فاعلية دور المرأة في المجتمع المدني العراقي

2010-12-01

( عرض رسالة ماجستير غير منشورة).

المقدمة

شهدت منظمات المجتمع المدني، التي تشمل المنظمات الانسانية والمهنية والدينية والنقابات وكافة المنظمات غير الحكومية (النفعية غير الربحية) التي تقدم نفعا للجمهور دون مقابل ودون رقابة مباشرة من الدولة عبر مؤسـساتها المـختلفة، نمواً عـدديا ملـحوظاً بعد (9/ 4/ 2003) دفعنا للتساؤل عن الانجازات النوعية لهذه المنظمات مقارنةً بتراكمها الكمي، وهل استطاعت هذه المنظمات أن تقوم بدورها كاملا وبدون نقصان؟.

إن مقدرة هذه المنظمات على القيام بدورها وبشكل كامل مرتبطا ارتباطا وثيقا بوقف الدولة لتدخلها الدائم في تشكيل وتنظيم وإدارة هذه المنظمات، والتي تحاول دائما السيطرة عليها بهدف شل قدراتها التنظيمية، وابرز هذه المحاولات هو استحداث وزارة تعنى بشؤون المجتمع المدني وتكون ذات صلة بمنظمات ذلك المجتمع الا وهي وزارة الدولة لشؤون المجتمع المدني.

لم تستطع منظمات المجتمع المدني وبالتحديد المنظمات النسوية من تحقيق دور مهم وحقيقي وتقديم خدمة نوعية لصالح المواطن على الرغم من كثرة إعدادها ، فواقع الخدمات التي قدمتها هذه المنظمات لا يتعدى الحد الأدنى من المهام الملقاة على عاتقها فجاءت هذه الرسالة لتدرس دور المرأة العراقية في هذه المنظمات وما يمكن أن تقدمة المرأة إلى المجتمع واهم المعوقات التي تحد من مشاركتها الفاعلة في هذه المنظمات، وهذا ما يوضح أهمية تناول موضوع المرأة ويؤكد ضرورة تهيئة الظروف المناسبة لتمكينها من العمل، فهذه الدراسة تهدف التعرف على مفهوم المجتمع المدني في المجتمعات العربية والغربية والتطرق إلى أهمية إشكالياته، ومن ثم تحليل دور المرأة في منظمات المجتمعات العربية بصورة عامة والعراقية بصورة خاصة من خلال التعرف عن طريق الدراسة الميدانية على أهم العوامل التقليدية التي تحد من مساهمة المرأة في منظمات المجتمع المدني ومعرفة العلاقة الجدلية بين الدولة وهذه المنظمات، إضافة إلى معرفة مدى تأثير منظمات المجتمع المدني في سياسية التنمية في المجتمع العراقي، ولتحقيق هذا الهدف قسمت الدراسة الى ثلاثة اطر وعلى النحو التالي:

أولاً: الجانب المنهجي، وتضمن الفصل الأول الذي تألف من مبحثين: الأول الإطار المنهجي الذي يوضح إجراءات عناصر البحث الأساسية والتي تمثلت في موضوع البحث واهميتة وأهدافه وكذلك تحدد المفاهيم والمصطلحات العلمية التي تم تناولها في الدراسة، وقد تم استخدام ثلاثة منهاج هي منهج المسح الميداني، المنهج التاريخي، المنهج الإحصائي. اما المبحث الثاني فقد تضمن الإجراءات المنهجية والتي تشمل تصميم العينة الإحصائية، مجالات الدراسة، الأدوات المستخدمة في الدراسة وهي المقابلة، الاستبيان، فضلاً عن الفرضيات التي استخدمت في البحث والتي أردنا اختبارها والتحقق منها.

ثانياً: الجانب النظري، فقد تالف من ثلاثة فصول أولها الفصل الثاني الذي تناول أهم الدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع الدراسة الحالية وقد توزعت ما بين الدراسات العراقية والعربية والأجنبية. ثم الفصل الثالث الذي تضمن عرضا لمفهوم المجتمع المدني في الفكر الغربي والعربي وإشكالية هذا المفهوم، وأخيرا الفصل الرابع الذي تناول دور المرأة العربية بصورة عامة والعراقية بصورة خاصة في المجتمع المدني.

ثالثاً:الجانب العملي تالف أيضا من ثلاثة فصول هي الفصل الخامس الذي تناول دراسة خصائص العينة وخاصة الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية لعينة الدراسة، والفصل السادس تضمن قياس فاعلية المنظمات النسوية في المجتمع المدني العراقي وكان الفصل السابع عرض لأهم الاستنتاجات التي توصلت إليها الدراسة كما تم طرح مجموعة من التوصيات التي يمكن الاستفادة منها في الوصول الى نتائج أفضل مستقبلاً.

الخلاصة

ان دراستنا هذه هي دراسة ميدانية لدور المرأة في مؤسسات المجتمع المدني العراقي ، نحاول من خلالها الكشف عن طبيعة العلاقة بين المرأة والمجتمع المدني من خلال تعريف مفهوم المجتمع المدني ومرحل نموه عالميا وعربيا ومحليا ومعرفة الدور الذي يمكن ان تلعبه المرأة في مؤسسات هذا المجتمع ، والتي تعتمد على بعض المتغيرات الأساسية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية .

أخذت عينة الدراسة بطريقة عشوائية لـ( 15) منظمة نسوية مسجلة في وزارة التخطيط من مجموع (30) منظمة ، حيث تم جمع المعلومات من هذه العينة بطريقة الاستبيان ومن ثم تمت معالجتها إحصائيا .

تم التوصل الى عدد من النتائج تبين ان فاعلية المرأة محدودة في مؤسسات المجتمع المدني بصورة عامة ، نتيجة لعدة عوامل منها تدخل الدولة في عمل هذه المؤسسات وتأثير العادات والتقاليد ووجود بعض المعوقات كتدهور الوضع الأمني وعدم وجود مكان ثابت ودائم لهذه المنظمات ، بالإضافة الى عـدم كفاية البرامج المقدمة في هذه المنظمات للنهوض بواقع المرأة . وعلى الرغـم من هذه المحدودية استطاعت منظـمات المجتمع المدني النسوية ان تكون قوه ضاغطة في قـرارات سـياسية مهمة وان يكون لها إسـهام ملموس في الخطط التنموية للدولة .

الخاتمة

اولاً : الاستنتاجات

ظهر هذا المفهوم الى حيز الوجود في الغرب في حدود القرن التاسع عشر، اما في الشرق فظهر في بداية القرن العشرين. فالمدنية صنعت الدولة في الغرب، وان الدولة هي التي صنعت المجتمع الدولي في الشرق.
هناك علاقة تبادلية ايجابية بين مستوى مشاركة المرأة في منظمات المجتمع المدني النسوية وبين التحصيل الدراسي، حيث وجد انه كل ما حصلت المرأة على شهادة تعليمة كلما كانت فرص العمل لديها أوسع وكلما كان مستوى تحصيلها العلمي منخفض كلما كانت فرص عملها قليلة في هذا المجال اذ تبين ان اكبر عدد من العاملات قد أكملن تعليمهن العالي ونسبة (70.66%) مقابل (0%) لمن لن يكملن تعليمهن .
هناك علاقة ايجابية بين مستوى مشاركة المرأة في مجال منظمات المجتمع المدني النسوية وبين الخلفية الجغرافية، اذ تشير نتائج المسح الميداني الى انخفاض مستوى مشاركة النساء اللاتي ينحدرن من فئة اجتماعية ريفية اذ بلغت نسبتهن (0%) في حين ارتفعت مشاركة النساء اللاتي ينحدرن من فئة اجتماعية حضرية اذ بلغت نسبتهن (100%) .
لوحظ من خلال الدراسة الميدانية ان الظروف الاجتماعية والتي تتمثل بالعادات والتقاليد التي تحيط بالمرأة قد أثرت وبشكل كبير على دورها وعملها في مجال منظمات المجتمع المدني وبنسبة (85.33%) .
تشير نتائج المسح الميداني ان اغلب المنظمات النسوية قد تأسست بعد 9/4/2003 اذ بلغت نسبتها (76%) بالمقابل بلغت نسبة المنظمات النسوية الموجودة قبل 9/4/2003 (24%).
بما ان هذه الدراسة تحاول الكشف عن معوقات مشاركة المرأة في مجال عملها في المنظمات في العراق لوحظ من خلال الدراسة الميدانية ان اهم المعوقات هي عدم توفر الأمن اذ بلغت نسبتها (78.67%) لذ ترتبط مشاركة المرأة في المؤسسات بالانفراج السياسي للبلد .
عدم كفاية البرامج الموجودة في هذه المنظمات والموجودة حاليا فيها للنهوض بواقع المرأة ، اذ تشير نتائج المسح الميداني ومن خلال أراء المبحوثات ان نسبة النساء اللاتي يؤكدن ذلك هي (84%) .
اما فيما يخص رأي المرأة بشان المساواة بين الجنسين في مجال عملها في المنظمات غير الحكومية فقد بلغت نسبة النساء اللاتي يطالبن بالمساواة في هذا المجال (68%) وبالمقابل بلغت نسبة اللواتي يطالبن بعدم المساواة (24%).
اغلب المنظمات النسوية الموجودة في العراق ذات صيغة إنسانية مما يدل على الرغبة الشديدة لدى هذه المنظمات النسائية مساعدة أبناء الشعب العراقي الذي يعاني الأزمات في الوقت الحالي اذ بلغت نسبتها (84%) .
اغلب المنظمات العاملة في مجال المرأة تتلقى التمويل اللازم لتسيير أنشطتها من الخارج فقد طغت قضية التمويل الخارجي على الأنشطة الحقيقة والفاعلة التي تمارسها تلك المنظمات اذ بلغت نسبة التمويل الخارجي (65.34%).
11. من أسباب ضعف عمل الجمعيات والمنظمات غير الحكومية عدم وجود مراكز لهذه المنظمات لكي تمارس نشاطاتها اذ بلغت نسبة المنظمات التي ليس لها مكان دائم (66.67%).

استطاعت هذه المنظمات النسائية أن تؤثر في القرار السياسي للدولة عن طريق تشكيل رأي ضاغط عام على الدولة في العراق ونسبة(77.33%)، وان تزيد نسبة النساء في التمثيل السياسي في الجمعية الوطنية التي تشكلت الى (30%) واستطاعت أن تحصل على مقاعد وزارية بلغت نسبتها 6 وزارات.
أن اغلب النساء المنتسبات إلى هذه المنظمات قد انتمين على أساس رغبة شخصية اذ بلغت نسبتهن (86.67%) مما يؤكد رغبة النساء ووعيهن في مساعدة المجتمع الذي يعاني حالياً الفوضى الاجتماعية مما يدل على الوعي العالي لدى المرأة العراقية.
تشير الدراسة الميدانية الى ان خطط منظمات المجتمع المدني لا تؤثر وبشكل كبير على سياسة التنمية اذ بلغت نسبة النساء اللاتي يؤكدن ذلك(69.33%).
تشير الدراسة الميدانية ان الدولة العراقية فاقدة لمعادلة التوازن بين الدولة والمجتمع المدني، وإنها تهيمن على ميادين الإنتاج المادي والثقافي وبنسبة (61.33%) لتنطلق منها للهيمنة على ميدان المنظمات المدنية مما حال دون فاعلية المجتمع المدني .
ثانياً : التوصــــيات:

1- في ضوء النتائج التي تمخضت عن هذه الدراسة اتضح إن هناك جملة من المعوقات الجوهرية التي تقلل من مشاركة المرأة في منظمات المجتمع المدني، لذا تقترح الباحثة عدد من التوصيات التي من شانها آن تزيل تلك المعوقات أو تقللها ويمكن آن تصنف تلك التوصيات على النحو التالي:

إن قوانين العمل الذي يتعلق بمشاركة المرأة في الحياة العامة يعطي المساواة المطلقة للمرأة مع الرجل في يتعلق بممارسة العمل، في حين إن مجموعة من العادات والتقاليد التي لا تنسجم مع الواقع تعيق هذا، لذا لابد من إزالة الصورة النمطية للمرأة ورفع وعي المجتمع بأهمية عمل المرأة ودورها في منظمات المجتمع المدني من خلال التدريب والتوعية.
توعية المرأة بحقوقها القانونية وإخراجها من اطر الجهل بالقوانين التي تسلب حقوقها والتي منحتها إياها الأديان والقوانين.
بعد هذا النجاح النسبي الذي حققته المرأة في العراق خاصة المنظمات والمؤسسات المدنية العاملة في مجال المرأة في العراق لا تزال المرأة تعاني مشكلات تحد من قدرتها على أداء دورها المنوط بها وفي القلب من تلك المشكلات أو التحديات هي عدم القدرة على تحقيق استقلاليتها.
يجب أن يتضمن الدستور العراقي فقرة خاصة بمنظمات المجتمع المدني .
لأهمية دور المرأة في عمليات التنمية الاقتصادية والتطور الاجتماعي والمشاركة السياسية أوجبت الدولة بزج طاقات المرأة في عمليات إجراء التحويلات الجذرية والاجتماعية والسياسية في مجتمعنا.
توعية المجتمع بأهمية عمل المرأة وبمشاركتها في العملية السياسية.
تخصيص نسبة بميزانية الدولة لتطوير عمل المنظمات.
زيادة التمويل المخصص للبرامج والمشاريع الرامية إلى ترويج الأنشطة المستدامة في مجال تنظيم المشاريع من اجل توليد الدخل إلى النساء المحرومات والنساء اللاتي يعشن تحت وطأة الفقر.
صياغة سياسات الحكومة المتعلقة بالمساواة بين المرأة والرجل ووضع استراتيجيات ومنهجيات ملائمة لتشجيع التنسيق والتعاون بين الحكومة ومراكز دراسات وبحوث المتعلقة بالمرأة مثل المعاهد التعليمية ووسائل الأعلام ومنظمات غير الحكومية ولاسيما منظمات المجتمع المدني النسائية.
إقامة الروابط المشتركة بين المنظمات والهيئات الوطنية الإقليمية والدولية العاملة في مجال النهوض بالمرأة .
أن تحديث العراق فكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً هو هدف لا حياد عنه وبدون تطرف أو انتهاك للثوابت الأخلاقية للمجتمع العراقي.
تسعى المنظمات غير الحكومية إلى أن تكون نسبة النساء في كل مواقع صنع القرار في أجهزة الدولة ومؤسساتها (40%).
تطوير آليات وبرامج منظمات المجتمع المدني للنهوض بواقع المرأة عن طريق إقامة الدورات التدريبية لاكتساب مهارات تمكنهن من الحصول على عمل

تخريج وتوثيق الرسالة

فاعلية دور المرأة في المجتمع المدني العراقي (دراسة ميدانية في المنظمات النسوية)، رسالة تقدمت بها: بانياس عدنان جلوب المطيري، الى مجلس كلية الاداب في جامعة بغداد وهي جزء من متطلبات درجة الماجستير آداب في علم الاجتماع، باشراف الاستاذة الدكتورة فوزية العطية. 1426هــ بغداد 2005م.

العرض الالكتروني والاعلام والتبادل العلمي: ببليوغرافيا إراكي

http://alsafeerint.blogspot.com

alsafeerint@yahoo.com

TEL: 964 - 07901780841

P.O BOX 195

BAGHDAD IRAQ

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved