* ولد في احضان الإبداع والجمال، فعائلته احترفت تحويل المعادن إلى أشكال جميلة من أقراط وأساور وقلائد، لذا فانتمائه الى عائلة من الصاغة طبع طفولته بطابع الشغف بالجمال، وعن هذا الشغف الذي تضاعف فيما بعد يقول : "في بداية حياتي الفنية، رأيت في قرية الجُرنة (في محافظة الأقصر جنوبي البلاد) منزلاً ريفياً بسيطاً وغزالاً معلّقاً على واجهته، رسمت هذه اللوحة وتركتها، وبعد أيام عدة وجدتني مدفوعاً لإضافة مساحة هندسية زرقاء وأخرى حمراء، لا أدري ما دفعني لهذه الإضافة التي كانت مؤشراً لأسلوب انتهجته بعد ذلك في سنوات عدة" .
* في الثامنة من عمره اكتشف "المتحف المصري للآثار" خلال زيارة مدرسية، وكانت هذه الزيارة نقطة تحوّل في حياته، وحين بلغ العشرين، قرر أن يصبح نحاتاً .
*من قرصي الشمس والقمر ومفهوم الصعود، استنبط روح أعماله، وأعماله تجسّد بشكل عام الحس الصرحي المختزل ومفهوم الأزل ..
*في الرسم أعاد إحياء تقنيات قديمة، مثل الرسم على أوراق البردي بأصباغ طبيعية ممزوجة بالصمغ العربي، أو تقنية الرسم على الجص التقليدية . وأنجز سنة 1960 رسوماً لتزيين كتاب صديقه الشاعر صلاح جاهين (1930 ـ 1986) "رباعيات صلاح جاهين" واستخدم لذلك الحبر الهندي على الورق لوحاته، سواء التشخيصية منها أو التي تمثل أشكالاً هندسية تجريدية، تمتاز بصفاء الأشكال وحرارة الألوان التي يعززها عمق نحتي .
* هو أحد أهم الشخصيات المؤثرة في الحداثة الفنية العربية، لا سيما حين يتعلق الأمر بالنحت، وإلى الأداور التي لعبها على مدى عقود في توطين الفنون التشكيلية وتحديثها ومنها تأسيسه "سمبوزيوم أسوان الدولي لفن النحت" الذي يُعد تظاهرة فنية عالمية .
* منحوتاته تجسم أشكال مجردة وأحجام صافية وتضج بالديناميكية والحركة، وتدور في مواضيعها حول قرصي الشمس والقمر ومفهوم الصعود .
* جرب خامات البرونز والخشب والطين والكرانيت . ولم تكن معظم هذه الخامات غريبة عنه وهو ابن عائلة من عمّال المعدن .
* استطاع تحقيق صيغة تجمع في مكوّناتها بين إرثه الجمالي المحليّ بنكهته الفرعونية والعربية، والمنجز الجمالي الإنساني بوجه عام، ومن هنا حقق المعادلة البصرية التي كان يتطلع إليها أغلبية أبناء جيله من النحاتين، واستطاع أيضاً أن يؤثر في الجيل الذي تلاه .
* يعتبر من الشخصيات المؤثرة فيالحداثة الفنية العربية، لا سيما حين يتعلق الأمر بالنحت، وذلك للأداور التي لعبها على مدى عقود في توطين الفنون التشكيلية وتحديثها .
* على مدى العقدين الأخيرين ورغم تقدمه في السن، أنتج عدداً من منحوتات الغرانيت الفريدة في مدينة أسوان التي اشتهرت منذ العصور القديمة بمحاجر الغرانيت، وظلت موضوعاته مرتبطة بالأمومة والطيور والقوارب والنهر، دون أن يتلاشى تأثره الكبير بالأيقونات المصرية مثل الأهرامات والمسلات والتماثيل الفرعونية والجداريات الأثرية .
(آدم حنين) هو صمويل هنري، نحات ورسام مصري ولد في القاهرة في 31 مارس 1929 من أسرة أسيوطية تعمل في صياغة الحلي، ونشأ في حي باب الشعرية . التحق بمدرسة الفنون الجميلة في القاهرة في عام 1949 وبعد تخرجه في عام 1953، سافر إلى صعيد مصر وقضى أشهراً عديدةً في مرسم الأقصر . وسرعان ما أصبح معروفاً بعد أن حصل على جائزة الأقصر عامي 1954 و1956، وبدأت تظهر أعماله بشكل كبير في القاهرة والإسكندرية، ثم في مدن أخرى من العالم . في 1957، نال منحة دراسية لمدة سنتين لمتابعة تحصيله في أكاديمية الفنون الجميلة في ميونخ، في ألمانيا .
في الستينيات، قدم حنين سلسلة من منحوتات الحيوانات، فجسّد القطط والكلاب والديوك والبوم والحمير، مستعيداً تاريخاً فرعونياً كبيراً من التماثيل القديمة .
أقام في فرنسا من 1971 حتى 1996. وعمل من سنة 1989 إلى 1998 مع وزارة الثقافة المصرية في ترميم تمثال أبي الهول في الجيزة . وفي 1996 عاد نهائيًا إلى وطنه .
عاد إلى مصر سنة 1996، وقد أصبح فناناً معروفاً على المستوى الدولي، وأقام مسكنه ومحترفه في منزل من الطوب الطيني في قرية الحرانية .
إثر عودته إلى القاهرة في التسعينيات، ساهم حنين أيضاً في المشهد الفني المصري، فأطلق عام 1996 "سمبوزيوم أسوان الدولي للنحت"، وهو حدث سنوي مستمر إلى اليوم، تحولت الأعمال التي نتجت عنه إلى حديقة نحت في الهواء الطلق ضمت أعمال الفنانين الزائرين الذين شاركوا بأعمال مصنوعة من الغرانيت المحلي .
يعد آدم حنين من أبرز النحاتين في العالم العربي في القرن العشرين . أنجز خلال مسيرته الفنية عدداً من القطع الكبيرة والصغيرة الحجم، باستخدام مواد متنوعة مثل الغرانيت والبرونز والجص والحجر الجيري والفخار.
عمل على معالجة الكتل والأحجام وتشكيل أعماله الأولى اللصيقة بالتماثيل المصرية القديمة "مع الدلالة على حس تبسيطي، فسجّلت بداية السبعينيات تطوّراً هاماً في فنّه حيث استلهم من حرية التعبير النحتي . وخلال الثمانينيات، اتسمت منحوتاته بالأشكال المجردة والأحجام الصافية والمتميزة بديناميكية الحركة، وكانت تدور حول مواضيع مثل قرصي الشمس والقمر ومفهوم الصعود . أعماله في التسعينيات، تجسمت بمنحوتات كبيرة الحجم تعرض في الهواء الطلق، ومنها السفينة، المصممة كبديل مجازي للفضاء المتحفي .
أقام معارضه الشخصية، في القاهرة والإسكندرية وأمستردام ولندن وباريس وروما، كما شارك في الكثير من المعارض الجماعية في عدة دول منها :
- 1980: الأكاديمية المصرية، روما، إيطاليا
- 1983: مركز سلطان، الكويت
- 1987: المركز الثقافي المصري، باريس
- 1988: غاليري إي إس بي ASB، ميونخ
- 1991:معهد العالم العربي، باريس، فرنسا
- 1999 ـ 2000: متحف المتروبوليتان للفن الحديث، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية
كان له متحف في الحرانية أفتتح في كانون الثاني/ يناير 2014، وله آثار في متحف الفن المصري الحديث في القاهرة وكذلك في متاحف : المتحف العربي للفن الحديث، في الدوحة، الذي يضم منحوتته الهائلة السفينة والمعروضة في باحة المدخل .
أهم الجوائز والتقييمات
- 1998: جائزة الدولة المصرية التقديرية في الفنون
- الجائزة الأولى للإنتاج الفنى .
- 1996: كرّم في معرض المكرمون .
- 2004: جائزة مبارك للفنون عام 2004 .
- 2014: تكريم من الصالون الأول للفن التشكيلى بمؤسسة الاهرام .
في عام 1960 تزوج بعالمة الانثروبولوجيا عفاف الديب التي تعرف عليها خلال أحد معارضه سنة 1960 في ميونخ، بألمانيا .
توفى صباح يوم الجمعة 22 مايو 2020 بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 91 عاما .
أصدرت مكتبة الإسكندرية كتالوج عن الفنان يضم مقالات نقدية لنقاد مصريين وعالميين عن أعماله عام 2018، ونال حنين خلال مسيرة عمله العديد من الجوائز منها الجائزة الأولى للإنتاج الفنى، جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 1998، الجائزة الكبرى لبينالى القاهرة الدولى 1992.
وقدمت مكتبة الإسكندرية هدية ثمينة لجميع محبي آدم حنين، عبر «فيس بوك»، بتقديم نسخة للمشاهدة المجانية من فيلم وثائقي عن النحات المصري الشهير «آدم حنين» تحت عنوان «آدم حنين.. نحات مصري»، والذي قامت مكتبة الإسكندرية بإنتاجه بمناسبة بلوغ النحات المصري الكبير سن التسعين، مطلع العام الحالي.
أما عن مقتنياته فهناك أربعة تماثيل برونزية وخامس من الجبس بوزارة الثقافة، تمثال حامل القدور من البرونز في حديقة النحت الدولية بأمريكا، ثلاث قطع بمتحف الفن المصرى الحديث أهمها تمثال «البومة»، وتمثال الحمار الذي ثبته الفنان الراحل رمسيس واصف في قرية الحرانية بالجيزة، وتمثال طائر من الرخام الأبيض بأكاديمية الفنون بروما.