بالأمس يا أبا العبد انتظرتك على الشرفة كالعادة لنرتشف كأس الشاي مع الميرامية، ونتحدث في شؤون الأدب والثقافة وعن آخر المطبوعات والإصدارات في المكتبات، لكنك لم تأت. كنت تحب شرب الشاي مع الميرامية من يدي المرحومة زوجتي لمياء، أم آلاء وعدن، التي كانت لها معزة ومنزلة خاصة في قلبك .
كم نفتقدك يا نواف.. فقد رحلت رحيلك الأبدي، ولحقت بك رفيقة وشريكة حياتي لمياء، ولحق بك صديقك الشاعر الأديب والمفكر أحمد حسين، وصنوك في الأدب بروفيسور فاروق مواسي، والكثير الكثير ممن احببتهم من أهل الأدب والفكر والمجتمع، وأنتم الآن في العالم الآخر فلترقدوا تحت الثرى بسلام .
وها هو الشاعر الاستثنائي والمثقف النقدي المشتبك محمد الأسعد، الذي أحببته جداً وشغفت به، ونجحت بالتواصل معه وسماع صوته، يرحل غداة ذكرى رحيلك، ففي ذلك دلالة وإشارة عميقة .
نواف عبد حسن أخي ابن أمي وابن عمي، يا عقاد هذه البلاد، كنت مثقفاً موسوعياً وقارئاً نهمًا، واسع الاطلاع والمعرفة، مدمناً الكتب والقراءة في جميع ألوان الثقافة والأدب، وكان يهابك الكثير من الأكاديميين والمثقفين والمتأدبين، حيث وقفت لهم بالمرصاد .
في ذكراك يا نواف أتساءل مع صديقك الشاعر مفلح الطبعوني :
يا ذاكرة المثلث والجليل
مَنْ سيأخذ بيننا إلى عمق المصادر المعلوماتية؟!
مَنْ سيدلنا على طاقات الإبداع
وطاقات الجهد الأدبي الصادق؟
مَنْ سيفتح لنا نوافذ الشعر
وبوابات الروايات المختارة؟
مَنْ؟!!
وكيف سنصل إلى روائع القصص القصيرة
بدونكَ؟!
مَنْ سيصور لنا المقالات والقصص
والإبداعات النادرة؟
سأظل في انتظارك يا نواف، أيها العميق المعتق المميز، في الزمان والمكان نفسه، ولك الذكرى الخالدة والعطرة كالميرامية والريحان .