فنجانُ قهوتي

2017-01-20
هيَ قهوتي....

فنجانُها حطَّ الحكايةَ،

فوقَ أحزانِ الشفاهِ،

وما انتهتْ بينَ السؤالِ،

متاعبي....

أأعودُ منطفئاً إلى وجعي؟

أم الأيامُ سوفَ تُضيءُ،

خيمةَ دمعةٍ....

ما فارقت في لهفها

مدنًاً....

تُهاجرُ كالطيورِ النازفةْ؟

ما زالَ يبحثُ عن همومي

سؤالُ بوحي

في يديّْهِ دماءُ أجوبةٍ

ولهفةُ غيمةٍ...

ضلَّتْ طريقَ رُجوعِها

وحنينُ قهوتي في مواجِعِهِ

دموعاً راشفةْ!

ماذا سيلزمني لأُبعدَ عن عتابِ القلبِ،

نوحَ الناي......

في وجعي انكسارُ الذاتِ،

يهزمني!

يُضيءُ بقهوتي

دمعي؟

وما ارتشفتْ شفاهي

غيرَ ما يعطي العتابُ،

على مدائنَ في الغيابِ،

تجرَّدتْ منها الفصولُ،

ولا تزالُ أمامَ عصف الريحِ،

تمضي واقفة!

ما زلتُ أبحثُ عن خطىً

فقدتْ سحابَ رجوعِها

فطوتها ذاكرةُ الضبابِ،

تعالى فيها الصوتُ مذبوحاً

على بابِ الصباحِ،

ومنْ منافي الدمعِ،

في لغتي حروفٌ غارفةْ!

وملامحُ الفنجانِ....

ما عادتْ تُلمْلمُ عن أصابعِ رعشتي

كسلَ الندى!

أأعودُ أقرأُ لحظةَ التاريخِ،

في تعبي...

همومٌ جارفةْ؟

هلْ جئتَ يا قلبي

تُفتِّشُ عن تفاصيلي؟

سؤالكَ هل يُغادرُ في الرمادِ،

عباءةً ثكلى؟

أم الأيامُ تأتي في الصدى،

بركانَ ذكرى؟

ما عدتُّ أدري كيفَ ينهضُ،

في يدي قمحي،

ويُرجعُ في الفصول العاطفةْ؟

لا شيءَ في وسعي الكلامُ،

إذا تخلَّتْ عن أصابعِ لهفتي

لغتي...!

أتتْ شفتي على شمسِ الحروفِ،

لترشفَ صبحها...

تتجلَّى فيها رهافةٌ

ما بينَ رشفةِ قهوةٍ،

وحنينِ نكهتها ...نِداءٌ

دقَّ أمواجَ البحارِ الهادرةْ

ما عدتُّ أهجرُ ذاتِ قلبي؟

ما تركتُ نوافذي للإغترابِ،

وما دعوتُ سوى همومِ الوقتِ،

في لغتي......!

فكيفَ يلفُّ أحلامي انكسارٌ

لا تزالُ سنابلي

في...في... شذاها لاهفةْ؟

وتركتُ فوقَ سياجِ فنجاني

وصيةَ والدي

لم يلتفتْ لمذاقها طيرُ السماءِ،

ولا مدائنَ في عتابِ البوحِ،

تُرجِعني إلى ذاتي

فكيفَ أردُّها في ظلِّ ريحٍ

أوجعتْ قدمَ الصباحِ الزاحفة؟

لم يعدْ حلمي إلى بيتي

ليحمل رعشَ خوفي....

عن تضاريسِ الطريق،

فكيف توصلني الخطى

ما زالَ فنجاني...

يوشوشُ حلمَ ذاتي...

كي أعودَ إلى عراقةِ بيتنا

وأدقُّ صحو ندىً

قُبيْلَ هبوبِ ريحٍ خاطفةْ؟

ماذا ستحتاجُ المسافةُ،

من نصوصِ الشمسٍ....؟

ماذا...؟

كيفَ أقرأُ في النصوصِ سنابلي

لأرى تفاصيلَ لوني؟

فأنا على لونِ المعاني

سوفَ تعرفني الفصولُ،

تضيءُ غيمةَ قهوتي

فأجيءُ أقرأُ لهفتي

ومسافتي تمشي على ألقِ الطريقِ،

وتمحو من خطوي

ملامحَ خائفة!

ماذا لديَّ أقول في مشوارِ قهوتنا؟

جراحي لا تزالُ بلهفِ رحلتِها

تفتِّشُ عن ضياءِ سمائِها

يا ويحَ قلبي...

كيف ما حطَّتْ طيورُ الفجرِ

نكهتها...؟

ألم أسمعْ صدى هذا المكانِ،

بداخلي...

يمشي على كذبِ الهوى

كالدمع تُسقيهِ الجراحُ الراعفة؟

ماذا أقولُ أمامَ أوجاعِ الأفولِ،

حدودُ ذاكرتي سماءٌ

دمعُها يجري على فقدِ المدائنِ،

أرضُها...

وجعٌ على بوحِ الشهيدِ،

أراهُ يمشي صاعِداً...

متعلقأ بنشيدِهِ ويقولُ:-

قاتل أمي...!

ما...ما.. زالَ يغسلُ في دمي

إثمَ الجريمةٍ،

هاجسي يمشي سؤالاً...

في يديّْهِ مواجعي

وكأني في وقتي

أرددُ إرثَ أمي

كيفَ يأكلني انتظارٌ

في يدي...

تصحو جبالٌ عاصفةْ!

هيَ قهوتي....

فنجانُها ما عادَ لي قمراً

على شفتي...

ألَونُ هزيمتي يبدي الجمالَ،

على رياحِ الروحِ؟

يا...يا... ويح قلبي

ما تخلَّى عن حصونِ مذاقِهِ!

فهل الحصونُ أتتْ

تلالاً من شعاراتٍ

تنامُ على شظايا القلبِ؟

ما أدركتُ أنَّ بقاعِ فنجاني

أرى ذاتي....

بمصيدة الوعودِ الزائفةْ!

لا تترك الفنجانَ يسقطُ من يدي!

في رحلتي...

أمشي إلى أعماقِ ذاتي....

فأرى دمي نوراً

سيدخلُ في الظلامِ،

يضيءُ فنجاني

بشلالاٍ تلَّظى فيه وقتي

ألف عامٍ في الأفولِ،

فكيفَ ...كيفَ سأتركُ الفنجانَ،

يسقطُ من يدي؟

في كلِّ ناحيةٍ

سأسألُ قهوةَ الفنجانِ،

عن زمنٍ....

سيصغي نحو صوتٍ

شالَ من وقتي
ألف عامٍ في الأفولِ،

فكيفَ ...كيفَ سأتركُ الفنجانَ،

يسقطُ من يدي؟

في كلِّ ناحيةٍ

سأسألُ قهوةَ الفنجانِ،

عن زمنٍ....

سيصغي نحو صوتٍ

شالَ من وقتي

فصولاً زائفةْ!

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved