دولَتان ... لا دولةٌ واحدةٌ !

2015-06-18
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/31756f1b-6e9a-4991-b0c9-cdd181493ae0.jpeg
أُتابِعُ ، مُصادَفةً، تلك الأشرطةَ القبيحةَ ، حيثُ يتباهى مسلّحون مدجّجون حتى الأسنان، بقتلِ مسلّحين آخرين كانوا  مدجّجينَ، أيضاً بالسلاح، قبل أن  يُقبَروا أو يلقى بهم في نهر أو بئر، أو يُعَلَّقوا من أعمدة الكهرباء .
إذاً، ثمّتَ جِهتانِ تتقاتلان .
لا جهةٌ واحدةٌ تقتتِلُ .
*
أمرٌ سهلٌ أن ننفي الوقائعَ .
أن  نقولَ " داعش " لِـنُزيحَ تعبير " الدولة الإسلامية " في العراق والشام، فنرتاح ممّا يرعبُنا مثل كابوس .
أو أن نتغاضى عن حقيقةِ أن أمامنا، دولتَينِ في حالة حربٍ .
" الدولة الإسلامية " في العراق والشام، التي تصِلُ الموصلَ بحلب،  ليست  وهماً .
(لقد كانت قائمةً في القرن العاشر الميلادي .  وهي دولة بني حمدان، وشاعرها المتنبي .)
وفي بغداد، دولةٌ إسلاميةٌ، دولة حزبٍ إسلاميّ هو حزب الدعوة .
ولكلتا الدولتَين فقهاؤها، وقادتُها، وجنودُها .
لكلتا الدولتَين حلفاؤها وأعداؤها .
لدولة بغداد الإسلامية حلفاؤها  من إنجليز وأميركيين وفرنسيّين ... إلخ .
ولـ " الدولة الإسلامية " في العراق والشام، حلفاؤها، من متطوِّعةٍ وسواهم .
*
لستُ أفهمُ  موقفَ مَن يناصرُ  واحدةً من الإثنتَين، إنْ كان هذا المرءُ علمانيّاً .
*
بل على المؤمن أيضاً أن يتذكّر :
" وإنْ طائفتانِ ... "
*
لكن ما استترَ، أخطرُ ممّا ظهرَ .
أخطرُ حتى من الدولتَين الإسلاميّتَين في بغداد والموصل .

لندن 26.10.2014

سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved