لعل أغلب المهتمين بشؤون الثقافة والإبداع في مدينة الموصل المنجبة للمبدعين لا يعرفون من أبناء الشاعر الكبير معد الجبوري، سوى الشاعر الشاب حارث معد والبعض يعرفون المصمم مدرس اللغة العربية أحمد معد، والحقيقة أن للشاعر الجبوري، ابن آخر معروف في المشهد المسرحي هو الفنان (رائد معد) الذي عرفه الجمهور في التسعينات وقبل تخرجه من كلية الفنون الجميلة بجامعة الموصل، من خلال جريدة (أم الربيعين) التلفزيونية الشهيرة التي كان ينتجها المجمع الإذاعي والتلفزيوني آنذاك ويشارك فيها الفنان رائد معد في اللقطات الهادفة، كما عرف عبر مشاركاته في العروض المسرحية والمهرجانات الفنية داخل المحافظة وخارجها.
ولدى زيارتي الأخيرة لشاعرنا الكبير معد الجبوري في منزله، كان حوله ابناؤه المبدعون الثلاثة ( حارث ورائد وأحمد) تأملت في رائد وقلت في قرارة نفسي: لماذا لم يسلط الضوء على هذا المبدع، فسألته عن بداياته مع المسرح، فأجاب قائلا:
- المسرح نبضة في الأعماق وحبي للمسرح رافقتني منذ الصغر واستحال الى عشق عميق.. في الثامنة من عمري شاهدت عدة عروض مسرحية في الموصل برفقة والدي، وحضرت تمرينات وعرض مسرحية (الشرارة) وهي من تأليفه وإخراج الفنان شفاء العمري.. منذ ذلك الحين أصبح المسرح هاجسي.
ثم التحقت بكلية الفنون الجميلة قسم الفنون المسرحية، فدخلت جو الحركة الفنية المسرحية في نينوى كفنان مسرحي من خلال أول عرض مسرحي شاركتُ فيه كممثل، وهو (مجانين العصر) إخراج بشار عبد الغني، وقدم عام 1996على قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة الموصل. حتى تخرجي من الكلية عام 1999
* رائد .. وأي دور من أدوارك كممثل تعتز به؟
- كل الأدوار التي قمت بتمثيلها أعتز بها، ولكن يبقى دور (محرك الدمى) في مسرحية (الأخوة ياسين) من تأليف حسين رحيم وإخراج بشار عبد الغني، هو من أفضل أدواري وأعتز به كثيرا، والمسرحية هذه قدمت في مهرجان المسرح العراقي الذي أقيم على قاعة الشعب ببغداد عام 1998ونالت استحسان النقاد وجمهور المسرح.
* أنت مسرحي مبدع لكنك غائب عن الإعلام، لماذا؟
- أولا: إن كنتُ مبدعا كما ترى، فأنا أرى أن الإعلام هو الذي ينبغي أن يصل إلى المبدع لا أن يسعى المبدع إليه. ثانيا: ما جدوى ذلك وحركة المسرح عموما قد انحصرت حاليا في مدينتنا بكلية الفنون والمعهد، ولا شأن لمسارح المدينة المقفلة بها، ولا حضور للمبدعين إلا على صفحات الصحف أو المواقع؟
* نعم، فالوجوه المسرحية، وأنت منها، لا حضور لها هذه الأيام .. لماذا؟
- أنت تدري أننا نعيش ظرفا طارئاً، لكنني في كل الظروف أرى أن الابداع الفردي لا تغيِّبُه أيُّ حالة طارئة، فالكتابة مثلا هي الكاتب وأوراقه، والرسم هو الفنان مع ريشته ولوحته .. إلا الفنان المسرحي، ممثلا كان أو مخرجا، فهو طرَف في حالة جماعية، لا تتكامل إلا بحضور جميع أطرافها. المسرح إذن مؤسسة، فهو فن الفرق والتجمعات، وإذا ما غابت فلا حضور للفنان المسرحي كفرد. حتى المؤلف المسرحي الذي يبدع على الورق لن يرى عمله ناضجا حتى يسعى على خشبة المسرح.. المسرح هو العرض.. هو الفعل.. فأين العروض؟ لقد انحسرت وانحسر معها المبدعون المسرحيون أفرادا وجماعات، وبقي المشهد الدرامي على هامش حركة الثقافة التي تعاني هي أصلا من التهميش والنفي في وضعنا الراهن.. على ضوء ما أشرتُ إليه، أقول: لم يبق أمامي شخصيا سوى محاولات كتابة النص المسرحي. ومن خلال عملي كموظف في البيت الثقافي الذي هو أحد دوائر وزارة الثقافة أساهم في التحقيق الصحفي وتصميم جريدة البيت الثقافي والأغلفة مثل تصميمي لديوان( لا ستار .. ولا غبار) لوالدي، وديوان الشاعر سيف الدين جميل (بذور الأسئلة) إضافة إلى العناية بمونتاج الصور واللوحات، والطواف بين المواقع على شبكة الانترنت. وحالي كحالك أنت يا أستاذ صبحي، ألست من رواد المسرح، لكنك الآن متجه للكتابة الصحفية وتسليط الضوء على الأدباء والفنانين من أبناء مدينتنا.
* ونصوصك المسرحية التي كتبتها ؟
- قبل سنوات أنجزت كتابة مسرحية تنتمي إلى المسرح التجريبي الجديد، تحمل عنوان (دعونا نحلم). وقدمها طلبة كلية الفنون الجميلة في عرض جميل على القاعة الكبرى بجامعة الموصل من إخراج الفنان زيد طارق فاضل، وقد نال العرض استحسان ورضا كل من شاهد المسرحية. ثم نُشر نص المسرحية في جريدة الزمان الدولية على صفحات (ألف ياء) الجريدة التي تصدر في لندن.
ثم أعقبتُها بمسرحية أخرى ما يزال نصها غير منشور ولم تقدم على خشبة المسرح، عنوانها ( لا غياب.. كلنا في الواجهة) وطموحي أن أرى شخوصها تتحرك أمامي على خشبة المسرح.
وقبل أن أنهي هذا اللقاء وأغادر منزل صديق العمر الشاعر معد الجبوري لا بد لي أن
أشير إلى أن الفنان رائد معد:
• ولد في الموصل بمحلة باب الجديد عام 1975
• بكلوريوس فنون مسرحية - كلية الفنون الجميلة - جامعة الموصل 1999
• يعمل حاليا موظفا في وزارة الثقافة - البيت الثقافي / نينوى
• عضو نقابة الفنانين العراقيين فرع نينوى
• عضو اتحاد الإذاعيين والتلفزيونيين العراقيين
• عضو اتحاد الفنانين الدراميين
*
• مشاركاته المسرحية:
1. مسرحية مجانين العصر 1996 ممثل بدور ( لاوس )
2. مسرحية كان كان العوام 1996 ممثل بدور ( مارتن العريف )
3. مسرحية لعبة الأحلام، على مسرح قاعة الشعب ببغداد 1996 بدور (محرك الدمى)
4. مسرحية الأخوة ياسين 1997 ممثل بدور ( محرك الدمى )
5. مسرحية (اللي يريد عشرتنه) 1997 ممثل بدور ( مريعي )
6. مسرحية مواضيع ساخنة 1997 مصمم ومنفذ الإنارة
7. مسرحية هذيانات معطف، على مسرح قاعة الشعب ببغداد 1998 ممثل بدور (الظل)
8. مسرحية نعيم المجانين 1999 ممثل بدور ( المجنون )
9. مسرحية (حفنة حرامية) 2000 ممثل بدور ( حرامي )
10.مسرحية زواج حول العالم 2001 ممثل بدور ( سعيد )
11.مسرحية المهرج 2001 ممثل في عدة أدوار
*
• مشاركاته في المهرجانات والأعمال التلفزيونية:
1. في مهرجان بابل الدولي على خشبة المسرح البابلي وقاعة العرش في عدة أعمال: لوحة السواس 1994 - في مشهد الفلكلور الموصلي 1995
في أوبريت الحنة 1997 - والزفة الموصلية 1999 وفي سهرة موصلية 2000
2. في مهرجان الحضر الدولي الأول على مسرح قاعة العرش، في أوبريت ليلة موصلية 1994 تأليف عبد الوهاب اسماعيل- موسيقى وألحان خالد محمد علي - اخراج شفاء العمري.
3. المشاركة في فلم ( الطوفان ) كمساعد مخرج، وهو من إخراج ريكاردوس يوسف 2001
4. مهرجان المسرح العربي ببغداد في الأعمال: لعبة الأحلام 1996 وهذيانات معطف 1998
5. المشاركة في العديد من الأعمال التلفزيونية وأبرزها التمثيل في عشرات اللقطات ضمن جريدة أم الربيعين وبرنامج مدن عراقية - مدينة الموصل القديمة - مدينة كركوك، إضافة للسهرات التلفزيونية
*
• عمل مساعد مخرج ثم مخرجا في الإذاعة والتلفزيون بالموصل في قناة العراقية الفضائية 2004 - 2005 ومصور تلفزيوني في تلفزيون نينوى 1999- 2003 ومراسلا لقناة البغدادية 2005 - 2007
• حصل على العديد من الشهادات التقديرية من: نقابة الفنانين - كلية الفنون الجميلة - دائرة الإذاعة والتلفزيون.
• أجريت معه حوارات وكتبت عنه مقالات في الصحف والمجلات: جريدة العراق - جريدة الحدباء - جريدة الزمان - مجلة فنون - جريدة بهرا
• عمل محاضرا في معهد الفنون الجميلة للبنين في الموصل 2005
• نشر بعض قصائده النثرية في الصحف الموصلية.
• يعمل في تحرير وتصميم جريدة البيت الثقافي/ نينوى
• من مؤلفاته:
1- مسرحية ( دعونا نحلم )
2- مسرحية ( لا غياب.. كلنا في الواجهة )