دولة فلسطين المحتلة أسباب القوة وطريق التحرير/قراءة كاشفة لواقع الحرب الاخيرة

2021-05-16
اتفاق سايس بيكو،  قسم الواقع العربي حسب مصالح ورغبات الإستعمار الفرنسي البريطاني الروسي القيصري آنذاك، و هو يمثل تقسيم غير منطقي للمناطق العربية والمحافظات،  وهذا التقسيم "ساقط" وسيتدمر مع الزمن لأنه ضد "حركة التاريخ" ومقاوم "للشعور العام" ولا علاقة له ب "الناس" ، ناهيك على أن  العالم كل....العالم ، في دراساته وقراءآته وابحاثه لما يحدث ويجري في مناطقنا " لا ينظر الينا كسوريين وأردنيين وكويتيين و غاربة وجزائريين وموريتانيين وسودانيين...الخ، بل ك "عرب" لأنه يعرف أن ذلك هو واقع المنطقة، وحقيقتها، فهو درسها وحللها ويعرف خباياها من خلال الإستشراق وتقارير استخباراته والأبحاث الإجتماعية التي قام بها ، فهنا "ارض العرب" وهي قومية "اللغة" وليست قومية "عنصر"  وكذلك قومية "الدين الإسلامي" اذا صح التعبير، المفجر لنهضة الأمة العربية بمسلميها ومسيحيها وباقي تشكيلة الأديان فيها على السواء والإسلام هو باني  واللب المحوري "للشخصية العربية" امام كل العالم .
 
هذا العالم من حولنا الذي يتحرك "قوميا" ليحقق مصالحه والذي يقرؤنا قوميا ك "عرب" ولكنه يريد الغاء هذه الحقيقة عن ذهنياتنا وعقلنا , لذلك في دراساته يقول ما هو مختلف عن خطابه الإعلامي الإستحماري الدعائي الخادع، ولكن ما يحصل لكل الشعوب العربية أن الحدث السياسي وما يجرى على أرض الواقع في "دولة فلسطين المحتلة" بالخصوص يعيد تذكيرنا بتلك الحقيقة وهذا الواقع الحقيقي , بعيدا عن التقسيمات الأصغر الساذجة السخيفة من مناطقيات و طوائف و مدن وريف وبين أهل الساحل والبادية ....الخ من تقسيمات "سطحية" التي لم تخدمنا سابقا لكي نعيش "الوهم" بأننا سنستفيد منها "لاحقا" لنحقق مصالحنا في صناعة النهضة المجتمعية والسعادة الفردية في خط انتاج الحضارة والإبداع الفردي والمجتمعي .
.
ان الصراع العربي الصهيوني هو مسألة "وجود" فالصهيونية شر مطلق وممثل "ابليس الرجيم" واتباعه من شياطين العالم الذين يتحركون على الأرض العربية التي تم استعمارها، وهؤلاء "الأوغاد" ليسوا طلاب "سلام" ولا ساعيين للخير، فهم التطبيق الحركي لما يريده "ابليس" وما توسوس به الشياطين .
 
يقول الباحث الروسي ألكسندر نازاروف بهذا الخصوص :
 
"في واقع الأمر، فإن مشكلة الأرض ليست قضية مهمة بالنسبة لإسرائيل، فتعداد السكان اليهود لن يزيد بالقدر الذي تصبح فيه هذه المشكلة جوهرية . لكن المشكلة الأساسية والوجودية بالنسبة لإسرائيل هي المشكلة الديموغرافية، والزيادة السكانية المرتفعة للفلسطينيين مقارنة باليهود . فتعداد السكان الفلسطينيين يزداد أسرع بكثير من زيادة تعداد السكان اليهود، ولا يدور الحديث هنا عن الفلسطينيين في الضفة الغربية فحسب، وإنما أيضا عن مواطني "إسرائيل" من العرب . ومع مرور الوقت، ووفقا لأي شكل من أشكال التعايش بين الشعبين في دولة واحدة، فإن "إسرائيل" سوف تصبح حتما في يوم من الأيام دولة فلسطينية . ولا أرى حلا "لإسرائيل" كي تحافظ على الهوية اليهودية للدولة، على المدى البعيد، سوى اللجوء إلى شكل من أشكال التطهير العرقي للفلسطينيين  ."
 
ما قاله نازاروف (مع تحفظنا ورفضنا لكلمة "إسرائيل التي ذكرها) نحن نقول : هو دليل إضافي بأن الصهيونية هي مشروع "قتل متواصل" و" إجرام مستمر" و"هولوكوست حقيقي" و"ذهنية نازية هتلرية"، وهذا ما أثبته الأحداث وما يجري على أرض الواقع المعاش على الأرض وخاصة مع مواجهات القدس 2021 وهي توترٌ بدأ بين متظاهرين فلسطينيين والعسكر الصهاينة في 6 مايو 2021 نتيجة قرار إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح لصالح إسكان مستعمرين صهاينة .
 
فأشعلت الاشتباكات العنيفة في القدس أعنف قتال منذ سنوات بين الصهاينة والمقاومين الفلسطينيين في قطاع غزة، على خلفية ذلك الامر.
حيث أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية سابقاً عن إطلاق اسم "سيف القدس" على عملية القصف المتواصل ضد كيان الاحتلال في رد واضح وصريح على إعلان الجيش الصهيوني اسم "حارس الأسوار" على عمليته ضد القطاع .
 
وأعلن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية" نحن قررنا أن نستمر ما لم يوقف الاحتلال كل مظاهر العدوان والإرهاب في القدس والمسجد الأقصى المبارك". 
وشدد على أن "معادلة ربط غزة بالقدس ثابتة ولن تتغير، فعندما نادت القدس لبّت غزة النداء" .
 
حاليا يواجه الصهاينة نقل للحدث العسكري إلى داخل مواقعه الإستعمارية الداخلية وتفجر التناقضات الداخلية السكانية في المدن المحتلة، وسقوط "وهم الأمان" وأيضا أصبح هناك "معادلة "رعب متبادل" بين الفلسطينيين أصحاب الأرض "الحقيقيين" والمستعمرين الصهاينة وهم التجميع البشري من مختلف دول العالم من أوباش البشر وحثالاته .
 
من الخباثة والسقوط الموجودة ضمن هذا الصراع الحالي وقبله، هو الإصرار "الخبيث" من وسائل الإعلام المتحدثة عربيا، هو إصرارها على استخدام "كلمة إسرائيل" والتوصيف المتكرر ب "مناطق إسرائيلية !؟" أو "المدن الإسرائيلية !؟" وهو ليس فقط "استفزاز للشعوب العربية بل "اعتراف ضمني غير معلن" لهذا الكيان السرطاني الفاقد لأي "شرعية" و لأي "جذور" , و هو إصرار "تدليسي" لخلق "قناعة في اللاوعي" و محاولات لغسل الدماغ "والتزييف , ناهيك عن إعادة تقديم الروايات الصهيونية بلسان عربي إذا صح التعبير، وهذه كلها "تصرفات خيانة " وحالة "عمالة" وطاقم الموظفين في هذه الوسائل الإعلامية الدعائية الغير مهنية هم مدانين شرعا وجنائيا في أي قانون يتعلق بالصراعات وهم "خدم للإستعمار" وساقطين في بئر الخيانة، و دواعي تبرير "ساذجة" من باب انهم "موظفين يحتاجون الرواتب المالية!؟" , ليس حجة مقنعة , بل هو "مفتاح" للخيانة او "مدخل" لطعن امتهم و شعبهم العربي بكل مكان , و هو يعرفون كما نعرف ان أي "خطاب اعلامي يتم تقديمه , هو يخدم "هدف" و ضمن "توجيه" و"اوامر"  , و من يقبل "خيانة" دينه وامته العربية "فهو "خائن للأمة العربية والإسلامية" , فمبررات الوظيفة و الراتب هي نفس مبررات "الجواسيس" , فهؤلاء ليسوا اعلاميين مهنيين بل " ابواق ساقطين" , و ان تحدثوا بكلام "ناقد" ضد الصهاينة , او بخطاب مؤيد لفلسطين , لأن "النقد الهوائي الكلامي التنفيسي" لا يضر الكيان الصهيوني و لا داعميه من الاشرار الدوليين، بل هو مفيد لهم ما دام مربوط باعتراف من هنا وتنفيس للغضب من هناك وما يخافونه ويرتعبون منه الصهاينة وداعميهم الدوليين هو "الخطاب الإعلامي الكاشف للمؤامرة والصانع للوعي والبصيرة والمفجر للحركة التطبيقية على خط تحرير الإنسان والمجتمع من الإستحمار الداخلي والإستعمار الخارجي".
 
إن حالة "التخبط" التي يعيشها الكيان الصهيوني في ظل الأوضاع الحالية، يعكسها القصف الإجرامي ضد المدنيين العزل والأبرياء في قطاع غزة، حيث لا يوجد عند هؤلاء المجرمين القتلة أي بنك أهداف عسكرية هناك، وخاصة بظل "حرب غير تقليدية "شرعية محقة "يمارسها الفلسطينيون لتحرير أراضيهم والدفاع عن حقوقهم في بلدهم المحتل .
 
إذن الحاصل عند الكيان الصهيوني أن الأوضاع الميدانية لا تساعده على صناعة أي حالة ردع يريدها أو خوف يرغب في وجوده في الواقع الفلسطيني في الخصوص والعربي بالعموم، على العكس فالسحر انقلب على الساحر إذا صح التعبير، حيث اتضح أن هؤلاء المستعمرين الشيطانيين قلوبهم "شتى" وواقعهم "هش" وخوفهم "شديد" ورعبهم "هستيري" من أي "قوة عسكرية" تقاومهم، حيث يتحولون إلى "نمر" مهزوم من ورق، ونحن نتحدث عن "قاعدة عسكرية أمنية ضخمة ممتدة على طول وعرض أرض دولة فلسطين المحتلة من الصهاينة"، وهؤلاء لا يمثلون أي حالة "مدنية" فكلهم عسكر وكلهم "محاربين أشرار" فهم ليسوا "دولة" ولا "مجتمع"، هم باختصار تنظيم إداري عسكري أمنى يجتمع فيه أوباش البشر، ضمن قاعدة كبيرة بحجم "دولة" إذا صح التعبير .
 
إن الحالة الصهيونية على ارض "دولة فلسطين العرية المحتلة" هي حالة استعمارية موروثة، وتمثل حالة غير طبيعية على واقع المنطقة العربية، وهي وضع "سرطاني" ذاهب إلى الزوال لا محالة، فهي "زرع" بلا "جذور" ولا "خط طبيعي للحياة"، وتناقض كل ما حولها، ولولا "واقع الإنهيار العربي الشامل" لما استمرت هذه الحالة الصهيونية في التواجد كالفطريات على أرض "دولة فلسطين العربية المحتلة".
 
واهتزاز هذا الكيان وهو السرطان الإداري العسكري الإستخباراتي الـتآمري واضح وجلي عند "تغير" الظروف الموضوعية من الناحية العسكرية ووجود "أسباب للقوة" وإرادة "الفعل والدفاع" ضمن خطة صبورة ملتزمة، وهذا ما انكشف في أيامنا هذه، مع "دفاع" شعبنا العربي الفلسطيني عن حقه في الحياة والوجود والإستمرار، وكذلك التصدي الشرعي والقومي والوطني، لأي "اقتراب شيطاني صهيوني" نحو "القدس الشريف" قلب دولة فلسطين العربية المحتلة .
 
إن الحرب التحريرية تحتاج إلى "خطة" وإعداد" و"رغبة" والإلتزام في الظروف الموضوعية على أرض الواقع، لتغيير "واقع هزيمة" الى "واقع نصر"، وهذه هي الواقعية الحقيقية، أما الكلام عن الإستسلام باسم "الواقعية" هي خباثة وتدليس وكذب .
 
والكيان الصهيوني حسب الرؤية الواقعية الحقيقية هو إلى الزوال والنهاية ولذلك علينا نحن "العرب" الصمود والإستمرار في الكفاح والنضال ضمن "أسباب القوة" وحسب "خطط مدروسة" بعيدا عن "الإثارات الإعلامية العاطفية" و"عقلية الإستعجال" و"الإنجرار" وراء مخططات الآخرين، فلكي ننتصر علينا الإستمرار في قول "لا"
يقول الباحث الروسي الكندر نازاروف بهذا الأمر :
 
"كان من الممكن، بعد حوالي 50 عاما من استمرار التصاعد التدريجي لحرمان إسرائيل الفلسطينيين من حقوقهم يوما بعد يوم، أن يوافق الفلسطينيون، بل وأن يطلبوا أنفسهم بكل سرور الشروط المقترحة في "صفقة القرن" . لكن هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية، أولاً، في طريقها للأفول، وليس لدى إسرائيل أي ثقة في أن تستطيع الإستمرار في انتهاك حقوق الفلسطينيين بعد 10 سنوات من الآن بنفس الوقاحة. ثانيا، يمكن أن يلعب العامل الديموغرافي دوراً حاسماً، فلا يعطي إسرائيل لا 50 عاما، بل ولا حتى 20-30 عاما لتنفيذ مخططاتها . لذلك تتعجل تل أبيب لتسوية القضية الآن، حيث قد يفوت الأوان فيما بعد  ."
 
من هنا نفهم الحاجة الصهيونية "لتصفية القضية"، ومن ذلك نفهم أن التسارع إلى عقد "اتفاقيات" مع هذا الكيان السرطاني هو "عبث" و"إضاعة للوقت" لا يخدم قضية التحرير بل يضرها ويعرقلها، وان هذه الإتفاقيات ليست الفرصة الأخيرة التي يجب أن يستغلها "العرب" بل هي الفرصة الأخيرة التي يحتاجها "الصهاينة" لكي يستمروا في وجودهم السرطاني الفاقد للجذور على الأرض العربية .

د.عادل رضا

طبيب باطنية وغدد صماء وسكري
كاتب كويتي في الشئون العربية والاسلامية

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved