عاش الناس في جبال الألب منذ العصر الحجري القديم، أي منذ نحو 60,000 إلى 50,000 سنة، وقد تركوا مجموعة من القطع الأثرية المختلفة التي تدلّ على وجودهم في أماكن مختلفة من فرنسا والنمسا، وبعد تراجع الأنهار الجليدية في جبال الألب قبل نحو 4000 إلى 3000 سنة، سكن شعوب العصر الحجري الحديث الوديان، وعاشوا في كهوف ومستوطنات صغيرة خاصة بهم كانوا قد بنوها على ضفاف بحيرات الألب، وقد تمّ اكتشاف مواقع كانت مأهولة بالسكان بالقرب من بحيرة آنسي على طول شواطئ بُحيرة جنيف في النمسا، وفي وادي أوستا، ووادي كامونيكا في إيطاليا، وقد وُجِدَ في وادي كامونيكا ما يقارب 20,000 نقش صخري تَشهَد على سكن البشر لتلك المنطقة منذ أكثر من 2000 سنة .

الالب3

وجبال الألب عبارة عن وحدة جغرافية واقتصادية واجتماعية وجزء هام من قارة أوروبا، كما تُشكّل مكاناً معيشيّاً للبشرية والحيوانات والنباتات، وتتميّز جبال الألب بتنوّعها الطبيعي الغني وثقافاتها المختلفة والتي كانت السبب في تطوّرها، وتُعدّ منطقة جبال الألب منطقة جبلية مميزة وخاصة للسهول المحيطة بها، فهي منبع أساسي للمياه والطاقة المائية، كما أنّها تتميّز بإنتاجها الوفير من الأخشاب والتي تُعدّ أحد المنتجات الطبيعية، بالإضافة إلى الأغذية عالية الجودة، أمّا المناطق الطبيعية ذات التنوع البيولوجي الغني فتُشكّل عاملاً رفاهية هام لمواطني أوروبا، وتمتدّ سلسلة جبال الألب على نحو 8 دول، ويعيش فيها نحو 14 مليون نسمة، أمّا زوارها فيبلغون ما يقارب 120 مليون زائر سنوياً، وداخل جبال الألب نحو 4,200 كم من الطرق الرئيسية، ويُقدّر عدد السيارات التي يتم قيادتها على الطرق المُقوّسة داخل الجبال نحو 6 ملايين سيارة، أما من ناحية الثروة النباتية والحيوانية فتحتوي جبال الألب تقريباً على 13,000 نوع من النباتات، كما تحتوي على ما يُقارب 30,000 نوع من الحيوانات، وفيها 550 محطة كهرومائية تُنتِج سنوياً ما يزيد عن 10 ميجا واط، وتعبر الجبال نحو 190 مليون طن من البضائع سنوياً عبر الطريق البري .

الالب4

 تقع جبال الألب جنوب وسط أوروبا شمال ساحل البحر الأبيض المتوسط شبه الإستوائي بالقرب من مدينة نيس الفرنسية، وتمتد إلى نحو 700 ميلاً مُتّخِذَةً شكل هلال أو قوس من الساحل الجنوبي الفرنسي بالقرب من موناكو إلى سويسرا، كما تَعبُر شمال إيطاليا والمناطق المجاورة من شمال شرق فرنسا وصولاً إلى النمسا، وتمتدّ جبال الألب عبر سلوفينيا، وكرواتيا، وألمانيا، والبوسنة، والهرسك، والجبل الأسود، وصربيا لتنتهي في ألبانيا على ساحل البحر الأدرياتيكي الوعر، وتقع أعلى نقطة في سلسلة جبال الألب على ارتفاع 4,807كم؛ أي ما يقارب 15,771 قدماً، وتُدعَى نقطة مونت بلانك، وتُغطّي جبال الألب أكثر من 80 ألف ميلاً مربعاً، أي ما يقارب 207,000كم2 على مسافة 750 ميلاً، أي نحو 1,200كم، أما أوسع نقطة بين غارميش بارتنكيرشن في ألمانيا وفيرونا بإيطاليا، فيبلغ طول الجبال فيها أكثر من 125 ميلاً، وتُشكّل جبال الألب مُجمعات لمياه الأمطار لكل من نهر الراين ورون، وبو، بالإضافة إلى نهر الدانوب .