هل أكونُ، المسيحيَّ، وحدي
في حارةِ الوثنيّين ؟
منذ اثنتي عشرةَ امرأةً كنتُ عاشرتُهُنّ
لم يقُلْ لي : سلاماً ...
أحدْ !
لم أُصادِفْ تحيّةَ عيدٍ
ولم يبتسمْ لي أحدْ .
هل أكونُ، المسيحيَّ، وحدي
في حارةِ الوثنيّينَ ؟
رُبّتَما ...
غيرَ أني رثَيتُ لهم
بل ذرفتُ دموعاً لهم
للضعافِ
ومَنْ، هم، مدى الدهرِ، مستضعَفون .
ذرفتُ دموعاً لهم
ذرفتُ دموعاً لهنّ
النساءِ اللواتي يبِتْنَ بغيرِ حساءٍ
وللواردينَ إلى ساحة السوقِ، سعياً، حُفاةً، بلا موردٍ
للصبايا البغايا
وللسائرين إلى حتْفِهم في الظلام .
................
................
................
لن يجيءَ أميرُ السلام
ليُنقِذَ بيزنطةَ ...
الحارةُ الوثنيّةُ، راضيةٌ بالظلام ...
لندن 10.12.2015