لم أعتَد النظرَ ، إلى مَشاهدِ الشأنِ العامّ ، من بعيدٍ .
وقد كلَّفَني ذلك ما كلّفَني من فصلٍ وتشــريدٍ وحبسٍ .
وإلى الآنَ أدفعُ ضريبةَ الاقترابِ حتى الاحتراقِ.
هذا ، كلُّهُ ، يبدو لي ، هذه الساعةَ ، جميلاً ، ومَدْعاةَ مَســرّةٍ ، وفخرٍ .
أن تكمنَ ، في " حيّ السلّم " بالضاحيةِ ، خلف شجرة رمّانٍ ، تراقبُ دبّابةً إسـرائيليّة ، في العام 1982.
قال السودانيّ ، وكان كما أعتقدُ ، آمراً :
نحن هنا قوّةُ تعويقٍ .
نعم.
ليس بمقدور الموقع الفلسطينيّ المتقدم إيقافَ طوابير شارون المدرّعة التي كانت تُطْبِقُ على المدينةِ .
بإمكان الموقع أن يُعيقَ .
وهذا ما كان .
الآمرُ السوداني ( وأظنّ اسمَه عبد الناصر ) كان ينظر من بعيدٍ .
*
منذ 2003 ، والعراق يزداد تدهوراً .
الحلول تنأى . والكابوسُ يقيمُ أثقلَ فأثقلَ.
والناسُ أعْـمَـتْـهُم شؤونُهم النغّارةُ عن رؤيةِ المشهدِ الفاجعِ .
القربُ حتى الالتصاقُ يُعْمي أحياناً .
*
إذاً لنجرِّب النظر من بعيدٍ .
لنجرِّبْ فقد نُبصِرُ الهولَ الذي لم نعُدْ قادرين على رؤيته !
طنجة 30.06.2011