في بلاد الرافدين .
 
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/09c52958-dda8-4725-9678-cb0b404f153a.jpeg
 
 لقد أكدت الأساطير السومرية القديمة الأولى تمازج الملك الإله في ديلمون من خلال الإله ( انزاك ) ابن الإله ( انكي ) اله الحكمة والمياه العذبة في الحضارة السومرية ومع أن الإله ( إنكي ) نفسه سكن هو وزوجته ارضَ ديلمون، فترة من الوقت باعتبارها بلاد المياه العذبة، والبلاد التي يوجد فيها بحر المياه العذبة تحت بحر المياه المالحة مع ذلك إلا أن الإله “ان كي” لم يحكم ديلمون كما تقول الأساطير بل أرسل ابنه الإله “انزاك” ليكون إلها حارسا لديلمون وملكا عليها وبالتالي فالإله “انزاك” هو أول ملوك ديلمون المملكة بحسب الأسطورة. ثم انفصل الملك عن الإله بعد الطوفان كما جاء في ملحمة جلجامش وهبطت الملكية من السماء إلى الأرض ليختار الإله خادما بشريا له هو كاهنه الأكبر ويسميه ملكا أو سيدا على البشر كما تشير النصوص المسمارية التي ورد فيها اسم الملك الديلموني “ريموم” باعتباره خادم الإله “انزاك”. وهكذا إلى أن احدث الفصل بين الكاهن بسلطته الدينية والملك بسلطته المدنية .
 
 بقيت مملكة ديلمون، مرتبطة على نحو ما بالأكاديين، طيلة نهوض امبراطورية البرابرة الجوتيين الذين لم يستطيعوا أن يؤسسوا لهم مملكة متماسكة مما أتاح للسومريين والأكاديين، إعادة تأسيس ممالك ورثت أراضي لم تشمل بهيمنتها مملكة ديلمون، التي بدأت تتنفس الصعداء، وتشق طريقها، لتشكيل قوة تجارية وبحرية متقدمة في المنطقة وتدخل في تبادلات تجارية مع الممالك والحضارات القريبة، مثل الحضارة الهندية، والحضارة الفارسية التي كانت في أوائل الظهور. ومن هذه الممالك المتفرقة السومرية والأكدية، شكل الملك حمواري العظيم أول إمبراطورية بابلية حين اخضع هذه الممالك الواحدة تلو الأخرى .
 
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/8a799c72-faac-4d35-b1e2-96251584f467.jpeg
 
وتؤكد الحفريات أن الإنسان المدني عاش على ارض البحرين ( ديلمون ) منذ بداية الألف الثالث قبل الميلاد حيث تشير الآثار في مواقع عديدة من البحرين إلى أن إنسان العصر البرونزي القديم 3000 – 2200 قبل الميلاد شيد بيوتا حجرية وانشأ تجمعات سكانية على شكل قرى غير مسورة أما فيما بعد هذه المرحلة أي فترة العصر البرونزي الوسيط 2200 – 1700 قبل الميلاد فثمة شواهد عديدة على ارض البحرين أكدت أن إنسان هذه الفترة عرف القرى المسورة والأختام والأوزان وأقام علاقات تجارية مع الهندوس وشعوب بلاد ما بين النهرين .
وإضافة إلى ما تقوله الأساطير عن علاقة وطيدة نشأت بين “ديلمون” الأرض المقدسة ومقام الإله “انكي” وبين حاضرة السومريين “أور” فان دراسة معابد باربار أكدت أن لهذه المعابد نفس خصائص المعابد السومرية التي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي القديم 2800 قبل الميلاد . وكذلك الأمر بالنسبة إلى مدافن عالي، وأم الجدر . 
 
 أن ديلمون – مملكة، مرت خلال الحقب ( من 3200-300 قبل الميلاد)، بأطوار ثلاثة، كما يقسمها المؤرخون، فمن ديلمون الأول إلى ديلمون الثانية، فالثالثة. وعلى هذا فالملك جلجامش، هو من أوائل الملوك الذين مارسوا في ديلمون سلطة دنيوية ودينية معا، وهو بذلك أول، ملوك ديلمون الأولى . ومن ملوك هذا الطور أيضا، الملك “ملوكخا” الذي اخذت عنه احدى أسماء ديلمون . هناك أيضا الملك “جانبي لغيم” والذي ورد اسمه في حجر طيني شهير، عثر عليه بالقرب من سور مدينة ديلمون حوالي سنة 300 قبل الميلاد . 
 
 
هكذا نجد ان عرق الحضارة على أرض البحرين يمتد إلى زمن سحيق مغرق في القدم موغل في البعد إلى عصور كانت تختلط فيها الحقائق بالأساطير والأحداث بالمعجزات ويتماهى فيها الملوك مع الآلهة ويقترب فيها التاريخ من نقطة الصفر .
ولقد تغيرت اسماء البحرين عبر العصور القديمة فمن “نيدوك كي” عند الأكاديين إلى “ديلمون أو تيلمون” عند السومريين إلى “تايلوس” عند الفينيقيين. وهكذا إلى “البحرين” عند الفرس ثم “أوال” عند المسلمين. فيما يستمر تاريخ البحرين حاضرا أبدا عبر اختلاف الأزمنة وتباين العصور وتوالي القرون، أما أول ظهور لاسم البحرين الأقدم وهو ديلمون في الوثائق التاريخية القديمة فقد جاء مرادفا لاسمين آخرين. هما: “ماغان وملوكخا” وكان ذلك في وثيقة “تاريخية تعود إلى أيام الملك السومري “أور-نانش” أي حوالي 2550 – 2500 قبل الميلاد وفي نص الوثيقة يعلن الملك انه احضر خشب البناء لانجاز معبد الآلهة في مدينة لاغاش السومرية من ديلمون .
 
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/27145cec-cee4-481a-a828-75616d53d7a3.jpeg
 
 وتشير ملحمة جلجامش الشهيرة إلى أن الإله “انكي” اله المياه نجا من الطوفان العظيم واختار ارض “ديلمون” ليعيش عليها هو وزوجته وانه اكتشف في قاع بحرها زهرة بيضاء تحمل سر الخلود وتمضي الأسطورة إلى القول بان الإله “انكي” كشف سر الخلود هذا، للبطل السومري الأسطوري العظيم “جلجامش” فتوجه من فوره إلى ديلمون للحصول على هذه الزهرة إلا أن الحية الشريرة سبقته إليها..!! هذا في الأساطير أما في علوم التنقيب وما تقوله الأرض عن التاريخ العريق الذي سجلته الحضارات على ارض البحرين، فأن معابد باربار وفي تلول مدافن عالي وأم الجدر، شواهد كثيرة تؤكد وجود حضارة بدائية متقدة على ارض البحرين منذ أوائل الألف السادس قبل الميلاد أي ما يسمى بالعصر الحجري الحديث وهو العصر السابق للعصر البرونزي وهذا يعني أن الإنسان وجد على ارض البحرين منذ مرحلة ما قبل التاريخ التي تنتهي بابتداء العصر البرونزي. وفي هذه المرحلة لم يكن الإنسان قد عرف الكتابة وان كان استطاع تدجين الحيوانات وتطوير أشكال بيوته وكسوتها بالجص إضافة إلى استخدام الأدوات وبناء المعابد وصناعة الغزل والخزف . وثمة من هذه الأدوات ما ظل على حاله حتى ما بعد العصر البرونزي الذي يرى مؤرخون انه بدأ في الشرق الأدنى وحوض البحر الأبيض المتوسط حوالي الألف الثالث قبل الميلاد .
 
 
 في الطور الثالث برزت أسماء لملوك من مثل الملك “هوندراو” الذي تزامنت دولته مع اشتداد عنفوان وهيمنة الإمبراطورية الآشورية رغم ذلك فقد حافظت مملكة ديلمون في عهده على استقلالها الكامل وارتبطت مع الإمبراطورية الآشورية بعلاقات ودية كما ارتبط هذا الملك مع ملك آشور العظيم “آشور بانيبال” بعلاقات صداقة حميمة تماما مثل أسلافه الملوك الذين سبقوه. ومن هؤلاء الملك “اوبيري” ملك آشور والملك “قانا” الذي عاصر الملك الآشوري “سنحاريب” أي حوالي 700 قبل الميلاد .

لقد تمتعت مملكة ديلمون في عهود هؤلاء الملوك وغيرهم من الملوك الذين لم ترد أسماؤهم في الحفريات والمكتشفات التاريخية الشهيرة بنهضة حضارية مميزة، ومكانة دولية متقدمة وتبادلت الكثير من ثقافاتها ومفردات حضارتها مع الحضارات العظيمة المجاورة .

معالم شاهدة
 
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/ccf54add-57ea-4cff-814f-1fbe435c2619.jpeg
 
* تضم جزيرة البحرين الصغيرة أكبر مقبرة تاريخية اكتشفت في العالم حتى الآن، إنها مقبرة عالي وهي عبارة عن مجموعة من التلال المتجانسة وقد اكتشف فيها أكبر مقبرة تاريخية في العالم حتى وقتنا الحاضر .

* عثر المنقبون تحت قلعة البحرين وحولها على مجموعة من المدن المحصنة يعود تاريخ بناء أقدم مدينة فيها إلى حوالي سنة 2800 ق.م وقد أحرقت هذه المدينة بعد خمسمائة سنة من إنشاءها وشيدت مكانها المدينة الثانية التي أحيطت بسور عالي يصد عنها الغزاة القادمين من البحر. وبالإضافة إلى هذه المدن القديمة وجدت آثار معابد كثيرة أهمها: معابد باربار الثلاثة في قرية باربار ولم تبن هذه المعابد مرة واحدة وإنما شيدت على التوالي شأنها في ذلك شأن المدن التي شيدت آنذاك .

* قلعة البحرين تلّ نموذجي، نشأ بفضل طبقات متتالية من الأعمال البشرية، وتدلّ طبقات التلّ المتتالية من 300 متر حتى 600 متر على وجود بشري مستمرّ منذ حوالى 2300 سنة قبل الميلاد حتى القرن السادس عشر. لقد عرف حوالى ربع الموقع عمليات تنقيب أظهرت بنى متنوّعة : سكنية، عامة وتجارية، دينية وعسكرية. وهي تشهد على أهمية المكان الذي كان مرفاً تجارياً على مرور القرون . في قمة التلة التي ترتفع 12 متراً، توجد قلعة برتغالية رائعة أعطت اسمها لكل الموقع . والموقع هو عاصمة دلمون القديمة، وهي أحد أهمّ الحضارات القديمة في المنطقة . ويشمل الموقع أغنى الآثار ( المسجلة ) من هذه الحضارة التي لم نطّلع عليها في السابق إلا من خلال كتابات السومريين .

 





 



 


 





















 





 


 










 
 
 
 




 
 














 
 
 






عالية كريم

رئيسة تحرير "معكم"

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved