غابرييل شانيل اسطورة الموضة والجمال\ غاء

2014-09-10
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/229b9bb3-2891-4c81-ab02-6819ff052e8b.jpeg
 *«انها نجحت بما يشبه المعجزة، في أن تعمل في عالم الموضة، واتبعت قواعد تبدو أنها كانت خاصة بالرسامين والموسيقيين والشعراء فقط. لقد فرضت نبل الصمت على ضجيج المجتمع»
                                                         "جون كوكتو"
 
* انها غيرت مفهوم الموضة بعد أن حررت المرأة من كل القيود من دون أن تجعلها تتنازل عن أنوثتها ونعومتها 
 
علاقاتها الخاصة  مع فنانين معاصرين من أمثال جون كوكتو، بابلو بيكاسو، سالفادور دالي وغيرهم، مرورا بتراجيديتها وإحساسها بالفراغ العاطفي بعد مصرع الرجل الوحيد الذي أحبته بصدق، لاعب البولو الإنجليزي، إيل كابيلو، الملقب بـ«بوي». فقد كان أول رجل يؤمن بقدراتها وإمكانياتها ويمنحها ليس الحب والإحساس بالانتماء اللذين كانت تفتقدهما بسبب يتمها وطفولتها القاسية في ميتم فحسب، بل أيضا الإمكانيات المادية لكي تطلق العنان لهذه الإمكانيات الدفينة. كل ذلك أثر في حياتها
 
عطرها، كان حالة ثقافية ترتكز على حس المغامرة الفنية والتاريخية»، فانه ظهر للنور على خلفية فنية بدأت مع الحركة التكعيبية التي أطلقها بابلو بيكاسو في عام 1907 في لوحته الشهيرة «لي دموازيل دافنيون» واستمر مع فنانين آخرين ينتمون لمدارس مختلفة لكن القاسم المشترك بينهم دائما هو تكسير التابوهات والمألوف. لهذا عندما كلفت شانيل خبير العطور أرنست بو، بابتكار عطر جديد، ركزت على أن يكون تجريديا بحيث لا يمكن تمييز مكوناته، وأن يكون أيضا مترفا وفريدا يصعب تقليده. كذلك ألحت أن يكون اصطناعيا، قائلة: «أؤكد على كلمة اصطناعي.. فأنا أريده مثل فستان.. أن يكون مصنوعا». وبالفعل منحها الخبير أرنست بو ما أرادته من خلال مزيج من الياسمين واليولانغ والسوسن ومكونات أخرى بلغ مجموعها الـ80 لكن لحد الآن يصعب تحديد أيها الغالب. كانت تستهدف منه أن يكون بداية لعطور عصرية بسيطة، مما يفسر أيضا بساطة شكل القارورة بالإضافة إلى اسمه الذي لا يرتبط بزمان أو مكان.
* وحسبما يؤكد فرومونت فإن «غابرييل شانيل أعطت للحب الغائب شكلا ملموسا في هذا العطر»، لأنه كان فرصتها للخروج من حالتها النفسية السيئة ومن خلاله حاولت تجسيد الغائب آرثر بوي كابيل، الحبيب الذي فقدته للأبد وأرادت أن تحتفظ بذكراه في قارورة تختزل كل مشاعر السعادة والحب التي كانت تكنها له، حتى تعوض الفراغ الذي تركه بداخلها. بعبارة أخرى، فإنها كانت، كما قال بروست، تبحث عن تجسيد «ذكرى». فآرثر كابيل لم يكن الحب الكبير في حياتها فحسب، بل الرجل الذي تدين له بالكثير على الكثير من المستويات. فهو الذي ساعدها على تطوير نفسها وذوقها في مجالات الفن والأدب وعلوم الباطن. بعد تعرفها عليه، أصبحت نهمة قراءة، وعندما فقدته ظلت تبحث عنه في الكتب، خصوصا تلك التي شجعها على قراءتها، بالإضافة إلى غوصها في علوم الفلك والأرقام التي كان مسحورا بها. كما حاولت نسيانه بأي شكل، فسافرت إلى البندقية، التي كانت في ذلك الوقت بوابة الشرق والغرب، وهناك تعرفت على ثقافات أخرى حفرت لها مكانا في ذاكرتها لتجد طريقها في تصاميمها البيزنطية مثلا .
 
* وكذلك يقول فرومونت بأنها، بمعانقتها حزنها واستعمالها له كلغة إبداعية، أهدت نفسها أجمل عطر يختزل كل معاني الحياة والحب والذكريات السعيدة ليكون منقذها إلى حد ما.
 
انها اسطورة الأناقة 
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/e7a11ca0-8780-436b-969a-1b7b1156aab7.jpeg
 غابرييل بونور شانيل ( Gabrielle Bonheur Chanel) أو كوكو شانيل (Coco Chanel)  مصممة أزياء فرنسية رائدة أدخلت "البساطة الراقية" إلى عالم الأزياء وتعد من أهم شخصيات القرن العشرين. وبما ان تأثيرها كان كبير جداً، لذا كانت من بين الأشخاص المتواجدين في لائحة أهم 100 شخصية عالميا، والأكثر تأثيراً في القرن عشرين، والتي أُصدرت من قبل مجلة تايم الشهيرة. ولا زالت علامة شانيل هي من أهم علامات الأزياء في العالم.
 
 ولدت في 19 آب 1883 في Saumur فرنسا. Gabrielle Bouhem Coco Chanel, كانت ابنة غير شرعية لفتاة متجر ومتجولة في الشوارع, كانت من الذين لايعرفون الشيء الكثير عن الحياة المستقرة والراحة. أمها ماتت عندما كان عمرها 6 سنوات ولم يمر وقت طويل حتى هجرها أبوها أيضا.
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/57e701ff-43d1-4b5e-b131-b6266bb6a8d4.jpeg
ذهبت واختها ليعشوا عند خالتهم في France, Auvergne وهناك تعلمت شانيل الأتكيت الذي اثر على سلوكها بعد ذلك في مجال عملها الوظيفي. مع عماتها تعلمت أن تكون صبية مؤدبة الجلوس في وضع مستقيم وتعلم كيفية الخياطة. تعلمت الخياطة بسن مبكر بدلا من اللعب بالدمى. وكانت أيضا تقضي وقت في لعب الرياضة والفروسية والأنشطة الغير النمطية للفتاة في ذلك الوقت.

الميتم

عندما كان عمرها 17 سنة, أرسلت شانيل للميتم حيث الراهبات اللواتي يعملن على رعاية الأطفال. دعموا مواهبها وجهودها في الحياكة وساعدوها للحصول على العمل لبناء مواهبها. لكن شعرت بالملل مع البساطة التي كان يعيش فيها الآخرين وقررت متابعة حياة الإثارة والبطولة. فجأة ذهبت إلى مدينة الطواحين لتكون مغنية ملهى.
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/952aba2e-2bfd-4788-83cb-1fa08c71978f.jpeg
الغناء- اول الدرب

لم يثبت الغناء قوة شانيل ولكن التجربة كانت مثمرة بأن تعرفت على Balsan Etienne, رجل غني ووريث للنسيج الذي أعجبه طموح هذه الفتاة الشابة وأصبحت واحدة من عشيقاته. هو كان عنده العديد ورجعت مجددا تشعر شانيل بالملل وبدأت تتقرب منه بأفكار تجارية.

ولأنه كان يملك كثيرا من المال, قرر أعطاء شانيل المبلغ الذي تريده لفتح المتجر الذي تريده في باريس. وعينت عندها ثلاث موظفين من المراهقين وفعلا كان هذا أول نجاح لشانيل في عالم الموضة. أصبحت مشهورة ومعروفة.

بدأت بصنع أسما لها وكانت تريد التركيز على مذاق الفخامة. مع متجرها للألبسة والقبعات المتواضعة, كانت متميزة عن غيرها. لم تهتم مثل الآخرين بالألبسة الضيقة, بالاضافة الى انها اختارت ألوان غامقة وبسيطة والتي أخذت أفكارها من لباس الرجال وأيضا من لباس الراهبات اللاتي تربت معهن.
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/9db1f269-5113-450f-80f7-70efd78482c4.jpeg
مع ذوقها للحياة المترفة, قررت شانيل ترك باليسان ووصلت بصديقه Onto, رجل ثري, أسمه بالكامل Arthur Bay Capel. وعاشا حياة عاطفية حتى حصول حادثة سيارة لكابل في أول أيامهما مع بعض في عام 1919. وهو الذي ساعدها لفتح متجرها .

تألق ونجاح

في مدة لاتزيد عن أربع سنوات -لاقتأعمال شانيل  النجاح. واستطاعت تسديد جميع ديون كابل التي تلقتها على أساس أنها هدية. غمرت نفسها في عالم الأزياء وبدلا من زخرفة قطع منافسيها بدأت تطور اختراعاتها التي كانت قليلة.

بعد موت كابل عام 1920 أصبحت صديقة لشخص آخر Beaux, كان يعمل في مجالات العطورات. يعمل ويصنع عطور لشركة فرنسية ولكنها استطاعت إقناعه بإعطائها العطر . وهكذا ولد Chanel 5 رسميا عام 1924. في نفس الوقت صنعت لها أسم في مجال دوائر وأوساط الطبقة الراقية واستطاعت أن تصنع علاقات مع رجال أعمال كثيرين. ولكن إحدى العلاقات هددت تدمير جميع مابنته.

الحرب العالمية الثانية

في الحرب أغلقت شانيل جميع أعمالها وبدأت تذهب مع جندي ألماني نازي. صورتها في الوسط الاجتماعي تدهورت بشكل كبير. اعتقدت أن كل شيء انتهى وابتعدت عن الأضواء حتى عام 1954. حينها وفي سن 71 قررت شانيل العودة. ولليوم لاأحد يعلم لماذا رجعت, هل لأنها ملت أو لأنها أرادت استرجاع اسمها وسط المنافسة الشديدة.
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/05d55902-7d38-41ee-81f6-66fb1049986e.jpeg
وصلت شانيل الى أوج نجاحها في عام 1939، فكانت ترأس مؤسسة تعمل فيها أكثر من 4000 موظفة! لكنها اضطرت الى إغلاق معملها والدار خلال الحرب العالمية الثانية، لتعود وتفتحها في خمسينيات القرن المنصرم. فأصبح الـ"تايور التويد" من كلاسيكيات دار شانيل. ولم تقبل كوكو شانيل يوماً الرضوخ لأهواء الموضة الرائجة. فهي التي كانت تقول إن الموضة يجب أن تنزل الى الشارع ولا أن تأتي منه. فرفضت موجة الـ"هيبي"، كما لم تتأثر برواج التنانير القصيرة، فأصرت على فكرة أن التنورة يجب أن تغطي الركبة. وهذه أيضاً من كلاسيكيات أسلوب شانيل . 
 
 سلكت كوكو شانيل طريقاً مختلفاً فى الأزياء منذ بدايتها عن بقية بيوت الأزياء المتواجدة فى ذلك الوقت, حيث أن الأزياء كانت فى ذلك الوقت مكشوفة ولكن هي إتجهت للملابس المحتشمة الفضفاضة وكان مبدأها هى أن تكون الأزياء أنيقة وأيضاً تشعرك بالراحة وكان هذا إتجاه جديد وفريد من نوعه, وكان لها وجهة نظر بأن الأزياء المحتشمة تكون أكثر إغراءً من الأزياء المكشوفة وبعدها ذلك  سلكت الكثيرمن بيوت الازياء نفس طريق كوكو .
 
 في عام 1921. كلفت غابرييل شانيل خبير العطور أرنست بو بابتكار عطر خاص بها. ويقال: إنها كانت تريده بشذى يذكرها بآرثر كابيل، لاعب البولو الإنجليزي والرجل الوحيد الذي أحبته لكن فقدته في حادث في عام 1919. حينها شعرت بأنها خسرت كل شيء، لكنها بمساعدة أصدقائها وتشجيعهم، وجدت القوة أن توظف حزنها في التصميم وابتكار هذا العطر.
 
هناك عدة روايات عن سبب اختيارها لاسمه، إحدى هذه الروايات أن مبتكره أرنست بو، قدم لها أربع وصفات لم ترق لها، وكانت تطلب منه المزيد من التجويد والتغيير. وعندما قدم لها المحاولة الخامسة، اختارتها من دون تردد، حتى عندما تابع محاولاتها بوصفات أخرى...
من الروايات الأخرى أن كوكو شانيل كانت تريد تجنب ربطه بأي صورة أو وصف أو بفترة معينة حتى يبقى للأبد. طبعا هنا نظرية أخرى تفيد بأن رقم 5 كان رقم الحظ الذي تتفاءل به. ولا يمكن تجاهل الدلالات الفنية والرمزية لرقم 5 في تلك الحقبة، بدليل الكثير من القطع الفنية التي جاد بها الفنانون تلعب على هذا الرقم مثل تحفة الموسيقار إيغور سترافينسكي «الأصابع الخمسة» وغيرها.
لكن لم يكن الاسم هو الوحيد الذي كان تحديا للتقاليد المألوفة في تسمية العطور في تلك الفترة، فحتى خلاصاته كانت غريبة وجديدة، من حيث احتوائه على الورد والياسمين والليلك من دون التركيز على أي من المكونات الـ80 المعهودة.

وكذلك يمكن اعتبار العطر انعكاسا للحركات الفنية التي عاصرتها المصممة مثل التكعيبية والدادية والسريالية وأثرت عليها وعلى أسلوبها في التصميم عموما، وهو ما يتجلى في شكل القارورة المحدد...
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/6b05a43d-b297-42e7-a16b-df43f0f235fd.jpeg
ظهرت الكثير من نجمات السينما العالمية كوجه للعطر، مثل نيكول كيدمان، كاثرين دونوف، فانيسا بارادي وهلم جرا، لكن كوكو شانيل كانت الوجه الأول له. فقد ظهرت في أول حملة ترويجية للعطر في عام 1937 من تصوير فرنسوا كولار. ظهرت الحملة في الولايات المتحدة الأميركية فقط، لأن العطر لم يروج له في فرنسا إلا في عام 1940.
 ورغم تميز العطر ونجاحه، فإن الفضل الكبير في تسويقه عالميا يعود إلى النجمة الراحلة مارلين مونرو التي تبرعت في أحد اللقاءات التلفزيونية في عام 1954 بالقول: إنها لا تستغني عنه قبل النوم.

 وكما تأثرت شانيل بالفنانين المعاصرين، فقد تأثروا هم بها، وجعلوا من العطر مادة مهمة تناولها بعضهم في أعماله وعلى رأسهم سالفادور دالي وأندي وورهول.

 لم يطرأ أي تغيير جذري على شكل القارورة والعلبة الموشاة بالأبيض والأسود التي أبدعتها  في 1921 إلى الآن. في ذلك الوقت وضعت أيضا الحرف الأول من اسمها C على عنق الزجاجة لتحوله فيما بعد إلى مونوغراف يعرف بمنتجات الدار بإضافة C أخرى. وفيما يقول البعض إن الحرفين يرمزون إلى اسم كوكو بالفرنسية إلا أن البعض الآخر يقول: إنها استلهمتهما من النوافذ الزجاجية المعشقة في كنيسة أوبازين، التي قضت فيها طفولتها، بينما هناك من يقول بأنها أخذت شكل اللوغو من كاثرين دي ميديتشي، ملكة فرنسا، التي كانت شانيل معجبة بها واستلهمت منها أيضا الكثير من تصاميمها.

في السبعينات والثمانينات، أخرج المخرج البريطاني ريدلي سكوت حملة تلفزيونية للترويج له، لقيت نجاحا كبيرا، وقد تكون بداية الأفلام القصيرة التي تبنتها الشركات الإعلانية فيما بعد.
 وهناك العديد من السير الذاتية التي كتبت عن كوكو شانيل، كـ Chanel and Her World التي كتبت عام 2005 بواسطة صديقها Edmonde Charles-Roux.
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/e39639ad-1c72-421b-813d-5047a34a8d62.jpeg
بالإضافة إلى ذلك فقد تم عمل مسلسلات عن السيرة الذاتية لشانيل، وأحدثها تلك التي عرضت عام 2008 وجسدت دور البطولة Shirley MacLaine التي ذكرت أنها كانت سعيدة للغاية بتجسيد دور كوكو شانيل واصفة إياها بالمرأة البسيطة التي يسهل فهمها كثيرا.

طالما فضّلت شانيل البساطة والراحة في التصاميم على التعقيد والملابس التي تعيق تحرّك المرأة. وما زلنا نرى هذا الاسلوب البسيط والراقي في الوقت عينه في تشكيلات شانيل حتى يومنا هذا، علماً أن المصمم الالماني كارل لاغرفيلد هو من يمسك بزمام الامور حالياً.

وكانت كوكو شانيل أيضاً تعطي أهمية للحلي، فنراها دائماً وعقد اللؤلؤ يلفّ عنقها. لذا افتتحت في العام 1924 مشغلاً خاصًا بالمجوهرات، وأحدثت ضجة في العام 1932 عندما أطلقت أول تشكيلة حليّ راقية تحت عنوان "مجوهرات من الماس". من ناحية أخرى، لطالما أثرت علاقتها بالرجال على أسلوبها ـ فاستوحت من عدد منهم نقوش تصاميمها ورسومها.
 
أسرار الساعات الأخيرة في حياة كوكو شانيل
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/985b007c-b429-45a7-972a-eb962b9b7819.jpeg
كشف برونو بافلوفسكي رئيس النشاطات المختلفة لمصممة الأزياء الفرنسية الراحلة كوكو شانيل عن أسرار الساعات الأخيرة في حياة أسطورة الموضة، 

فقال : إن شانيل (1883 – 1971) شعرت في آخر أيامها بالموت، فطلبت من خادمتها أن تساعدها على ارتداء ملابسها وتصفيف شعرها ووضع المساحيق، ثم فارقت الحياة بعد دخولها غرفتها واعتلائها السرير ببضع دقائق...
مشيراً إلى أنها ماتت بمفردها من دون أصدقائها. وتركت وصيتها التي كتبتها في العام 1965 إلى مؤسستها، وقد بلغت قيمة ثروتها 15 مليون دولار في ذلك الوقت. 
هكذا توفيت شانيل بكامل أناقتها،  من دون أن تسمح للموت بتدمير صورتها. ولم تمرّ وفاتها مرور الكرام. ففي اليوم التالي، خصصت الصحف العالمية صفحات كاملة حول هذه الشخصية الاسطورة في عالم الموضة. وكلّها أشادت بمدى تأثير الاخيرة على عالم الازياء وعلى الاجيال القادمة. لم تترك خلفها أولاداً، أما من أحبتهم، فسبقها معظمهم الى الرحيل من هذه الدنيا. 
وكانت شانيل قد أشرفت بنفسها على بناء المقبرة التي دفنت فيها في مدينة لوزان السويسرية، وطلبت ألا يضع فوقها حجر حتى تستطيع الخروج بعد ذلك.
 كما في حياتها، حرصت كوكو شانيل على أن يكون موتها أنيقًا كذلك. فرحلت في يوم أحد مطلع سنة 1971. وفق الاقاويل، كانت عائدة من نزهة، سألها الحارس إن كانت بخير فقالت له "نعم، ولكنني سأموت بعد ساعة أو ساعتين". روح الفكاهة لم تغادرها حتى لحظاتها الاخيرة.
اتهمت كوك شانيل  التي  كانت تلقب ب" ملكة باريس" مراراً بمعاداة اليهود، ونُفيت الى سويسرا في العام 1944، فبقيت هناك لعشر سنوات اي حتى عام أربعة وخمسين من القرن الماضي . وعادت إلى بلادها . وتوفيت في فندق " الريتز" عام 1971 وهي في سن السابعة والثمانين.
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/a9226fe7-3443-4f7a-a7d6-29ad79a70515.jpeg
وأقيم  مؤخراً في متحف الفن المعاصر في شنغهاي معرضا تحت عنوان «ثقافة شانيل»، ويضم اللوحات التي اقتنتها لسلفادور دالي، وباولو بيكاسو، وغيرهما. كما صدرت العديد من الكتب عنها وهي التي عاشت طفولة تعيسة بعد وفاة والدتها.
 
 أول وأكبر حب في حياة كوكو شانيل كان للبريطاني بوي كابيل الذي بقيت تحبّه لأكثر من عشر سنوات، حتى توفي في حادث سير. فاعترفت بعد مرور 50 عاماً: "مع خسارة كابيل، فقدت كل شيء". ولتنسى حزنها، غرقت في العمل وزادت من عزمها على النجاح. استمرت شانيل في حب كابيل على الرغم من زواجه من امرأة أخرى. ومع أنه ساعدها مالياً في بداية مسيرتها، فقد حرصت على دفع كل ما تدينه له لاحقاً.
أما العلاقة الاخرى التي كانت بارزة في حياة شانيل، فكانت تلك التي ربطتها بالمؤلف الموسيقي الروسي إيغور سترافينسكي. فكانت موضوع فيلم أُنجز قبل سنوات تحت عنوان "كوكو شانيل وإيغور سترافينسكي". بدأت هذه القصة بعد فقدان شانيل حبيبها في حادث السير، واستقبالها المؤلف وعائلته في منزلها بعد الثورة في روسيا. 

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/750fd6de-3ac5-4ef6-85de-f8d22c14af86.jpeg
 أشهر مقولات كوكو شانيل

كوكو شانيل هى امرأة سبقت عصرها، لها العديد من الأقوال المأثورة عن المرأة وأزياءها وعطرها ومكياجها وبعض هذه المقولات تكون نصائح تأخذ بها المرأة حتى الأن لتعرف كيف تختار الأنسب لها :

الموضة تتغير ، ولكن ستايلك يظل واحدا
 
ان افضل لون فى العالم، هو اللون الذي يبدو رائعا عليكِ
 
الشيخوخة لا تحمي من الحب ولكن الحب يحمي من الشيخوخة
 
المرأة التى لا تضع عطرا، لا مستقبل لها
 
هناك وقت للعمل ووقت للحب وليس للمرء عدا ذلك وقت
 
التعجرف موجود في كل ما أقوم به, إنه في إيماءاتي، قساوة صوتي، في نظراتي الثاقبة، في قسمات وجهي المعذب
 
ابحث عن المرأة من فستانها، فاذا لم توجد المرأة لا يوجد فستان
 
الموضة ليست موجودة في الفساتين وحسب, الموضة في السماء، في الشارع، الموضة لها علاقة بالأفكار، بطريقة معيشتنا، بما يجري من حولنا
 
هناك الناس الذين يملكون المال، وهناك الأثرياء
 
 نحتاج نحن معشر النساء إلى الجمال لكي يحبنا الرجال، ونحتاج إلى الغباء لكي نحبهم
 
حقائق من حياتها//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/55101b69-e723-42d4-ba82-dcb76cfde625.jpeg
 
على الرغم من معرفة  الكثير من الناس بقصة كوكو شانيل الحقيقية, وكيفية  صعودها إلى الشهرة, فهناك العديد من الحقائق الممتعة التي لا يعرفها البعض عنها, فلا يزال إسمها رمزا للأزياء الراقية, كما ويعتبر عطرها واحد من العطور الأكثر شعبية, الذي يقبل الناس على شرائه, حتى الآن, وقد عرفت  بأكثر النساء أناقة وروعة, في أزياءها و إكسسواراتها, وكل مقتنياتها.

ما هي الحقائق المميزة عن كوكو شانيل؟

أشتهرت باللون البرونزي أو التان , وعملت على نشره

فبعد عودتها من مهرجان كان, ظهرت بطلة جديدة أمام الناس, نتيجة تعرضها للسعات قليلة من الشمس, حيث تميز لون بشرتها في ذلك الوقت, باللون البرونزي, فانبهرت جميع المعجبات بشخصيتها, باللون الجذاب الذي تمتلكه, و من وقتها أصبح اللون المتعارف عليه عند النساء في فرنسا, بعد أن كانت بشرتهم تمتاز بالشحوب.

اتخذت من عطر شانيل رقم 5 معطرا لمنزلها وهي من أكثر الحقائق الممتعة, التي كانت تقوم بها كوكو شانيل, حيث كانت تقوم برش عطرها الخامس في كل أرجاء منزلها, فقد كانت تحاول التمتمع بكل ما يمكنها أن تتمتع به, و ترغب بأن تكون محاطة بالأناقة, و ليس ذلك فحسب,  بل أرادت أيضا  التمتع بعملها الشاق الذي قامت بإنجازه, وتذكره.

اسمها الحقيقي هو غابريل أطلق عليها عند ولادتها في بلدة سيمور, إسم غابريل بنخور شانيل,  وقد بدأت حياتها  كمغنية, بحيث لاقت أغنيتها, كوي كوا فو كوكو, شعبية واسعة, وقامت بالتمسك بلقب كوكو الذي استمر معها طوال فترة شهرتها بالأزياء.

من أفضل اعمالها التي لاقت شعبية كبيرة في فرنسا, هو تصميم فستانا أسود قصير،  قامت بعرضه عام 1926, ولم تغير في تصميمه على مر السنين،  كما فعل الكثير من المصممين، بسبب شعبيته التي لا تصدق، إلى الآن.

رقم الحظ لديها هو رقم 5 فمن المنطقي أن تقوم كوكو شانيل بإطلاق رقم 5 على اسم عطرها الأكثر شعبية بين العطور, و ليس ذلك فحسب, فقد أصدر في اليوم الخامس من الشهر الخامس, عام 1922, كما اختارت لها زجاجة غير باهظة الثمن، حتى يركز الناس على رائحة العطر، وليس شكل الزجاجة.

عاشت كوكو شانيل في عصر ترتدي فيه النساء الكثير من الملابس باهظة الثمن، والإكسسوارات الكبيرة، غير المريحة، فاتجهت عكس ذلك تماما، في تصميمها للملابس النسائية، حيث ركزت على الملابس المريحة و الواسعة، التي يمكن ارتداءها في كل الأوقات، كما اشتهرت ببدلتها الوظيفية التي قامت بتصميمها، بحيث تميزت  حتى وقتنا الحالي.
 

عالية كريم

رئيسة تحرير "معكم"

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved