سقاكَ و مِنْ شهدِ الهدى المتعة َ الكبرى
و وصلُكَ عندَ الفصلِ قد أنطقَ البحرا
و دربـُكَ نحوَ النور ِ ينشرُ للمدى
فصولاً مِنَ الأمطارِ والطِّيبِ و البُشرى
تنادي إمامَ الكاظمينَ و أنتَ في
تراتيلِ عشق ٍ تـُسعِدُ النثرَ و الشِّعرا
ببابِكَ يا زهدَ الحياةِ و نبلـَها
قرأناكَ معنىً فتـَّحَ الوردَ و الزهرا
أيا كلَّ صبرٍ منكَ جاورَ عالَماً
لغيرِ صفاتِ المجدِ لم يُطلِقِ المجرى
و يا ذلكَ النورُ المسافرُ في دمي
و كلُّ عطاياهُ بوادي الهدى تـتـرى
و يا أجملَ الأشياء ِ و الخيرُ عندَهُ
يُزاوجُ في أضدادِهِ البحرَ و النهرا
و أنتَ هيَ الأمجادُ في صلواتِها
يفوحُ بها التكبيرُ مِنْ بوحِها عطرا
و كلُّ حياةِ الخالديـنَ قدِ ارتضـتْ
حياتـَكَ أنْ تـبـقى إلى كلِّـها مسـرى
تَـعَـالـيـتَ مِنْ نور ٍ تقدَّسَ حملُـهُ
و صارتْ بكَ الآمالُ رابية ً خضرا
و أنتَ إمامُ الصابرينَ و حسبُنـا
بحرفٍ أتانا منكَ نستكشفُ البدرا
و ما هذهِ الأصفادُ فيكَ سوى النَّدى
يُضيءُ لنا الأبعادَ و العترةَ الغرا
تقدَّستَ مِن فكرٍ تعاظمَ شأنُهُ
يحاورُهُ التقديسُ و الفكرةُ النَّورا
سجودُكَ للرحمنِ رحلةُ أنجمٍ
برحلتِها الأذكارُ قدْ أُغرِقتْ شُكرا
بهديِكَ كمْ تغنى الحياةُ و ترتوي
و مَا أبْصَرَتْ إلا جمالَ الجنَّةِ الكبرى
أذانُكَ في هزمِ الشَّدائدِ كلِّها
أذاعَ لنا الآمالَ و السَّعدَ و اليُسرا
و أنتَ لأطوارِ المياهِ أخذتنا
و في كلِّ لونٍ تكظمُ المدَّ و الجزرا
تذهَّبتِ الأخلاقُ فيكَ فأنشأتْ
طرائقَ للأمجادِ و القُبَّة َ الصفرا
على رائعاتِ الحُبِّ أغرسُ عالمي
و منكَ إليكَ قامتِ النَّجفُ الصُّغرى
فهذا هو الحبُّ الذي قد أحالني
مِنَ الضفَّـةِ الدنيا إلى الضفـَّةِ الأخرى
غروبي شروقي كمْ يطيرُ جناحُهُ
إليكَ مِنَ المعراجِ في سُبحةِ الزهرا
8/12/1440هـ
10/8/2019م