لا يذهبُ الهمُّ عنْ جرح ٍ يُعذِّبُني
إلا إذا عشتُ ذاكَ المستوى الأرقى
حيثُ الكمالاتُ مِنْ أنوارِ حيدرةٍ
دواءُ مَنْ سارَ نحوَ العروةِ الوثقى
و كلُّ قطرةِ نورٍ مِن روائعهِ
تُعدُّ منهُ بلوغَ العالمِ الأنقى
كم عالجَ الأحرفَ البلهاءَ فاصطلحتْ
و عطرُها منهُ كم ذا عالج الحمقى
الأبجديَّةُ لمْ تُصلحْ مفاصلَها
إلا و منهُ سقتْ أضواؤها الخَلقا
و كلُّ أيَّامهِ أضحتْ به قمماً
لأنَّها منهُ لا تـظما و لا تشقى
و مِن مُحيَّاهُ معنى العارفينَ أتى
و في سياقاتِهِ هذا الهدى يبـقى
و كلُّ مجرى لهُ تبيانُ عالمِهِ
أرسى على الماءِ منهُ ذلك الحقـَّـا
و مشعلي منهُ لم تسكتْ حرارتُهُ
إلا لتظهرَ منـهُ ذلكَ العشقا
القبلُ و البعدُ في تصويرِ حيدرةٍ
في الصورتيْنِ هما لم يلحظا فرقا
و كيفَ نلحظ أخطاءً لجوهرةٍ
غيرَ السَّماواتِ لا تـرضى و لا تلقى
هذا عليٌّ عليٌّ في فضائلِهِ
و في سباقاتِها قد أحرز السَّبقا
و ذلك الكونُ مِن أكوانِ حيدرةٍ
لم يتسع حدُّهُ إلا لهُ شوقـا
و كيف لم يتسعْ حدٌّ و أسطرُهُ
بين الفواصلِ كم ذا واصلَ الطرقـا
و في كياناتهِ أصداءُ فارسِنـا
فأثمر العدلُ منهُا الرَّعدَ و البرقـا
و كيف لا تُثمرُ الأمجادُ مِن بطلٍ
و منهُ يشرقُ معنى العروةِ الوثقى
و علمُهُ البذلُ لم تـنقصْ خزائنُهُ
إن لازمَ الصَّمتَ أو إن لازمَ النُّطقـا
صفاتُهُ ذاتهُ في كلِّ منعطفٍ
أحيتْ إلى العطرِ منهُ ذلكَ الصِّدقـا
ما ذاكَ إلا محيطٌ لا تُداخلُهُ
إلا المعاني التي تنمو بهِ عمقا
صلّى و كلُّ صلاةٍ مِنْ روائِعِه
تُضيءُ مِنْ جانبيها الغربَ و الشَّرقـا
داوى و كلُّ دواءٍ مِنْ ملاحمِهِ
أمسى لنا الوردَ و الأحضانَ و الرِّفقا
ما عالَمُ الدُّرِّ إلا بـعضُ عالمِهِ
يُعَدُّ في حبِّهِ مِنْ جملةِ الغرقـى
و أعظمُ الرزقِ أن تهوى أبا حسنٍ
و منكَ تزدادُ أكوانُ الهدى رزقا
هذا هو الحبُّ إن لازمتَ مصدرَهُ
فالعطرُ أنتَ و منْ أنقى إلى أنقى
و كيفَ تظمأ أخلاقٌ مقدَّسة
و مِنْ عليِّ لها الأنوارُ تُستسقَى
عبدالله علي الأقزم
3/10/1434هـ
7/8/2013م