سوف آتي إليكَ ، نُعمانُ ، مستنفِداً قطارَ الضواحي
ومحطّاتِهِ ...
وقفَ الخطُّ عندكَ .
الآنَ ، هذي محطّـتُنا القصوى
ومِنْ بعدِها : أينَ ؟
القطاراتُ تمضي بهم ... تعودُ
ولكنّ قطاراتِنا توقّفَت :
الليلُ مُقيمٌ ، وهائمٌ بالســوادِ .
الليلُ أعمى
وأنتَ لم تجد اللونَ الذي ترتضيهِ أكثرَ :
أهوَ السوادُ ؟
أهوَ البياضُ ؟
أهو ما هيّأتْ كوابيسُـنا ، ضِـغْـثاً فضِـغْـثاً
أم الرحيلُ الـمِــدادُ ؟
يا صديقي ، أظلُّ أسألُ :
مَن يلقي بنا ، دائماً ، إلى آخرِ الخطِّ ؟
إلى آخرِ القطاراتِ
حيث الظلامُ ، حيثُ الضواحي ...
لفَظَـتْـنـا مدينةُ الأغنياءِ : الجرَبُ المحضُ نحنُ
نحنُ الخرابُ ...
نحنُ مَنْ لم نُطِقْ ملاءَمةَ الأبيضِ بالأسوَدِ
نحنُ الشُّــراةُ
نحنُ الجوابُ !
*
نهبِطُ الدّرْجاتِ القليلةَ :
كان الضوءُ يخبو
والبردُ يلسَعُ أطرافَنا ...
تقولُ : زمانٌ مَـرَّ مُذْ كنتُ ههنا ...
.................
..................
.................
الآنَ أذكرُ أيّاماً وعشرينَ عاماً مضتْ ...
آنَ الشواءُ
والفتَياتُ الـمُغَنِّياتُ ،
نبيذُ القٌرى وغرغرةُ الفودكــا
لقد كان في الأفْـقِ الـمُـلَــبَّــدِ ، الـجَـهْـمِ ، نجمٌ .
هل هوى ، من سمائكَ النجمُ ، يا نُعمانُ ؟
أمْ من سماواتِنا ، كلِّــنــا ؟
نحن سواءٌ .
لاتُغْلِقِ البابَ يا نُعمانُ
دعْ حُزمةً من الضوءِ تنْـسَــلُّ ولو خِـلْــســةً
ألستَ الـمُـغَــنِّــي ؟
لندن 11.10.2011