كما توقعت تصدر فيلم "مانك"، للمخرج دافيد فينشر بعشرة ترشيحات نهائية للفوز بجائزة الأوسكار للدورة 93 . الفيلم يتناول قصة كاتب سيناريو فيلم المواطن كين والمشاكل التي رافقته اثناء انتاجه في العصر الذهبي لهوليوود، فقد رشح مانك كأفضل فيلم ومخرجه فينشر كأفضل مخرج ، و كاري أولدمان كأفضل ممثل في دور رئيسي وأفضل تصوير للمصور السينمائي المبدع إريك ميسرشميت وأفضل ممثلةمساعدة اماندا سيفريد، وهو من انتاج وتوزيع نيتفليكس .
ويبدو ان شركة البث العملاقة نيتفليكس التي انتقلت من بث الأفلام والمسلسلات التلفزيونية من خلال منصة الأنترنيت إلى الإنتاج وتوزيع الأفلام، تُعيد تشكيل وجه السينما في أميركا، وملأت الفراغ الذي تركته الأستوديوهات الكبرى، التي أجلت العديد من إصداراتها البارزة أو باعتها لمنشئي البث التلفزيوني . فقد دخلت نيتفليكس بقوة للمنافسة على الجوائز في السنوات القليلة الماضية، وفي هذه السنة سيطرت على الترشيحات النهائية لجوائز الاوسكار، فقد حصلت نيتفليكس على 35 ترشيحًا للأفلام التي أنتجتها . وتأمل الشركة الحصول على جوائزالأوسكار من خلال افلامها قطع من أمرأة "Pieces of a Woman" ، و ما ريني بلاك بوتوم "Ma Rainey's Black Bottom"، ومحاكمة سبعة في شيكاغو "The Trial of the Chicago 7" وكريب كامب "Crip Camp" ، وهو فيلم وثائقي عن حقوق المعوقين أنتجته بالتعاون مع شركة أرض مرتفعة High Ground ، وهي شركة إنتاج أسسها الرئيس السابق باراك أوباما وزوجته ميشيل .
كما حصلت ستة أفلام على ستة ترشيحات - تضم فيلم "الأب" و فيلم "يهوذا والمسيح الأسود" و فيلم "ميناري" و فيلم "بلا مأوى " و "صوت المعدن " و "محاكمة شيكاغو 7" . تم ترشيح كل هذه الأفلام لأفضل فيلم إلى جانب فيلم " شابة واعدة"، الذي حصل على خمسة ترشيحات .
وتعتبر هذه القائمة المعلنة للمتنافسين تأريخية، من عدة نواحٍ، لأول مرة يتم اختيار امرأتين، إيميرود فينيل، مخرجة فيلم شابة واعدة " Promising Young Woman " وكلوي شاو مخرجة فيلم بلا مأوى "Nomadland"، لجائزة أفضل مخرج. لقد أصبحن بذلك المرشحتان في المرتبة السادسة والسابعة لفئة الإخراج على الإطلاق منذ بداية توزيع جوائز الأوسكار . بالإضافة إلى ذلك أن شاو هي أول امرأة من أُصول آسيوية يتم ترشيحها للإخراج، وهي أيضًا أول امرأة تحصل على أربعة ترشيحات في عام واحد ، بينما أصبحت فينيل ثالث امرأة لها ثلاثة ترشيحات في عام واحد، حيث انضمت إلى المخرجتين صوفيا كوبولا وفران والش، اللتان حققتا هذا الانجاز الكبير عام 2003 ، وأيضا تعتبر القائمة الأكثر تنوعًا في التمثيل من المرشحين في تاريخ ألأكاديمية الذي يمتد لما يقرب من 100 عام، فقد تم ترشيح تسعة ممثلين ملونيّن، بعد أن كانت تختارممثلين من أصحاب البشرة البيضاء بالكامل واعتبرته جهات فنية وسياسية إغفال لهم وهذا التغيير تم بفضل الضغط من قبل وسائل التواصل الإجتماعي في عامي 2015 و 2016 باطلاق # هاشتاغ أُوسكار سو وايت ( #OscarsSoWhite)، وتعهدت الأكاديمية بقبول المزيد من النساء والأشخاص الملونين في صفوفها .
ومن ضمن المرشحين للفوز بجائزة أوسكار أفضل ممثل "شادويك بوسيمان" الذي يتوقع النقاد والعاملين في الوسط السينمائي وعلى نطاق واسع أن يحصل على الأوسكار لدوره كموسيقي جاز لامع في فيلم ما ريني بلاك بوتوم "Ma Rainey’s Black Bottom" للمخرج جورج كوستيلو وولف، وهو سابع ممثل يحصل على ترشيح للأوسكار بعد وفاته، فقد توفي بوسيمان نجم فيلم "النمر الأسود"، في آب / أغسطس عن عمر يناهز 43 عامًا أثر إصابته بسرطان القولون، ومع هذا كافح لمدة أربع سنوات ضد المرض، واستمر في تصوير أدواره الأخيرة دون الكشف عن مرضه . ويُذكر أن اثنان من الممثلين فازا بالأوسكار كافضل ممثل بعد وفاتهما، هما "هيث ليدجر" الذي مثل في فيلم فارسالظلام " The Dark Knight" و " بيتر فينش " الذي مثل نيت ورك "Network" .
سيكون حفل الأوسكار هذا العام مختلفًا عن أي حفلات سابقة حتماً، بسبب جائحة الكرونا التي اجتاحت العالم . ولا أحد يعرف هل سيتم حضور الممثلين والمخرجين والفنيين لاستلام جوائزهم، وأيضًا حضور العاملين في الصناعة السنمائية والصحافيين والقنوات التلفزيونية بالإضافة إلى الضيوف ؟ أم يتم الحفل عبر الأنترنيت، إلى الأن لم يصدر عن "أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة" اي موقف واضح، ولكن من المؤكد سيقام حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2021 في مساء يوم 25 نيسان / أبريل على مسرح دولبي في لوس أنجلوس .
