في ذكرى هبة القدس والأقصى: لن ننسى ولن نغفر

2021-10-02

 تحيي جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج هذا اليوم ذكرى مرور 21 عاماً على انتفاضة القدس والأقصى، التي اندلعت احتجاجاً على زيارة شارون لباحات المسجد الأقصى المبارك . وقد استشهد خلال هذه الهبة المجيدة، تضامناً مع الانتفاضة، 13 شاباً من ابناء الداخل الفلسطيني، بعد أن خرجوا من بيوتهم تلبية لنداء الواجب الوطني، دفاعاً عن المسجد الأقصى . 

21 عاماً مرّت على هذه الانتفاضة وهذه الهبة، وما زال الجرح ينزف ويصرخ من أجل محاكمة وادانة القتلة، الذين سارعوا إلى وضع أيديهم على الزناد وإطلاق الرصاص الحي على المتضامنين من أبناء شعبنا في المثلث والجليل فسقط بدم بارد 13 شهيداً . 

لقد حاولت سلطات وقوات الاحتلال قمع وإجهاض وإخماد لهيب هذه الانتفاضة باستخدام أساليب كثيرة ومتنوعة، فإلى جانب سياسة الحصار والخنق الاقتصادي والتجويع والإغلاق والقتل والإعتقال، استخدمت الدبابات والصواريخ في قصف المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية ومقرات السلطة الوطنية الفلسطينية . ولكن رغم هذه الممارسات الإحتلالية التعسفية، فإن الانتفاضة تصاعدت حدتها واتسعت قاعدتها الشعبية، مستمدة قوتها وديمومتها من الإرادة الشعبية الوطنية الفلسطينية الصلبة والإيمان الثوري الراسخ، ومن الوحدة الوطنية والميدانية، وقناعات الجماهير الفلسطينية، التي صممت على الصمود والمقاومة والمواجهة حتى الشهادة لأجل تحقيق الأماني والتطلعات الفلسطينية بالحرية والكرامة والإستقلال الوطني واقامة الدولة المستقلة . 

وفي هذه المناسبة التي نحيي فيها ذكرى الشهداء الأبرار، الذين جادوا بدمائهم الذكية دفاعاً عن القضية المقدسة، نستحضر أيضا ذكرى استشهاد محمد الدرة، هذا الطفل الفلسطيني ابن الثانية عشرة الذي قتل برصاص الجيش الاسرائيلي حين كان يحمي نفسه من الرصاص بالإختباء خلف ظهر أبيه ووراء جدار، وهذا المشهد هز في حينه الضمير الإنساني . 

 مرَّت 21عامًا على هبة أُكتوبر وانتفاضة القدس والأقصى والوضع لم يتغير ولم يتبدلـ فالعنصرية تتفاقم وتكشر عن أنيابها، والمخططات السلطوية التي تستهدف جماهيرنا العربية الفلسطينية ووجودها تتزايد يوماً بعد يوم . وأمام ذلك ينتصب شعبنا كالمارد رافعًا الراية، رافضًا الترحيل والتهجير والإقتلاع والتبادل السكاني، مصراً على البقاء والحياة والتطور في أرضه ووطنه الأزلي، وعلى التحدي والصمود والمقاومة والتشبث بالأرض والهوية . 

إن جماهيرنا العربية الفلسطينية تعلمت، عبر معاركها الكفاحية البطولية والمواجهة مع المؤسسة الحاكمة في إسرائيل، أنّ لا سلاح لديها لإفشال تحقيق الهدف والمخطط الصهيوني الاقتلاعي سوى وحدة الصف الكفاحية، وحدة الكفاح المشترك بين جميع القوى والحركات السياسية والأوساط اليهودية التقدمية الديمقراطية المتنورة، دفاعاً عن الأرض والبقاء والعيش بمساواة وكرامة على ارض الوطن . 

وعليه فان شبيبتنا وجماهيرنا مدعوة أكثر من أي وقت مضى إلى شحذ سلاح الوحدة، ومدعوة إلى أقصى درجات اليقظة الثورة الواعية، وتصليب الموقف الوطني والسياسي المسؤول، وتدعيم وحدة الصف النضالية، ولفظ كل المنبطحين من أصحاب "النهج الجديد"، لصفع سياسة القهر القومي والتمييز العنصري الابرتهايدي ونهب الأرض وقبر مخططات السلطة الظالمة .

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved