أغنيةُ شانغ- غان حكايةُ حُبٍّ فَتِيٍّ

2015-05-21
غان حكايةُ حُبٍّ فَتِيٍّ للشاعر الصيني  : لِي بو  ( 701- 762 ميلادية )
ترجمة : سعدي يوسف
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/fd65a668-424e-421e-a119-c728061960dc.jpeg
أوائلُ غَسَنٍ  على جبيني ،
أنا ألعبُ ، أقطفُ زهوراً قربَ الباب.
أنتَ تجيءُ  ، دائراً حول البئر ،
على صهوةِ حصانٍ خشبٍ ، ناثراً برقوقاً أخضرَ .
نحن في قرية شانغ- غان ،
طفلانِ بلا رِيبةٍ أو كُرْهٍ .
*
في الرابعةَ عشرةَ ، أكونُ زوجتَك .
ولأنني خجلى ، أغضُّ البصرَ آنَ ألقاكَ ،
وأحني رأسي ، فأنظر إلى الحائط المعتم .
ولو أنكَ نادَيتَني ألفَ مرّةٍ
فلن أرفعَ بَصَري إليك .
*
في الخامسةَ عشرةَ ، لم يعُدْ حاجباي ينعقدان .
ومن ثقتي بحبِّكَ ، أريدُ أن أكون معك
حتى الرميم أو الرماد ...
لا أظنُّ أنّ عليّ أن أرقى الـمَرْقَبَ لأراك .
*
في السادسة عشرة ،  ترحلُ ، أنت ، بعيداً
عبرَ المضائق الخطرةِ ، كو- تانغ ،
السيول خطيرةٌ وصعبةٌ  ، وعصيّةٌ على العبور في شهر أيّار .
قرودُ الشِقّ  تنعبُ صارخةً .
آنَ غادرتَ بوّابتَنا جررْتَ قدمَيكَ .
والآنَ ، في كل أثرٍ من خُطاك القديمةِ
ينمو طُحلُبٌ ، عميقٌ ، ثخينٌ  ...
ليس بمقدوري أن أكنسَه . 
الريحُ تهبُّ مبكِّرةً ، والأوراقُ تَسّاقَطُ .
*
إنه الخريف .
وعبر البستان الغربيّ تندفعُ الفَراشاتُ الصُّفرُ أزواجاً 
أنا أنهارُ لرؤيتهِنّ ...
لونُ وجهي يغيضُ .
لَكأنّ شبابي يمضي ...
*
ولو انكَ عُدتَ في أحد هذه الأيامِ
عبرَ المضائقِ الثلاثةِ ليانغ-زِي-جيانغ
فابعَثْ رسالةً ، ولسوف آتي لألقاك .
مهما بَعُدَ المكان .
---------------------------
* الغَسَنُ : قَصّةُ شَعرِ الناصية على الجبين .
* لي بو ، يعتبَر حتى اليوم شاعر الصين الأثير . كان مغامراً في الحياة
والسياسة ، ومات مسموماً شأنه شأن امريْ القيس . عاش في عهد
أسرة التانغ المتسامح ، والصينيون يرون فيه موزارت الشِعر ، ويحفظون أشعاره
عن ظهر قلب . 
وقد كان للشاعر الصينيّ تأثيرٌ في عدد من شعراء أوربا  الـمُحْدَثين  وبينهم إزرا باوند.
أنا أشتغلُ ، هذه الأيام ، على مختارات من لي بو ، باللغة العربية ، في هيأة كتاب .
" أشعارُ لي بو "  في هيأة كتاب ،  ستكون كتابي المائة !

سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved