الورقة المشاركة في جلسة الإستذكار / منتدى أديبات البصرة 5/ 12/ 2018
- يا أختنا الرؤوم يا ديزي أيتها الجواّبة في أرض الله، أنت رأيت ِ في غربتك مدنا كثيرة، فخبريني بالله عليك : أية مدينة من هذه أطيب ..؟!
- صمتت ديزي وهمستْ دامعة العينين : عراق ليس سوى العراق .
(*)
في مجلد (عبير التوابل والموانىء البعيدة ) يقول الأستاذ إحسان السامرائي :
( القاصة ديزي الأمير: أديبة بصرية من عائلة مسيحية، تخرجت في دار المعلمين العالية ومارست التدريس في ثانويات البصرة للبنات، ثم هاجرت . حاول النقاد العراقيين دائما تجاوزها كأديبة عراقية / 591ص )
(*)
لن أتكلم عن قصصها التي قرأتها في الثمانينات في مجلتيّ الأقلام والدوحة ولا عن مجاميعها التي بحوزتي، ولا عن موقفها النبيل مع عائلة الشاعر السياب، حيث لاحقت الإنسانة الفذة ديزي الأمير – طيّب الله ثراها - : دور النشر التي طبعت أعمال السياب الشعرية، دون موافقة من الورثة ودون الالتزام بالعقود ولا دفع المردود المادي، وبشهادتها ( كانت هذه المعركة التي ساعدني فيها اتحاد الناشرين اللبنانيي، هي الوفاء الذي قدمته للسياب إذ لم أستطع مساعدته في شيء وهو حي وبقيتُ ألاحق المردود المادي وأتأكد من وصوله لأسرته، شكرتني السيدة إقبال زوجة الشاعر وشكرتُ الله، إذ كنت في موقع يتيح لي القيام بهذه المساعدة ) .
(*)
ديزي :
البلد البعيد الذي أحب/ 1964
وثم تعود الموجة /1969
في دوامة الحب والكراهية 1979
وعود للبيع 1981
لائحة الأنتظار 1988
جراحة لتجميل الزمن 1996
(*)
بعض العرب الغيارى، بعيد وفاتها، لم يتوقفوا عند مواقفها النبيلة مع الأدباء العرب ؟ لم يتساءلوا لماذا توقفت عن الكتابة القصصية، من 1996 حتى وفاتها، ولم يتأملوا في مقالاتها التي تثبت جدارتها في الدفاع عن الأدب وهمومه.. أو يتوقفوا لحظة : حين عاشت حياة زوجية بكنف زوجها الشاعر حبيب صادق !! بعض الكتبة العرب لماذا لم يتساءلوا عن أرثها الأدبي وكيفية صيانته وتجميع ما لم ينشر منه، خصوصا مذكراتها.. للأسف كلهم توقفوا واعادوا أسطوانة واحدة مشروخة !!
رسائل الشاعر الفقيد خليل حاوي
(*)
الأستاذ الأديب عبده وازن من الأدباء العرب الكبار، هذا ما تؤكده الصفحة المعلومات من الصفحة الأخيرة من كتابه (أمين معلوف.. العابر التخوم ) الصادرمن مجلة دبي الثقافية نيسان 2012.. استوقفني الأستاذ الأديب عبده وازن للمرة الثانية، الأولى قبل سنوات حول الكاتب إلياس كاينتي حين كتبتُ عمودي (عبده وازن وألياس كاينتي ) والعمود منشور في صحيفة (طريق الشعب) وفي المواقع الثقافية 21/8/ 2014 يقول الأستاذ وازن عن كتاب إلياس كاينتي الحائز على نوبل 1982( أصوات مراكش ).. (هذا هو الكتاب الوحيد المترجم للعربية ) !! فتساءلتُ بدوري هل يعقل أن الأستاذ وازن، لم يعرف بصدور ترجمة رشيد بوطيب ومراجعة مصطفى السليمان لكتاب ( شذرات ) لإلياس كاينتي عن هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث في 2009 واليوم استوقفتني مقالته في صحيفة الاتحاد/ 3- ديسمبر- 2018!! أي بعد (19) يوما على رحيل الأديبة العراقية ديزي ميرزا الأمير .
(*)
أتساءل لماذا العودة الى موضوع فات عليه أكثر من ربع قرن ؟ وبهذا العنوان الذي بين قوسين ؟ ( أحبت خليل حاوي و،، شوهت،، رسائله إليها )، هل يليق هذا الكلام بكاتب المقال أو بالصحيفة ؟ وهل يليق هذا بتوقيت غياب الإنسانة والأديبة التي لم تحمل في شخصيتها الفذة سوى الجمال والرهف ومحبة الآخرين والدفاع عن الإنسان ؟ هل يليق ضمن العقد الاجتماعي بين بني البشر؟ ديزي الأمير العراقية الأصيلة هل هذا الذي مكث من ظلها الاخضر في لبنان الثقافة والبطولة والمرؤات ؟ وهل يعقل أن المثقفين اللبنانيين، لايرون من ديزي الأمير إلاّ تلك الرسائل التي تخصهما وحدهما : خليل وديزي ؟ الآن : الشاعر خليل حاوي والقاصة ديزي الأمير والناقد رجاء النقاش والشاعر بلند الحيدري: عند مليك مقتدر ومن الأفضل لنا جميعا ان نتذكر فضائلهم على الثقافة العربية، والإشادة بنتاجاتهم لهذا الجيل الذي لا يعرف منهم حتى الأسماء .
(*)
لن أخوّل شخصي محاميا للدفاع عن الراحلة ديزي الأمير، التي سكنت بصرتنا بضع سنين، سأقتطف من كلامها للرد على الأستاذ الأديب عبده وازن، من كلامها قبل أكثر من ربع قرن، والكلام منشور في مجلة لبنانية رصينة : ( العدد الواحد والستون/ تموز/ 1993/ مجلة الناقد ).. ( لدى القراء قصة اسمها رسائل خليل حاوي . منذ صدور كتاب ( رسائل خليل حاوي) والقراء حائرون، يتعبون أنفسهم في التفتيش عمن كتب لها هذه الرسائل ولماذا شطبت بعض فقراتها . مؤلم جدا أن لايرى القارىء في الحذف إلاّ شيئا مشينا، وان السبب هو الخوف من تقاليد المجتمع ومعنى ذلك إن صاحبة الرسائل تخجل من أمور تتعلق بخليل وبها معا وبصورة أوضح،القراء يشكون ونيتهم سيئة، حول هذا المحذوف . ) ثم تقول ( أعجب لفضول القراء وللناشر ) ثم ترى ديزي نشر هذه الرسائل ( من قبيل خدمة الباحثين الذين بحاجة إلى مراجع عند دراستهم لحياة الشاعر خليل حاوي، لذلك لم يكن مهما من هي التي كتبه لها، بل المهم ماكتبه هو، وبعض الفقرات والجمل حذفت لأنها تدل على شخصية صاحبة الرسائل، وهذا ما أرادت هي باصرار ألا تعلنه.. وفي رسائل خليل أمور خاصة به، وشخصية عنه وليس من أخلاق صاحبة الرسائل اذاعة أسرار الناس ولا النميمة وقد وثق بها خليل وقال لها وكتب مالم يقله أو يذكره لأحد لأنها محط ثقة وصاحبة ضمير يقظ . فلم ترد الأساءة إليه خاصة بعد رحيله ) ثم تعلن ديزي بخصوص الآخرين ( الذين غضبوا شديدا وكتبوا بعنف وقسوة فهم أكثر الناس حاجة للصمت .. ) ويستمر مقال ديزي الامير في ردها على مقالة صقرأبو فخر ( التفرد جريمة والبوح خطيئة ) المنشورة في مجلة الناقد/ ع57/ آذار 1993
(*)
بعد تكرار قراءتي لمقالة ديزي الأمير ( السيرة الضائعة / رجاء النقاش يخفي رسائل الشاعر محمد المهدي مجذوب إلى ديزي الأمير ) والمقالة منشورة في مجلة النقد/ع78/ كانون الأول/ ديسمبر/ 1994، بعد تكرار قراءتي الآن في 3/ 12/ 2018 شاركت فقيدة القصة القصيرة العراقية والعربية سؤالها التالي ( ماذا حل برسائل الشاعر محمد المهدي المجذوب ؟ ) لكن سؤالي الآن عاطل عن الإجابة لأن السائل والمسؤول عند مليك مقتدر: القاصة والناقد : ديزي الأمير ورجاء النقاش .
(*)
في مقالتها تخبرنا ديزي أنها تعرفت بالشاعر محمد المهدي مجذوب حينما كان عائدا من بغداد 1964 بعد اشتراكه في مؤتمر الأدباء الذي عقد في بغداد، ويومها لم تكن ديزي تعرف أن مجذوب هو الأمين العام لاتحاد الأدباء في السودان ثم تم التواصل بين ديزي ومجذوب من خلال عائلة السفير السوداني في بيروت، وحين عاد المجذوب الى السودان طفق يراسلها من طرف واحد ورسائله كما تصفها بغاية التهذيب، وهي بدلا من الرد على رسائله كانت، تكلف السفير السوداني بذلك وبشهادتها ( اتصلتُ بالاستاذ ضرار وطلبت منه أن يشكر الشاعر لرسالته الكريمة، وقلت له الأفضل أن يكتب لي إلى عنواني في السفارة العراقية ) ثم تستدرك ديزي ( لم أعن أبدا أنني أريد منه أن يستمر في الكتابة، وكان هذا خطأ مني .. أقول إنه لولا طلب تغيير العنوان، كما أظن، لما توالت الرسائل بشكل متدفق لا يصدق ) وكانت رسائل المجذوب تمتاز بالسمك والتدفق المستمر، وبشهادتها ( أنا لم أكتب إليه، لأني لم أكن أكتب رسائل للرجال أبدا خاصة أني لا أعرف الشاعر معرفة حميمة أو عميقة وأخاف أن تتواجد رسائلي لدى رجل غريب فكيف أكتب وأنا العراقية المحافظة المتزمتة لرجل لا هو صديق ولا قريب وكانت رسائله طويلة ومتقاربة فيها تفاصيل دقيقة كأنها سيرة ذاتية بالرغم من أنه لايعرفني إلا من خلال لقاء مجاملة حدث بالصدفة ).. تتراكم رسائل المجذوب إليها والى سواها ( ثم سمعت ُ من بعض الصديقات أنهن يتلقين رسائل منه، وكم أفرحني هذا الخبر، ! إذاً لست أنا الوحيدة الجاحدة حينما لا أجيب وهو يحدثني عن همومه . ولم أتساءل أو أحاول أبدا معرفة موقفهن من رسائله . هل يجبن عليها ؟
(*)
بتوقيت ما يجري، تحدثنا الأديبة ديزي الأمير عن علاقتها بالناقد رجاء النقاش وعائلته ( كنت ألتقي بالصديق رجاء النقاش وأفراد أسرته في بيروت ومصر، وفي بغداد أثناء المؤتمرات والمهرجانات . واستمرت الصداقة بعد سفر آل النقاش إلى قطر.. وسيقنعها الناقد رجاء النقاش بضرورة نشر رسائل محمد مهدي مجذوب، ( لأن المادة التي أرسلت لك هي أسراره التي أتعبته بحيث صار مستعدا أن يقولها لمن يثق بهم، حتى لو لم يعرفهم جيدا، إعتبري نفسك طبيبا نفسياً باح له واعترف مريض في حاجة ٍ الى العلاج ) ثم تخبرنا ديزي أن فترة التفكير طالت سنوات، أنها سترسل الرسائل الى رجاء النقاش وسيعينها بالتوصيل عبر البريد المسجل : الشاعر بلند الحيدري، وبعد فترة ليست قصيرة ستعرف أن الناقد استلم الطرد البريدي لرسائل محمد المهدي مجذوب .
(*)
وفي عام 1988 أو 1989 بالصدفة – حسب كلامها – ستلتقي النقاش في بهو فندق الرشيد، ولم يكن اللقاء إلاّ كلمع البرق على أن يلتقيها في اليوم التالي، فإذا به يغادر الى القاهرة مبكرا!! وهكذا وبتوقيت هذا المقال بقلم الأديبة العراقية ديزي الأميرفي مثل هذا الشهر : كانون الاول 1994 وهكذا لم تحصل أديبتنا على جواب من النقاش حول مصير الرسائل ولم يحصل الدكتور بشير الداعوق المسؤول في دار الطليعة للنشر، على جواب من الناقد رجاء النقاش على الرسالة التي بعثها اليه بهذا الخصوص!! ونكرر مع أديبتنا الرحلة ديزي الأمير ( ماذا حل برسائل الشاعر السوداني الكبير محمد المهدي المجذوب ؟ )
(*)
لوكان الشاعر السوداني محمد المهدي مجذوب، طيّب الله ثراه- معنا الان، في عصر حاضنات التقانة : الأميل/ الفيسبوك/ الواتساب ..هل سيحبّر كل هذه الأطنان الورقية !!
(*)
شجيرة الورد ديزي سيواصل عطرها التأرج من حدائق سيرتها ومن نبرتها القصصية الخفيضة، ومقالاتها المهمومة بالسلوك السوي للمثقف العربي المأزوم .
(*)
سلام ٌ..
سلام ٌ
على قوم ٍ صاروا حيارى سكارى في شوقِ عالم ٍ
وعشقِ جلال نور الأنوار،في مواجيدهم
بالسبع الشداد
السهروردي المقتول