في ذكرى الراحل النحات منقذ الشريدة

2021-09-13

للذي عاش غريباً ومات غريباً

                              عصام الشريدة

منقذ

عندما عاش قلبي وخز الالم وجاوز الدمع
أَسكنني الخوف
واغدق الحزن استيطانه مساحات روحي
كان منقذ معي في هذه اللحظات الحزينه روحاً وجسد ...

***

أعطيني عينا ابكي بها يامنقذ

فقد جفت عيوني وهرم قلبي   

كيف ارثيك وأنا على وشك أن أفقد حتى الكتابة اليك من هول الحدث

لكني خفت من لحظة الاقتراب من الوجع ومن الغياب ...

ما زال في الجسد دم، وفي القلب نبض، وفي العمر بقية، فلماذا نعيش بلا حياة ونموت بلا موت ؟

***

عندما نسيتُ تماماً أن الموت لا ينسى أحداً...

الموت من الجوع أفضل من العيش هامشاً...

 جنون مطبق ... العيش فقيراً او الموت غنياً....

الموت حدث تركع أمامه جميع الأبواب ..

الموت أعاد ترتيب الحياة  فينا... ما رأيت يقيناً بلا شك ..

لنعش بسلام حتى نموت بسلام، فالصعوبة ليست في الموت بل في الحياة

الحياة فيض من الأحزأن يخيب ضنها في بحر النسيان ...

 أما الموت فهو الحقيقة الراسخة ....

 إن الموت يامنقذ لا يحتمل حضور المرآيا، لأن الموت لا يجب أن يعكس أحزاني  وفجيعة الموت ..

لم نستطيع أن  نقهر الموت  ولكننا نستطيع أن نقهرالخوف منه ....

أوليست الكتابة موتاً قبل الموت..

***

  من أبدع في حياته يموت حزيناً وربما ضاحكا من الحزن أو مستهزئاً به .

اتذكرك  إلّان واتذكر صورة وجهك حين قررت الموت، ونظرات عينيك . فراق الأحباب وانقطاع الأحداث.....

 الموت يا منقذ هو انقطاع تعلق الروح بالبدن، ومفارقتها له،

تختزل فيها التفاصيل التافهة للحياة التي عشت بطولها دون أن تنصفك  وتعاملت بها مع جوهر النفس، حين تألقت البصيرة، وتوهجت الرّوح. كان في الذّكرى ألم وكانت شجون وحسرة من أجلها تدمع عيوني ألما وحرقة ..

عندما يكون هذا الفراق حل نسعى إليه ونمشي نحوه مرغمين... لأنه لا يوجد حل وراحة لنا إلّا به ...

كثيراً ما تكون حقائق الحياة مزيجاً من الدموع يامنقذ ...

 

 

***

اتشبث بالفرح  وتنطفي في دواخلي الحياة ، إنه باب موارب يزداد ضيقا حتى يخنق روحي .... أجل ..

***

كنا دائماً وكنت أُحاول أن اسرق من أيامنا لحظات جميلة،

فتجيبني العيون بنثر مائها ....

وأعيش عبق تفاصيلها وتضاريس الموت

يامنقذ....

سيبقى عشقي لك ممتد بين السطور ووسط الحروف،

وسيبقى دائماً يومي مفتوناً بلقائك،

 معك أكون أكثر بريقاً، أكثر دفئاً، أكثر هدوءاً،

معك أعي كل همساتك، وأفكارك، ومعك تكون للحياة معناً آخر

 وللوداع معنى أشمل أو لنقل للرحيل ...

وهكذا رحلت

كأنك سفينة بلا شراع ....

اِصرَخُ  معك ملء المساحة المتسعة لصوتك ....

حين مت بقيت بعض الحروف مختومة باسمك لا أحد يجرؤ على الحديث بها بعد حديث الموت  ...

تبْقَى بَعضُ الكلمات حزينه مخيفة  وبعض الكلمات بلا صوت

ويبقى هاجسك معلق  بين الارض والسماء  ! ...

***

 حين اموت يوما ما، اذكروني حدثاً او موقفاً

وحين رحلت كتبت الوجع حد الموت قبل الحدث وبعده

قلت ذات يوم، إن مت غسلوني بدمع أُمي

فكان دمعها أُسطورة الحياة والموت

لم نستطع فقد رحلت قبلنا ... يالخيبة الحدث ..

***

لا لأننا  نخاف الإقتراب من الوجع، ومن الغياب، وإنّما العيب أن يتغلب هذا الخوف علينا، ولا نتغلب عليه. ....

الموت يامنقذ ... هو أن تلفظ أنفاسك، وتغمض عينيك، ويتوقّف قلبك عن النبض، ويتوقّف جسدك عن الحركة، كي يقال عنك أنّك فارقت الحياة . بينما الكثير من الموتى يتحرّكون، ويتحدثون، ويأكلون، ويشربون، ويضحكون، لكنّهم موتى يمارسون الحياة بلا حياة ...

****

من المرارة اختلسنا ..فجأة في غفلة الجرح .. نياما...!

 لا تبتئس وحاولنا استرجاع الذكريات على الأصابع ,

 شممنا  رائحة المساء السرمديّ ...

 ولذة النفس الأخيرة والتمسنا  فينا انكسارات النضارة

 نحن الذين إن ماتوا ماتوا واقفين ...

***

يامنقذ

ساتذكرك واكون على موعد تماس بين روحي وروحك في أُفق الليل ووهج الصباح لاطبع قبلة الفجر على أمل القاك وتلقاني حتى ولو حلماً عابراً يداعب عيوني التعبى ...

***

وداعاً يامنقذ .... فقد  كرهت الرثاء لاني أصحو كل يوم لاكتب عزاء للقلب ومن القلب وإلى القلب

مات ابي

ماتت امي

وماتت اختي

مات هشام

مات احمد

مات مروان

مات محمد

مات مازن

واخيرا الاخضر بن يوسف

سلسله مالها عقد يفرط يجعل للموت نهاية ....

 

عصام الشريدة

كاتب وصحفي من البصرة (العراق) 

يقيم في كندا

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved